ساو باولو – قهوة ورلد
بينما تتعرض صادرات القهوة البرازيلية الفاخرة لضربة قاسية بسبب الرسوم الجمركية الأميركية، نجح مشروب فريد من نوعه في الإفلات من هذه الأزمة: قهوة تُنتج من حبوب يبتلعها طائر «الجاكو» ثم يطرحها بعد مرورها عبر جهازه الهضمي.
في أغسطس الماضي، فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية بنسبة 50% على السلع البرازيلية في إطار خلاف سياسي مع الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا. هذه الخطوة أدت إلى تراجع واردات القهوة البرازيلية المختصة إلى الولايات المتحدة بنسبة تقارب 70% خلال أغسطس وحده، بحسب الجمعية البرازيلية للقهوة المختصة. وكانت الضربة الأقسى للعلامات التجارية الفاخرة التي لطالما اعتمدت على المستهلك الأميركي.
لكن قهوة طائر الجاكو — وهي أرابيكا نادرة تُنتَج في مزرعة كاموسيم الواقعة في غابات الأطلسي بالبرازيل — لم تتأثر. إذ تمر الحبوب بعملية طبيعية داخل جهاز الطائر، مما يمنحها نكهات زهرية وحموضة متوازنة تميزها عن غيرها.
وقال إنريكي سلوبير، منتج القهوة والمدير التنفيذي لمزرعة كاموسيم: «الأميركيون لا ينظرون إلى هذا النوع من الجودة مثل اليابانيين أو الآسيويين أو السعوديين أو الأوروبيين، ولذلك فإن الرسوم لا تؤثر على هذا المنتج تحديداً».
قهوة الجاكو التي قد يصل سعر الكيلوغرام الواحد منها إلى 960 جنيهاً إسترلينياً (نحو 1300 دولار)، تحظى بإقبال متزايد في اليابان وأوروبا والشرق الأوسط. وقد استوحت المزرعة فكرتها من قهوة «كوبي لواك» الإندونيسية الشهيرة، المصنوعة من حبوب تمر عبر جهاز الزباد.
أما روجيريو ليمكي، المشرف الزراعي في مزرعة كاموسيم، فيوضح: «الجاكو لا يأكل القهوة فقط، بل الفواكه أيضاً، وداخل حوصلته تمتص الحبوب خصائص هذه الفواكه لتضفي تعقيداً مميزاً على الطعم».
ورغم نجاح هذا المنتج النادر، تبقى الصورة قاتمة لبقية القطاع. إذ أكد مارسيو فيريرا، رئيس مجلس مصدري القهوة البرازيلية (سيكافي)، أن القهوة المختصة كانت الأكثر تضرراً، واصفاً الوضع بـ«المدمر».
ويقر سلوبير بأن بقية منتجات المزرعة، التي تشكل غالبية إنتاجها السنوي، تواجه صعوبات كبيرة: «أميركا هي أكبر سوق للقهوة في العالم، ونحن خارجها الآن. على المدى القصير الأمر سيئ جداً، لكن على المدى المتوسط والبعيد قد يدفعنا ذلك لفتح أسواق جديدة».
وهكذا، أصبح طائر الجاكو — الذي كان يُنظر إليه سابقاً كآفة تلتهم ثمار البن — رمزاً غير متوقع لصمود القهوة البرازيلية في مواجهة أزمة الرسوم الجمركية.