ارتفاع أسعار القهوة لدى شركة “جى دى إي بيتس” بنسبة 64 بالمئة خلال 18 شهرًا رغم تراجع أسعار البن عالميًا

ارتفاع أسعار القهوة لدى شركة “جى دى إي بيتس” بنسبة 64 بالمئة خلال 18 شهرًا رغم تراجع أسعار البن عالميًا

أعلنت شركة “جى دى إي بيتس”، المالكة لعلامة “دواو إيغبرتس”، عن زيادة جديدة في أسعار القهوة تتراوح بين 10 بالمئة و25 بالمئة، مما أثار احتجاجات فورية من متاجر التجزئة وعلامات القهوة المتخصصة. وبحسب صحيفة “دي تليخراف” الهولندية، أصبح سعر الكيلوغرام الواحد من حبوب القهوة 21.55 يورو، بينما بلغ سعر النصف كيلو 10.69 يورو.

وهذه هي الزيادة الثالثة منذ شهر يناير من العام الماضي، مما أدى إلى ارتفاع إجمالي بنسبة 64 بالمئة خلال 18 شهرًا. وقد دفع هذا التصعيد التعاوني الشرائي لشركة “جمبو” والمتجر الإلكتروني “بيكنيك” وشركاء “جمبو” في فرنسا وألمانيا إلى التوقف عن شراء منتجات “جى دى إي بيتس”.

وتأتي هذه الزيادة في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية تراجعًا في أسعار البن الخام. وأوضح ألكسندر ستيرك، المدير التنفيذي لشركة “فيسبر” المتخصصة في معلومات السلع، أن فصل الشتاء في البرازيل لم يُلحق أضرارًا كبيرة بالمحاصيل كما كان متوقعًا، مما يُشير إلى موسم حصاد قياسي. وأضاف: “أرى مبررًا أكبر لانخفاض الأسعار بدلاً من ارتفاعها”. وأعرب محللون عن دهشتهم من أن المستهلكين سيدفعون أسعارًا أعلى في الوقت الذي انخفضت فيه الأسعار العالمية بأكثر من 20 بالمئة منذ يناير.

من جهته، اتهم جيانلويجي فيراري، المدير التنفيذي لشركة “إيفرست”، “جى دى إي بيتس” بالسعي لتحقيق الأرباح على حساب العدالة. وقال: “يتحدثون مع المساهمين عن ‘انضباط في التسعير’ لحماية الربحية، لكن الحقيقة أنهم يريدون فقط جني المزيد من الأرباح”.

وكانت “جى دى إي بيتس” قد أعلنت في فبراير عن ارتفاع أرباحها بنسبة 13.4 بالمئة خلال عام 2024، بالإضافة إلى خطط لإعادة شراء أسهم بقيمة 250 مليون دولار، وزيادة في توزيعات الأرباح. وأكدت الشركة أنها لم تلحظ حساسية كبيرة من قبل المستهلكين تجاه الأسعار، مضيفة أنها “نجحت في إدارة ارتفاع الأسعار”. وقال متحدث باسم الشركة: “بفضل أسلوبنا في التوريد، يمكننا تقديم أسعار أكثر استقرارًا على المدى الطويل”.

لكن علامات القهوة الأصغر عبّرت عن استيائها من غياب الشفافية في كيفية تحديد الأسعار. وقال فري بوبّغاي، مؤسس علامة “وندربينز” والذي عمل سابقًا لدى “جى دى إي بيتس”: “طريقة تسعير القهوة غير شفافة تمامًا، فـ70 بالمئة من المعاملات تتم بين جهات لا تساهم في عملية إنتاج القهوة، بل تتاجر فقط”. وأشار إلى أن هناك 12 مليون شخص يزرعون القهوة حول العالم، 5 ملايين منهم يعيشون بأقل من 2.15 دولار يوميًا. وأضاف: “المزارعون الذين ينتجون قهوتنا يعيشون في بؤس حقيقي. كثير منهم لا يملكون حتى أحذية للسير بين النباتات. أطفال المزارعين في أوغندا يمكنهم الحصول على تعليم مجاني، لكنهم لا يذهبون للمدرسة لأنهم مشغولون بتأمين الطعام”.

بدوره، قال بارت دينخان، مؤسس شركة “دي كوفي يونخنز”، إن شركته تسعى أيضًا إلى تحقيق استقرار في الأسعار من خلال الشراء المباشر وتوقيع عقود طويلة الأجل مع المزارعين. وأضاف: “لا أفهم لماذا تريد جى دى إي بيتس رفع الأسعار”. وعن ادعاءات بعض الشركات الكبرى بدعمها للعدالة والاستدامة، قال: “ربما تكون كلمة ‘غسل أخضر’ كبيرة، لكنهم يسلطون الضوء على مشروع واحد جيد ليعطوا الانطباع بأن كل شيء على ما يرام”. وأوضح أن أسعار القهوة المختصة أصبحت الآن أعلى ببضعة سنتات فقط من الأسعار المقترحة من قبل “جى دى إي بيتس”، لكن النسبة الأكبر من العوائد تذهب إلى المزارعين. وختم قائلًا: “نحن لا نستخدم مشاهير في إعلاناتنا، ولا أتقاضى مكافأة بقيمة 60 مليون يورو”.

Spread the love
نشر في :