تتجه شركات تحميص القهوة الكبرى في البرازيل إلى رفع الأسعار بعد فترة من الأحوال الجوية السيئة التي أثرت سلبًا على توقعات المحاصيل ودفعت الأسعار إلى الارتفاع.
ووفقًا لتقارير وكالة رويترز، تخطط شركة التحميص الهولندية “جي دي إي بيتس” لرفع أسعار القهوة في البرازيل بنسبة تصل إلى 30% خلال عام 2025.
وأكد اثنان من التجار صحة هذه الأنباء، استنادًا إلى وثائق أرسلتها الشركة إلى عملائها، حيث أشارت إلى أن “المشاكل المناخية” هي السبب الرئيسي وراء هذه الزيادة. وتشمل هذه الزيادات مجموعة متنوعة من المنتجات مثل القهوة المحمصة والمطحونة، والقهوة الفورية، وكبسولات القهوة.
في المقابل، أعلنت شركة التحميص البرازيلية “3 كوراسونيس”، وهو مشروع مشترك بين شركة “ساو ميغيل” المحلية وشركة “شتراوس”، عن نيتها رفع أسعار منتجاتها بنسبة 11% اعتبارًا من 1 يناير المقبل، وفقًا لوثائق أُرسلت للعملاء واطلعت عليها وكالة رويترز.
أما شركة “ميليتا” الألمانية، فقد قامت بالفعل برفع أسعار منتجاتها بنسبة 25% اعتبارًا من 3 ديسمبر الجاري.
وقد أرجعت الشركات الثلاث الزيادات إلى التغيرات المناخية وتأثيراتها على إنتاج القهوة. كما أوضحت شركة “3 كوراسونيس” أن ارتفاع الطلب والتقلبات الاقتصادية كان لهما دور إضافي في هذه الزيادات، مشيرة إلى أن استمرار ارتفاع أسعار البن الأخضر أجبرها على تحميل المستهلكين بعضًا من هذه التكلفة تدريجيًا.
وفي مذكرة تحليلية صادرة عن شركة “باركليز” هذا الأسبوع، أشار المحللون إلى أن تصاعد أسعار أرابيكا وروبوستا قد يؤثر سلبًا على حجم المبيعات في أوروبا. وتوقعت الشركة تحقيق نمو عضوي بنسبة 2% في المبيعات، وزيادة في الأسعار بنسبة 3.5%، وانخفاض في الكميات المباعة بنسبة 1.5% خلال النصف الثاني من العام المالي 2024.
أما بالنسبة لسوق “جي دي إي بيتس” في أمريكا اللاتينية وروسيا، فقد توقعت “باركليز” زيادات أكبر في الأسعار، مع الإشارة إلى أن البرازيل وروسيا تشكلان نحو 85% من مبيعات هذه المنطقة.
وفي منطقة آسيا والمحيط الهادئ، تواجه الشركة تحديات مماثلة بسبب تأثير زيادات الأسعار في أستراليا ونيوزيلندا على حجم المبيعات.
على صعيد أسعار القهوة، سجلت السوق ارتفاعات جديدة هذا الأسبوع. فقد بلغ سعر حبوب الأرابيكا، الأكثر استهلاكًا، 3.34 دولار للرطل يوم الثلاثاء (10 ديسمبر) في بورصة إنتركونتيننتال، قبل أن يتراجع إلى 3.21 دولار. أما حبوب الروبوستا، فقد وصلت إلى 5,565 دولارًا للطن المتري في نهاية نوفمبر، لكنها تراجعت لاحقًا إلى 5,192 دولارًا.
من جانبه، أوضح المحلل جون كوكس أن ارتفاع تكاليف البن الأخضر دفع الشركات إلى رفع الأسعار بشكل كبير، متوقعًا أن تؤدي هذه الزيادات إلى انخفاض حجم المبيعات وتوجه المستهلكين نحو خيارات أقل تكلفة، بما في ذلك العلامات التجارية الخاصة الأقل سعرًا.