قبل بضعة أيام، تلقيت دعوة خاصة من الباريستا الإيطالي الشهير أنطونيو أوريا، خبير القهوة في فيكتوريا أردوينو الشرق الأوسط، لحضور ورشة عمل حصرية عن الماتشا بالتعاون مع AIYA Europe، أكبر مورّد للماتشا في أوروبا، وألبرو، وفيكتوريا أردوينو الشرق الأوسط، وذلك في مختبر فيكتوريا أردوينو في منطقة القوز بدبي.
كانت الورشة، التي استضافها كل من أنطونيو أوريا، داميان بيرجس، ومارين جيسبرس، فرصة مثيرة لاستكشاف هذا المشروب الأخضر الذي أثار فضول الكثيرين.
لقاء أول… دون انطباع
عند وصولي، استقبلني السيد مارين جيسبرس، سفير علامة ألبرو، بسؤال غير متوقع: “هل سبق أن جربت الماتشا؟” كانت إجابتي صريحة وسريعة: نعم، جربتها مرة واحدة، لكنها لم تترك أي انطباع خاص؛ لا إيجابي ولا سلبي. توقف حديثنا وانتقلنا إلى عرض تقديمي عن تاريخ الماتشا، مدعومًا بمقاطع فيديو توضح رحلتها من الصين إلى اليابان، حيث تم إعادة تخيلها وتطويرها إلى الشكل الذي نعرفه اليوم.
أصل القهوة… وقصة الماتشا
نشأت في ثقافة تفتخر بأنها مهد القهوة، حيث قدمت اليمن هذا المشروب للعالم بمذاقه الفريد وتأثيراته على المزاج والصحة. بالنسبة لي، القهوة أكثر من مجرد مشروب؛ فهي رمز ذو قيمة ثقافية واجتماعية عميقة. لم تكن الماتشا قد أثارت اهتمامي من قبل، إلى أن قرأت مقالًا ثريًا للزميل العزيز سيد نافيد ، المتخصص في عالم القهوة، بالاضافة إالورشة الرائعة التي حضرتها والتجربة التي عشتها خلالها قدّم لي هذا المقال نظرة جديدة عن هذا المشروب المثير.
لذا، أشارككم مقاله هنا بالكامل، على أمل أن يثري فهمكم ويجيب على التساؤل: هل الماتشا مجرد موضة عابرة، أم تستحق مكانة خاصة؟
سيد نافيد عن عالم الماتشا المتحول
يذكر نافيد أن تجربته الأولى مع الماتشا كانت مثيرة للجدل، تمامًا كما كانت تجربته مع القهوة. قد يبدو طعم الماتشا للبعض ترابيًا ومريرًا، وقد يحمل رائحة بحرية خفيفة، لكن مع الماتشا ذات الجودة العالية، خاصة مع إضافة الحليب، تتحول التجربة إلى عالم جديد من النكهات والفوائد.
ما الذي يجعل الماتشا مميزة؟
لون الماتشا الأخضر الزاهي ليس مجرد زينة؛ بل هو دليل على الجودة. يُصنع الماتشا من أوراق شاي يتم زراعتها بعناية، حيث تقدم الدرجة الاحتفالية منها طعمًا غنيًا وسلسًا وفوائد صحية تتفوق على الشاي العادي. وعلى عكس الشاي التقليدي، الذي يتم نقع أوراقه، تتيح لك الماتشا استهلاك الورقة بالكامل، مما يزيد من قيمتها الغذائية.
تحتوي الماتشا على مضادات أكسدة قوية تساعد في محاربة الجذور الحرة، وتعزز صحة القلب، وقد تسهم حتى في الوقاية من السرطان. كما أنها مطهر طبيعي غني بالكلوروفيل الذي يساعد في طرد السموم. بالنسبة لأولئك الذين يسعون إلى طاقة مستدامة، فإن مزيج الكافيين وL-theanine في الماتشا يوفر طاقة وتركيزًا هادئًا دون الانهيار المفاجئ الذي يرتبط غالبًا بالقهوة.
الماتشا من الدرجة الاحتفالية: فئة خاصة
ليست كل أنواع الماتشا متساوية. يتميز الماتشا من الدرجة الاحتفالية، المصنوع من أوراق الشاي الأكثر نضارة، بلون أخضر زاهٍ، وقوام سلس، وطعم حلو طبيعي. وقد حصل هذا النوع على شهادة من المعايير الزراعية اليابانية (JAS)، ما يضمن الجودة الصارمة والمعايير الزراعية، ويجعله مثاليًا للاستمتاع به في أبسط أشكاله، تمامًا كالإسبريسو لعشاق القهوة.
أما الماتشا من الدرجة الطهوية، فهي أكثر مرارة قليلاً، ومناسبة أكثر للوصفات والمشروبات مثل اللاتيه. يمكن اختبار جودة الماتشا من خلال ملاحظة قوامها؛ فكلما كان اللون أكثر اخضرارًا وملمسها أكثر دسمًا، كانت الجودة أعلى.
الماتشا مقابل القهوة: أكثر من مجرد طعم
على الرغم من احتواء كل من الماتشا والقهوة على الكافيين، فإن الكافيين في الماتشا يُطلق ببطء بفضل وجود L-theanine، مما يوفر تركيزًا مستمرًا وطاقة هادئة دون الارتفاع والانخفاض السريع للطاقة الذي يُلاحظ مع القهوة. كما أن الماتشا أقل حموضة، مما يجعلها لطيفة على المعدة.
صعود شعبية الماتشا في الخليج
في السنوات الأخيرة، شهدت الماتشا شعبية متزايدة في دول الخليج، خصوصًا بين الشباب والمستهلكين المهتمين بالصحة. هذا الطلب المتزايد أدى إلى وصول علامات تجارية مميزة مثل AIYA، المنتج الرائد للماتشا في اليابان منذ عام 1888، حيث يقدم الآن ماتشا احتفالية عالية الجودة في المنطقة. وبفضل التزام AIYA بالجودة، يبدو أن الوقت مناسب لاستكشاف فوائد هذا المشروب.
مع علامات تجارية مثل AIYA التي تعيد تعريف تجربة الماتشا، لا يوجد وقت أفضل للغوص في هذا العالم الصحي والنابض بالحياة من الشاي، وربما بعمق شبيه بذلك الخاص بالقهوة المتخصصة.