المكسيك تستهدف إنتاج 3.9 ملايين كيس قهوة في 2025/2026 وسط ارتفاع الأسعار ونمو الاستهلاك المحلي

المكسيك تستهدف إنتاج 3.9 ملايين كيس قهوة في 2025/2026 وسط ارتفاع الأسعار ونمو الاستهلاك المحلي

تتوقع المكسيك إنتاج 3.9 ملايين كيس من القهوة في موسم 2025/2026، مدفوعة بارتفاع الأسعار وزيادة الدعم الحكومي، بينما تتوسع الصادرات ويستمر نمو الاستهلاك رغم تحديات العمالة والتجديد الزراعي.

أظهر تقرير «التقرير السنوي للقهوة – المكسيك 2025/2026» الصادر عن وزارة الزراعة الأمريكية بتاريخ 20 مايو 2025، أن إنتاج القهوة في المكسيك يُتوقع أن يبلغ 3.9 ملايين كيس (ما يعادل القهوة الخضراء) خلال الموسم الجديد، بزيادة طفيفة عن العام السابق. ويُعزى هذا النمو إلى ارتفاع الأسعار العالمية، وبرامج الدعم الحكومي، واستمرار جهود تجديد المزارع وتحسين جودة القهوة.

ويتركز الإنتاج في أربع ولايات رئيسية: تشياباس، فيراكروز، بويبلا، وأواكساكا، والتي تمثل مجتمعة أكثر من 91% من إجمالي الإنتاج الوطني. وتظل تشياباس الولاية الأولى من حيث الحجم، بينما تتصدر بويبلا من حيث الإنتاجية، بدعم من ظروف مناخية مواتية، وزراعة أصناف مقاومة للأمراض، والبنية التحتية القريبة من المدن.

وتُهيمن قهوة الأرابيكا على الإنتاج بإجمالي يُقدّر بـ 3.5 ملايين كيس، بينما يُتوقع أن ينخفض إنتاج الروبوستا قليلًا، خصوصًا في المناطق المنخفضة من ولاية فيراكروز التي تأثرت بموجات حر خلال الفترة بين يونيو وأكتوبر 2024. ويبلغ متوسط الغلة الوطنية 5.89 كيسًا للهكتار، مع تسجيل فيراكروز وبويبلا لمتوسطات أعلى بلغت 7.04 و12.22 على التوالي.

ورغم استقرار المساحات المزروعة والمحصولة في 14 ولاية منتجة، إلا أن التحديات المرتبطة بندرة اليد العاملة، وارتفاع التكاليف، وتقلبات المناخ، والآفات الزراعية، لا تزال تؤثر على الإنتاج سنويًا. وتُعد أزمة العمالة أكثر حدة في تشياباس، حيث تُقيّد اللوائح دخول العمال المهاجرين، وخاصة من غواتيمالا، كما تؤدي المنافسة مع قطاعات مثل السياحة إلى تقليص توافر العمال الزراعيين. وقد أدت الزيادات في تكاليف النقل والأسمدة والوقود إلى الضغط على هامش الربح لدى المزارعين.

وعلى الجانب المحلي، يُتوقع أن يرتفع استهلاك القهوة إلى 3.15 ملايين كيس خلال الموسم الجديد، بزيادة 1.6% مقارنة بالعام السابق. ويُسهم الطلب المتزايد على القهوة المحمصة، خاصة ذات المنشأ الفردي والجودة العالية، في تعزيز هذا النمو، رغم أن القهوة القابلة للذوبان لا تزال تُشكّل 57% من إجمالي الاستهلاك.

ومن التطورات اللافتة في 2024 إطلاق العلامة الحكومية “كافيه بيينيستار”، وهي قهوة سريعة التحضير تُوزَّع من خلال أكثر من 24 ألف متجر تابع لبرنامج بيينيستار في أنحاء البلاد. وتهدف المبادرة إلى توفير قهوة بأسعار معقولة، مع دعم صغار المنتجين، خاصة في شمال فيراكروز. وعلى الرغم من أن الحصة السوقية للعلامة لا تزال محدودة، فإنها تؤدي دورًا اجتماعيًا مهمًا في توسيع الوصول إلى القهوة في المجتمعات الريفية.

أما على صعيد التجارة الخارجية، فتُقدَّر صادرات القهوة المكسيكية في موسم 2025/2026 بنحو 3.05 ملايين كيس، من بينها 1.6 مليون كيس من القهوة سريعة التحضير. وتبقى الولايات المتحدة أكبر مستورد للقهوة المكسيكية بجميع أشكالها: الخضراء والمحمصة والقابلة للذوبان. ويبلغ موسم الذروة للصادرات بين أبريل ومايو، وتشير المراجعات الأخيرة إلى أداء قوي في صادرات المنتجات المصنعة.

في المقابل، يُتوقع أن ترتفع واردات القهوة إلى 2.39 مليون كيس، ويُعزى ذلك إلى الاعتماد على الروبوستا المستوردة في عمليات الخلط وصناعة القهوة سريعة التحضير. وتأتي البرازيل في مقدمة مورّدي البن الأخضر والمصنّع، بينما تُهيمن الولايات المتحدة على واردات القهوة المحمصة.

وتُشكّل القوانين التنظيمية الحديثة عاملاً مؤثرًا في اتجاهات الاستهلاك، إذ تم إقرار قانون “الحياة الصحية في المدارس” في مارس 2025، والذي يحظر بيع المشروبات المحتوية على الكافيين في المدارس الابتدائية والمتوسطة. ورغم أنه قد يُقلّل من استهلاك القهوة لدى الفئات العمرية الصغيرة، إلا أن القانون لا يفرض قيودًا على القهوة غير المُحلّاة في الجامعات، ما قد يعزز استهلاكها بين طلاب التعليم العالي.

كما تُواصل الحكومة دعم القهوة المحلية عبر حملات مثل “اطلب قهوة مكسيكية”، التي تربط بين القهوة والسياحة الزراعية في ولايات تشياباس وفيراكروز وبويبلا. وتلعب المسابقات والفعاليات مثل “إكسبو كافيه” و**”كأس التميز”** و**”معرض فخر بويبلا”** دورًا مهمًا في رفع الوعي بقهوة المكسيك وترويجها محليًا ودوليًا.

وتدعم شركات خاصة ومنظمات غير حكومية أيضًا تجديد القطاع. فشركات مثل نستله وستاربكس وسابورمكس وباسف وسوليداريداد تساهم في توزيع شتلات مقاومة للصدأ، وتوفير التدريب، وتحليل التربة، وتطوير نماذج أعمال مبتكرة تستهدف الشباب. وقد وزعت ستاربكس وحدها أكثر من 4.8 ملايين شتلة، وتُدير مركز دعم للمزارعين في ولاية تشياباس.

ومن الناحية السياساتية، تعمل المكسيك على دمج برامج دعم القهوة ضمن مبادرة “نحصد السيادة في القهوة”. وقد تلقّى أكثر من 205 آلاف مزارع مساعدات مباشرة بقيمة إجمالية قاربت 75 مليون دولار أمريكي خلال عام 2024، إلى جانب دعم الأسمدة وتوزيع البذور المعتمدة، ضمن خطة استراتيجية تمتد حتى 2030 وتهدف إلى تعزيز الإنتاجية وتحسين جودة الزراعة وتوسيع نطاق الصادرات نحو أوروبا الشرقية وآسيا.

وعلى الصعيد العالمي، تبقى تقلبات الأسعار مصدر قلق. ففي أبريل 2025، تراوحت الأسعار بين 308 و340 سنتًا أمريكيًا للرطل، بسبب اضطرابات الإنتاج في البرازيل، وارتفاع الطلب، وإمكانية فرض رسوم جمركية جديدة. وبينما توفر الأسعار المرتفعة حاليًا هامش ربح أفضل للمزارعين المكسيكيين، يبقى مستقبل السوق رهنًا بتطورات الإنتاج العالمي في المواسم القادمة.

مع دخول المكسيك موسم 2025/2026، يبدو القطاع في موقع تفاؤل حذر، مدعومًا بارتفاع الأسعار، وزيادة الطلب، ومبادرات تحسين الجودة، إلا أن عوامل مثل المناخ والبيروقراطية والتكاليف تستدعي الاستعداد لضمان استدامة هذا التقدم.

Spread the love
نشر في :