A young woman in a cream sweater enjoys a steaming cup of coffee by the window in soft morning light, smiling with closed eyes as she savors the uplifting moment.

دراسة ألمانية–بريطانية: فنجان القهوة الصباحي يعزز المزاج الإيجابي

دبي، 18 أغسطس 2025 (قهوة ورلد) – كشفت دراسة علمية حديثة نشرت في مجلة Scientific Reports أن فنجان القهوة الصباحي لا يقتصر تأثيره على زيادة اليقظة والنشاط، بل يساهم أيضاً في تحسين الحالة المزاجية ورفع معدلات السعادة والحماس خلال الساعات الأولى من اليوم. الدراسة أجراها فريق بحثي من جامعتي بيليفيلد الألمانية ووارويك البريطانية، واعتمدت على متابعة دقيقة لتقلبات المزاج لدى مئات المشاركين على مدار أسابيع متواصلة.

وشملت الدراسة 236 مشاركاً بالغاً، قُسموا على مرحلتين: الأولى استمرت 14 يوماً وشارك فيها 115 شخصاً، وأسفرت عن 8,335 استبياناً يومياً، بينما الثانية امتدت إلى 28 يوماً بمشاركة 121 شخصاً ونتج عنها نحو 19,960 استبياناً. واستخدم الباحثون منهجية التقييم اللحظي للتجربة (Experience Sampling Method – ESM)، حيث سجّل المشاركون حالاتهم المزاجية عبر هواتفهم الذكية سبع مرات يومياً، مع توضيح ما إذا كانوا قد تناولوا مشروباً يحتوي على الكافيين خلال التسعين دقيقة السابقة.

وأظهرت النتائج أن تناول القهوة في الصباح ارتبط بارتفاع ملحوظ في المزاج الإيجابي، خصوصاً في أول ساعتين ونصف بعد الاستيقاظ. المشاركون وصفوا أنفسهم بأنهم أكثر سعادة وحماساً ونشاطاً مقارنة بالأيام التي لم يتناولوا فيها الكافيين. في المقابل، كان أثر الكافيين على المزاج السلبي مثل الغضب أو الحزن أو الانزعاج محدوداً ولم يظهر بنفس القوة.

التفسير العلمي

أوضح الباحثون أن الكافيين يعمل من خلال حجب مستقبلات الأدينوزين في الدماغ، وهو ما يقلل من الشعور بالنعاس ويزيد من اليقظة، إضافة إلى تحفيز إنتاج الدوبامين، المعروف بـ”هرمون السعادة”، مما يعزز النشاط والشعور بالرضا.

وقالت البروفيسورة آنو ريالو: “حتى المستهلكون المعتدلون للكافيين قد يعانون أعراض انسحاب خفيفة تختفي مع أول فنجان صباحي.”

أما الباحث يوستين هاخنبرجر فأكد أن التأثيرات الإيجابية للكافيين لا تعتمد على عوامل اجتماعية أو نفسية محددة، لكنها قد تتأثر بالحالة البدنية مثل مستوى التعب أو النشاط البدني.

ملاحظات نقدية

ورغم دقة المنهجية، لفت الباحثون إلى أن معظم المشاركين كانوا معتادين على استهلاك القهوة بانتظام، مما يعني أن النتائج قد لا تنطبق على الأشخاص الذين لا يشربون الكافيين مطلقاً. كما أن الدراسة لم تجد دليلاً واضحاً على أن الكافيين يزيد من القلق لدى الأشخاص الأكثر حساسية، بل أشار الباحثون إلى أن هؤلاء عادة ما يتجنبون القهوة من الأساس.

أبعاد عالمية

بحسب الدراسة، فإن نحو 80% من البالغين حول العالم يستهلكون القهوة أو الشاي بشكل يومي، مما يعكس أهمية هذه النتائج على المستوى العالمي. ومن اللافت أيضاً أن بعض الحيوانات مثل النحل والدبابير تفضل رحيق النباتات المحتوي على الكافيين، وهو ما يعكس التأثير القوي لهذه المادة حتى في الطبيعة.

الخلاصة

خلصت الدراسة إلى أن فنجان القهوة الصباحي لا يعد مجرد طقس يومي، بل يملك تأثيراً مثبتاً على تحسين المزاج وتعزيز المشاعر الإيجابية، وإن كان تأثيره محدوداً على المشاعر السلبية. ومع أن القهوة لا تُعتبر علاجاً للحزن أو القلق، فإنها تظل محفزاً أساسياً للنشاط والبهجة لدى ملايين الأشخاص حول العالم.

Spread the love
نشر في :
WhatsApp Icon