النرويج تُصادق رسميًا على اتفاقية القهوة الدولية 2022 وتُعزز التعاون العالمي في قطاع القهوة
صادق السيد تور هاتريم، سفير النرويج لدى المملكة المتحدة، رسميًا على اتفاقية القهوة الدولية لعام 2022، حيث قام بالتوقيع وإيداع وثيقة التصديق، ليُكمل بذلك إجراءات انضمام النرويج إلى الاتفاقية الجديدة، ويؤكد التزام بلاده المستمر بالتنمية المستدامة والتعاون الدولي في قطاع القهوة.
تُعد النرويج من أكثر الدول استهلاكًا للقهوة للفرد على مستوى العالم، وتتميز بثقافة قهوة عريقة. كما أنها عضو نشط منذ سنوات في منظمة القهوة الدولية، وبهذه المصادقة الجديدة تُواصل دعمها المستمر للمبادرات التي تهدف إلى تعزيز الشفافية، والتنمية العادلة، والاستدامة في سلاسل إمداد القهوة.
اتفاقية حديثة لإدارة قطاع القهوة العالمي
تم اعتماد اتفاقية القهوة الدولية 2022 من قبل المجلس الدولي للقهوة بتاريخ 9 يونيو 2022، وتم فتح باب التوقيع عليها من أكتوبر 2022 حتى أبريل 2023. وبحلول منتصف عام 2025، وقّعت عليها أكثر من 40 دولة مصدّرة، إضافة إلى عدد من كبار المستوردين مثل الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة واليابان وسويسرا، والآن النرويج.
وتُعد الاتفاقية الجديدة تطويرًا جذريًا للاتفاقيات السابقة، حيث تُدخل نموذج حوكمة مشترك يجمع بين ممثلي الحكومات والقطاع الخاص، ما يُتيح مشاركة أوسع من مختلف الجهات الفاعلة في سلسلة القيمة الخاصة بالقهوة، ويُعزز فعالية السياسات الدولية الخاصة بالقطاع.
ماذا تقدم اتفاقية 2022 لأعضائها؟
تمنح اتفاقية القهوة الدولية 2022 مجموعة واسعة من المزايا الاستراتيجية والاقتصادية والتنظيمية للدول الأعضاء، من أبرزها:
-
حوكمة مشتركة بين القطاعين العام والخاص: تُشرك المنتجين والمُصدّرين والمستوردين والمجتمع المدني في صياغة السياسات، بدلًا من اقتصار التمثيل على الحكومات فقط.
-
التركيز على الاستدامة ومقاومة تغيّر المناخ: تُوفر إطارًا للتعاون في تبني ممارسات زراعية مستدامة، ومبادرات لحماية البيئة، وتعزيز مرونة المجتمعات الزراعية في مواجهة التغير المناخي.
-
تعزيز الشفافية وجمع البيانات: تُعزز من دور منظمة القهوة الدولية كمصدر للمعلومات الموثوقة وتحليل الأسواق، ما يُساعد في التنبؤ بالأزمات وتقليل تقلبات الأسعار.
-
الترويج والاستهلاك المحلي: تدعم الاتفاقية المبادرات التي تُروج لاستهلاك القهوة داخليًا في الدول المنتجة، وتشجع على إضافة القيمة من خلال التحميص والتعبئة في بلد المنشأ.
-
الدعم الفني والتمويل: تُوفر إمكانيات لتنفيذ مشاريع تعاون وتطوير تخص المزارعين الصغار، وتحسين سبل معيشتهم، وتمكينهم من الوصول إلى الأسواق والتمويل.
-
نظام مساهمات عادل: تُعيد هيكلة نظام المساهمات المالية ليُراعي إمكانيات الدول النامية، ويُسهّل انضمامها دون أعباء ثقيلة.
أهمية انضمام النرويج
تأتي مصادقة النرويج في وقت تواجه فيه صناعة القهوة تحديات كبيرة، من بينها التغير المناخي، وعدم استقرار سلاسل الإمداد، وتراجع دخل المزارعين. وتُمثل النرويج، باعتبارها من كبار مستهلكي القهوة للفرد، إضافة نوعية للاتفاقية من حيث ثقلها الاقتصادي والتزامها بالشراء الأخلاقي والتنمية المستدامة.
وقد عبّرت منظمة القهوة الدولية عن امتنانها لانضمام النرويج، مؤكدة أن مساهمتها تُثري النقاشات الدولية، وتدعم الجهود العالمية لتعزيز الشفافية والعدالة في القطاع.
وبهذه الخطوة، تنضم النرويج إلى تحالف عالمي متنامٍ من الدول الساعية إلى بناء مستقبل أكثر عدالة واستدامة لقطاع القهوة العالمي. وتُعد اتفاقية القهوة الدولية 2022 هي الإطار الأهم حاليًا لتوحيد الجهود بين القطاعين العام والخاص من أجل حماية مستقبل القهوة من المزرعة حتى الفنجان.