افتتح رائد الأعمال اليمني والمتخصص في قطاع القهوة عبد اللطيف الجرادي محمصة وقاعة تذوق جديدة للقهوة المختصة في العاصمة صنعاء، وذلك في خطوة تهدف إلى تعزيز مكانة القهوة اليمنية في الأسواق المحلية والعالمية.
المشروع الجديد، الذي يحمل اسم “قهوة لاب”، يركز على تقديم معالجات مبتكرة للبن اليمني وإنتاج بلندات يمنية خالصة، مع تطبيق معايير علمية دقيقة في عملية المعالجة. الجرادي أوضح أن المحمصة تعتمد على قياس نسبة السكر ودرجة الحموضة (pH) لكل عملية معالجة، مما يساعد في تحقيق أفضل النتائج من حيث الجودة والكفاءة الاقتصادية.
المشروع يهدف إلى تطوير تجارب جديدة في معالجة البن اليمني غير المجفف، ويتميز بإنتاج بلندات خاصة للإسبريسو والتقطير باستخدام تقنيات معالجة متطورة، منها المجفف الطبيعي وطريقة “موكا ستوري” المبتكرة. هذه الخطوة تأتي في إطار سعي الجرادي لتعزيز الابتكار في مجال القهوة اليمنية المختصة وتقديم منتجات عالية الجودة تليق بمكانة اليمن كواحدة من أقدم وأهم الدول المنتجة للقهوة.
ومن أهم ما يميز “قهوة لاب” هو التعاون المباشر مع المزارعين اليمنيين، حيث لا يتم فقط شراء البن منهم، بل يتم إشراكهم كشركاء حقيقيين في العملية الإنتاجية وفي الأرباح أيضًا. هذا النهج يسهم في تعزيز العلاقة بين المنتجين ورواد الأعمال، ويؤسس لنموذج أعمال مستدام يدعم المزارعين ويحسن جودة البن اليمني.
القهوة اليمنية لها تاريخ طويل وعريق يعود إلى القرن الخامس عشر، حيث كانت اليمن من أوائل الدول التي صدرت القهوة إلى العالم عبر ميناء المخا. هذا التاريخ الغني جعل القهوة اليمنية، وخاصة قهوة “موكا”، محط أنظار العالم بفضل جودتها العالية ونكهاتها الفريدة.
وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية والسياسية التي يواجهها اليمن اليوم، إلا أن القهوة اليمنية ما زالت تحافظ على مكانتها في الأسواق العالمية، بفضل جهود المزارعين المحليين الذين يعتمدون على تقنيات زراعية تقليدية تضمن جودة البن، وكذلك بفضل المبادرات الريادية التي يقودها رجال أعمال مثل الجرادي.
عبد اللطيف الجرادي أشار إلى أن هدفه الرئيسي يتمثل في تسويق القهوة اليمنية المحمصة الجاهزة للاستخدام في دول الخليج في المرحلة الأولى، ومن ثم التوسع إلى الأسواق العالمية. مشروع “قهوة لاب” يمثل بداية هذا الطموح، حيث يطمح الجرادي إلى أن تصبح القهوة اليمنية علامة تجارية معروفة في جميع أنحاء العالم.
هذا المشروع يعزز مكانة اليمن كمصدر رئيسي للقهوة المختصة، ويسلط الضوء على الجهود المستمرة لدعم المزارعين وتعزيز صناعة القهوة في البلاد. يعتبر “قهوة لاب” خطوة محورية نحو تحقيق رؤية أوسع لجعل القهوة اليمنية منافسًا قويًا في السوق العالمية للقهوة المختصة، وهي رؤية تدعمها الجهود المستدامة والتعاون المباشر مع المزارعين المحليين.
بهذه الخطوة، يواصل اليمن كتابة فصول جديدة في تاريخ القهوة العالمية، معززة بإرثها العريق ورؤية طموحة تسعى إلى تحقيق التفوق على الساحة العالمية.