A close-up of roasted Arabica coffee beans spilling from a burlap sack beside a white cup of black coffee, with green coffee plant leaves in the background.

قهوة أرابيكا المحمصة تحتوي على مركبات طبيعية تكافح مرض السكري

دبي، 3 سبتمبر 2025 (قهوة ورلد) – كشفت دراسة علمية حديثة عن وجود مركبات جديدة في حبوب قهوة الأرابيكا المحمصة تساعد على خفض مستويات السكر في الدم، حيث أظهرت فعالية أقوى من العقار الشائع الاستخدام لعلاج السكري أكاربوز.

وتمكّن فريق الباحثين من تحديد ثلاثة مركبات جديدة من إسترات الديتربين، أطلق عليها أسماء كافالديهيد A وB وC، وأثبتت التجارب أن هذه المركبات تمتلك نشاطًا قويًا في تثبيط إنزيم ألفا-غلوكوزيداز المسؤول عن ارتفاع السكر. كما أظهرت التحاليل وجود ثلاثة مركبات إضافية بخصائص مشابهة، ما يعزز مكانة القهوة كأحد الأغذية الوظيفية التي تقدم فوائد صحية تتجاوز قيمتها الغذائية التقليدية.

القهوة كغذاء وظيفي

الأغذية الوظيفية هي أطعمة تحتوي على مركبات نشطة بيولوجيًا تمنح فوائد إضافية مثل الحماية العصبية، خفض الدهون، تنظيم مستوى السكر أو مضادات الأكسدة. وتُعتبر القهوة واحدة من أكثر المشروبات استهلاكًا في العالم، فضلًا عن أهميتها الاقتصادية الهائلة.

وتحتوي القهوة على مجموعة واسعة من مركبات الديتربين، وثّق الباحثون حتى اليوم أكثر من 70 نوعًا منها. ويبرز من بينها كاهويول وكافستول، اللذان ارتبطا بخصائص مضادة للسرطان وخافضة لمستويات السكر. ومع ذلك، فإن مكونات القهوة المحمصة معقدة للغاية، مما يجعل اكتشاف مركبات جديدة فعالة مهمة بالغة الأهمية.

منهجية البحث

اعتمد الباحثون على تقنيات متقدمة تجمع بين الرنين المغناطيسي النووي (NMR) والكروماتوغرافيا السائلة المقترنة بمطياف الكتلة (LC-MS/MS). هذه المنهجية سمحت بالكشف السريع عن المركبات الجديدة مع تقليل استهلاك المذيبات، ما جعل العملية أكثر كفاءة وصديقة للبيئة.

تضمنت خطوات البحث ثلاث مراحل رئيسية:

  • الفحص الأولي لمستخلصات القهوة باستخدام NMR¹H للكشف عن النشاط الحيوي.

  • تنقية الكسور النشطة عبر HPLC وإجراء تحاليل NMR¹³C لتحديد البنية الكيميائية.

  • تأكيد الهوية باستخدام مطيافية الكتلة عالية الدقة (HRESIMS) وربط النتائج بتحليل الشبكات الجزيئية لتتبع المركبات النادرة.

النتائج

قسّم الباحثون مستخلص الديتربين إلى 19 جزءًا. وأظهرت الأجزاء من 9 إلى 13 أعلى نشاط مثبط لإنزيم ألفا-غلوكوزيداز، وهو ما قاد إلى اكتشاف المركبات الثلاثة الجديدة كافالديهيد A وB وC. هذه المركبات تم تحديد بنيتها بدقة وأثبتت فعاليتها في خفض السكر في الدم.

كما تم تحديد ثلاثة مركبات إضافية هي: حمض ماغاريك، حمض أوكتاديسينويك، وحمض نوناديكانويك، والتي أظهرت خصائص مشابهة في تثبيط الإنزيم.

الخلاصة

تؤكد هذه النتائج أن حبوب قهوة الأرابيكا المحمصة ليست مجرد مشروب يومي، بل مصدر غني لمركبات طبيعية جديدة ذات إمكانات علاجية قوية. ويُعد تحديد ستة مركبات جديدة خطوة متقدمة في فهم الدور الصحي للقهوة، ويفتح المجال أمام تطوير استراتيجيات غذائية وطبية مبتكرة للمساعدة في التحكم بمستويات السكر.

ومع استمرار القهوة في ترسيخ مكانتها كمشروب عالمي وثقافي واقتصادي، فإنها تكشف أيضًا عن وجه آخر باعتبارها غذاءً وظيفيًا قد يسهم في تحسين الصحة العامة ودعم الجهود البحثية نحو علاجات طبيعية أكثر أمانًا وفعالية.

Spread the love
نشر في :
WhatsApp Icon