“أرامكو” والشركة السعودية للقهوة تطلقان شراكة استراتيجية لتعزيز صناعة القهوة المحلية والدفع بها إلى العالمية

وقّعت “أرامكو السعودية” و”الشركة السعودية للقهوة”، إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة، مذكرة تفاهم لتطوير إنتاج البن وصناعة القهوة السعودية، مما يؤذن ببدء مرحلة جديدة من التطوير المستدام لهذا القطاع الوطني الحيوي. تهدف هذه المذكرة إلى تعزيز إنتاج البن السعودي وجعل القهوة السعودية علامة تجارية وطنية تنافسية.

وقّع الاتفاقية نائب الرئيس للشؤون العامة بالوكالة في “أرامكو السعودية” الأستاذ خالد الزامل، ورئيس مجلس إدارة “الشركة السعودية للقهوة” الأستاذ فهد النحيط. تتضمن الاتفاقية التوسع في دعم صناعة القهوة وتدريب مزارعي منطقتي جازان وعسير، إلى جانب تعزيز المبادرات التي أطلقتها “أرامكو السعودية” سابقًا.

ستقوم “الشركة السعودية للقهوة”، بموجب المذكرة، بدعم سلسلة القيمة الكاملة لمنتج القهوة وتقديم الاستشارات اللازمة لتشغيل مركز تطوير القهوة في محافظة الداير، والذي يتم إنشاؤه بالتعاون مع هيئة تطوير وتعمير المناطق الجبلية بجازان. هذا المركز سيكون له دور حيوي في خدمة مزارعي المنطقة والتوسع في تسويق البن محليًا وتصديره للأسواق العالمية.

أكد خالد الزامل أن التعاون مع “الشركة السعودية للقهوة” يمثل خطوة هامة في مبادرات المواطنة لـ”أرامكو السعودية”، التي تستمر في دعم الصناعات الصغيرة. وأشار إلى برنامج “أرامكو” الذي أُطلق في عام 2016 لتدريب مزارعي البن على وسائل الزراعة المستدامة في منطقة جازان، مع التركيز على تحسين الإنتاج والتسويق.

تدعم “أرامكو السعودية” أيضًا المشاريع الصغيرة والمبادرات المستدامة التي تعزز الهوية الوطنية، مثل دعم النحالين، وصيادي الأسماك، وتطوير إنتاج التمور، وصناعات النسيج.

من جهتها، تهدف “الشركة السعودية للقهوة”، التي أطلقها صندوق الاستثمارات العامة في مايو 2022، إلى زيادة إنتاج البن السعودي وتأكيد مكانة السعودية كموطن رئيسي لإنتاج بن الأرابيكا، عبر تعزيز التقنيات المحلية وتوفير التدريب اللازم للمزارعين. تسعى الشركة إلى تطوير إنتاج البن السعودي وتسويقه عالميًا، ودعم رواد الأعمال الشباب في مجال صناعة القهوة.

دعم حديث لقطاع القهوة في المملكة العربية السعودية:

يشهد قطاع القهوة في السعودية نموًا ملحوظًا، حيث زادت استثمارات القطاع في السنوات الأخيرة بشكل كبير. وفقًا لتقارير حديثة، يتوقع أن يصل حجم سوق القهوة في السعودية إلى 3.8 مليار ريال سعودي بحلول عام 2025، مع نمو سنوي مركب يبلغ 6.2٪. تشمل هذه الاستثمارات افتتاح العديد من المقاهي والمتاجر المختصة بالقهوة، واستيراد أفضل أنواع البن من مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى تعزيز الإنتاج المحلي للبن السعودي.

مبادرات جديدة:

من بين المبادرات الجديدة، تركز الجهود على إقامة مهرجانات ومعارض للقهوة لزيادة الوعي بأهمية هذه الصناعة وتعزيز الاستهلاك المحلي. كما يتم تشجيع المزارعين المحليين على تحسين جودة المحاصيل وتبني ممارسات الزراعة المستدامة، مما يساهم في زيادة الإنتاجية وتعزيز الجودة.

مكانة السعودية في سوق القهوة العالمي:

السعودية تتطلع إلى تعزيز مكانتها في سوق القهوة العالمي من خلال تحسين جودة البن المنتج محليًا وزيادة تصديره للأسواق الدولية. هذه الخطوات ستساهم في جعل البن السعودي منافسًا قويًا في الأسواق العالمية، مما يعزز الاقتصاد الوطني ويوفر فرص عمل جديدة للشباب السعودي.

اهتمام المملكة بقطاع القهوة:

في عام 2023، أعلنت المملكة العربية السعودية عن تسمية ذلك العام بـ”عام القهوة السعودية”، في خطوة تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية هذه الصناعة ودعمها على المستوى الوطني والعالمي. كما قامت المملكة بتغيير اسم القهوة العربية إلى القهوة السعودية، في مبادرة تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية والترويج للمنتج السعودي. هذه الجهود تعكس الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة لتطوير قطاع القهوة وجعله جزءًا من الهوية الثقافية والاقتصادية للمملكة.

بفضل هذه المبادرات والشراكات الاستراتيجية، يبدو أن مستقبل صناعة القهوة في السعودية مشرق ومليء بالفرص الواعدة للتطوير والنمو المستدام.

نشر في :