ديترويت – 27 أغسطس 2025 (قهوة ورلد) – أغلق فرع ستاربكس الشهير الواقع على شارع ميشيغان أفينيو في ديربورن الشرقي أبوابه نهائياً بعد ما يقارب 16 عاماً من العمل، ليفسح المجال أمام مقهى يمني جديد يعكس التحولات الثقافية في المدينة ذات الحضور العربي البارز.
الفرع الكائن عند تقاطع ميشيغان أفينيو وشارع أوكمان بوليفارد توقف عن العمل في 24 أغسطس الجاري، ومن المقرر أن يتحول إلى مقهى يمني في الأشهر المقبلة. وتشير التوقعات إلى أن العلامة التجارية “موكا آند كو”، التي تمتلك عدة فروع في ديترويت وآيوا آن آربر وإيست لانسنغ وأوكيموس، إضافة إلى مواقع خارج ولاية ميشيغان، ستتولى الموقع بعد توقيع عقد الإيجار المتوقع خلال أسابيع، على أن يُفتتح المقهى الجديد بنهاية 2025 أو بداية 2026 عقب استكمال أعمال التجديد.
إغلاق الفرع جاء في إطار مبادرة “العودة إلى ستاربكس” التي أعلنتها الشركة في يوليو الماضي، وتشمل إغلاق أو تحويل ما يصل إلى 90 فرعاً مخصصاً للطلبات عبر الهاتف والتسليم فقط في مختلف أنحاء الولايات المتحدة بحلول العام المالي 2026، وذلك بهدف العودة إلى نموذج المقاهي التقليدية. ورغم أن ستاربكس لم تصدر بياناً رسمياً حول هذا الموقع تحديداً، فإن القرار ينسجم مع توجهات المستهلكين في ديربورن، حيث تشهد المقاهي اليمنية إقبالاً متزايداً.
ديربورن، التي تُعد موطناً لإحدى أكبر الجاليات العربية في الولايات المتحدة، أصبحت مركزاً بارزاً للقهوة اليمنية من خلال مقاهٍ مثل “هراز كوفي هاوس” و”قهوة هاوس”، التي تميزت بمشروباتها الغنية والمتبلة وبأجوائها الاجتماعية الممتدة حتى ساعات متأخرة من الليل، إلى جانب تقديم مأكولات تقليدية مثل خبز العسل. هذه المقاهي لا تقتصر على بيع القهوة، بل توفر تجربة متكاملة تجمع بين الطابع الثقافي والاجتماعي، ما جعلها تتفوق على سلاسل عالمية مثل ستاربكس.
المقهى الجديد المرتقب يتوقع أن يقدم قهوة يمنية أحادية المصدر ذات نكهات معقدة، إضافة إلى قائمة تجمع بين التراث والتجديد، تشمل اللاتيه بالفستق المثلج، واللاتيه بالتوابل، والشاي العدني، والمشروبات المثلجة والمنعشة، وشاي الماتشا.
التحول نحو القهوة المحلية في ديربورن ليس وليد اللحظة، بل جاء نتيجة مقاطعات مرتبطة بقضايا سياسية من جهة، ومن جهة أخرى بسبب تفضيل المستهلكين لخيار محلي أصيل يمنحهم جودة أفضل وسعراً أكثر تنافسية وتجربة ترتبط بهويتهم. ووفق تقرير نشرته صحيفة “العرب الأميركي” عام 2024، شهدت مبيعات ستاربكس في المدينة تراجعاً ملحوظاً بالتزامن مع تزايد الإقبال على المقاهي اليمنية.
وتعكس آراء السكان هذا التحول بوضوح، إذ تقول عائشة ناصر، وهي من رواد “قهوة هاوس”: “ستاربكس كان جيداً، لكن المقاهي اليمنية تقدم شيئاً مختلفاً.. قهوة تحمل حكاية من جبال اليمن إلى أكوابنا.”
ومع بدء أعمال التجديد بالفعل، ينتظر أن يُعاد افتتاح الموقع قريباً تحت إدارة يمنية، ليصبح إضافة جديدة إلى المشهد المحلي. وهكذا، يواصل قلب ديربورن كتابة فصل جديد من قصته مع القهوة، حيث لم تعد الهوية تحددها العلامات العالمية، بل عادت إلى الجذور: القهوة اليمنية كتقليد عريق ومشروع تجاري مزدهر.