أعلنت ستاربكس هذا الشتاء عن إضافة جديدة إلى مجموعة قهوتها، حيث أطلقت قهوة إثيوبية ذات مصدر واحد من الحبوب الكاملة، التي أصبحت متوفرة في جميع متاجرها بأمريكا الشمالية. تأتي هذه القهوة من منطقة سيداما الشهيرة في إثيوبيا، وتتميز برائحتها الزهرية ونكهاتها الفاكهية التي تجمع بين اليوسفي والمليسة. ولأول مرة في تاريخها، تقدم ستاربكس قهوة إثيوبية بدرجة تحميص فاتحة، مما يبرز النكهات المشرقة والفريدة التي تشتهر بها القهوة الإثيوبية.
إثيوبيا: مهد القهوة وأرضها الأولى
تُعرف إثيوبيا على نطاق واسع بأنها مهد القهوة، حيث تمتزج القهوة بعمق مع النسيج الثقافي والاقتصادي للشعب الإثيوبي. وتشير الأساطير إلى أن اكتشاف القهوة يعود إلى عام 800 ميلادي، عندما لاحظ راعٍ شاب أن ماعزه أصبحت أكثر نشاطاً بعد تناولها لثمار القهوة. واليوم، تظل إثيوبيا أكبر منتج للقهوة في إفريقيا، حيث يعتمد نحو ربع سكانها على القهوة كمصدر دخل رئيسي.
مراسم القهوة الإثيوبية: احتفاء بالضيافة والتقاليد
القهوة ليست مجرد مشروب في إثيوبيا، بل هي تقليد راسخ يعبر عن الكرم والتواصل. تُعد مراسم القهوة الإثيوبية من أبرز المظاهر الثقافية، حيث تجتمع العائلات والأصدقاء لتحميص القهوة وإعدادها وتناولها معاً في أجواء مليئة بالمحبة والقصص. وتُقام هذه المراسم ثلاث مرات يومياً في العديد من المناطق الريفية، لتؤكد أهمية القهوة كجزء من الحياة اليومية.
وفي هذا السياق، يقول بهيلو جبري مريام، المدير العام لمركز دعم المزارعين التابع لستاربكس في أديس أبابا: “في كل زاوية من أديس أبابا وحتى في الأرياف، ستجد الناس يجتمعون حول القهوة. إنها ليست مجرد مشروب، بل أسلوب حياة يعكس القيم الاجتماعية والتقاليد العريقة”.
تكريماً لهذا الإرث الثقافي العريق، صُممت عبوة قهوة ستاربكس الإثيوبية الجديدة لتُبرز صورة “الجبنة”، وهو الإناء الفخاري التقليدي المستخدم في مراسم إعداد القهوة.
النكهات الفريدة للقهوة ذات المصدر الواحد
تختلف القهوة ذات المصدر الواحد عن الخلطات التقليدية بكونها تُبرز النكهات الفريدة التي تُميز منطقة زراعية محددة. وتصف ليزلي وولفورد، مطورة القهوة في ستاربكس، القهوة الإثيوبية بأنها تعبير حقيقي عن الطابع الخاص للقهوة القادمة من إثيوبيا. وتقول: “القهوة الإثيوبية ذات المصدر الواحد تُتيح للناس فرصة اكتشاف عمق النكهات الفاكهية المميزة، وهي القهوة التي غالباً ما تجعل عشاق القهوة يقعون في حبها من أول رشفة”.
بفضل التحميص الفاتح، تُبرز هذه القهوة نكهاتها الغنية والمتنوعة، مما يجعلها تجربة فريدة لعشاق القهوة الذين يبحثون عن الأصالة والتفرد في كل كوب.
احتفاء بإرث إثيوبيا العالمي
يرى بهيلو جبري مريام أن إطلاق قهوة ستاربكس الإثيوبية يمثل لحظة فخر كبيرة، قائلاً: “القهوة هي كل شيء بالنسبة لي. من العمل مع المزارعين إلى دعم الإنتاج المحلي، أشعر بالسعادة لأن إرث القهوة الإثيوبي يجد طريقه إلى العالم عبر ستاربكس”.
بهذا الإطلاق، تؤكد ستاربكس التزامها بالاحتفاء بالثقافات المحلية وتعريف العالم بالإرث العريق للقهوة الإثيوبية، التي تمثل أحد أعمدة صناعة القهوة العالمية.