Side-by-side view of Starbucks and Luckin Coffee storefronts in Manhattan, highlighting the visual contrast between the two coffee chains as they compete in the U.S. market.

حرب القهوة تشتعل.. “ستاربكس” تواجه تحدي “لوكين كوفي” في نيويورك

دبي، 5 أغسطس 2025 – (قهوة ورلد) – تشهد مدينة نيويورك مواجهة جديدة في ساحة القهوة العالمية، حيث بدأت سلسلة “لوكين كوفي” الصينية خطواتها الأولى في السوق الأمريكية، ما دفع “ستاربكس” إلى الرد بحملة تسويقية جريئة.

فور افتتاح أحد فروع “لوكين” في مانهاتن، سارعت “ستاربكس” إلى تغطية واجهات متجر شاغر في الجهة المقابلة عند العنوان 757 برودواي بإعلانات ضخمة تحمل شعار الشركة ورسائل ترويجية موسمية، إلى جانب شاشات رقمية تعرض إعلانات بالقرب من مخرج المترو الملاصق لمتجر “لوكين”.

هذا التحرك من “ستاربكس” جاء كرد مباشر على توسّع “لوكين” في عقر دارها، بعد أن تجاوزتها الشركة الصينية من حيث عدد الفروع والإيرادات في الصين قبل عامين فقط. اليوم، تدير “لوكين كوفي” أكثر من 26,000 متجر، معظمها داخل الصين، في حين تمتلك “ستاربكس” أكثر من 41,000 متجر حول العالم، منها حوالي 7,800 في الصين.

وقد افتتحت “لوكين” فرعين في مانهاتن خلال يونيو الماضي، مع خطط لافتتاح المزيد خلال أغسطس. وتتبنّى الشركة نموذجاً تشغيلياً يعتمد بالكامل على تطبيق الهاتف المحمول، حيث يجب على العملاء الطلب والدفع عبر التطبيق، الذي يقدم عروضاً وتخفيضات بناءً على سلوك المستخدم.

بعكس “ستاربكس”، فإن معظم متاجر “لوكين” لا توفر مقاعد، وهي تركز على خدمة الاستلام السريع فقط. ويبدو أن هذا النموذج انتقل أيضاً إلى متاجرها في نيويورك، التي تحتوي على عدد محدود جداً من المقاعد.

أما “ستاربكس”، التي تعاني من تراجع في المبيعات داخل بعض الفروع، فقد بدأت بإعادة تصميم متاجرها في الولايات المتحدة. وبحسب تصريحات المدير التنفيذي براين نيكول، تستثمر الشركة نحو 150,000 دولار أمريكي في كل متجر لتجديد الديكورات وإضافة مقاعد أكثر راحة، في محاولة لإعادة جاذبيتها كمكان اجتماعي ومريح لتناول القهوة.

وأعلن نيكول الأسبوع الماضي عن إغلاق ما بين 80 إلى 90 فرعاً من الفروع المصمّمة حصرياً لخدمة الطلبات عبر التطبيق، مشيراً إلى أن هذا النموذج كان “بارداً ومجرداً من العلاقة الإنسانية التي تميّز علامتنا التجارية”، بحسب وصفه.

وأشار متحدث باسم “ستاربكس” إلى أن الشركة ستواصل خدمة جميع العملاء، سواءً عبر التطبيق أو الطلب المباشر أو من خلال نوافذ السيارات.

من جهة أخرى، أظهرت بيانات شركة “أدفان ريسيرش” أن التعديلات التي أجرتها “ستاربكس” بدأت تُؤتي ثمارها؛ حيث ارتفعت زيارات العملاء الذين يمكثون في المتجر لأكثر من 30 دقيقة بنسبة 5% مقارنة بالعام الماضي.

وقال توماس بولسون، رئيس قسم تحليلات السوق في “أدفان”:

“السوق بدأ ينقسم إلى مسارين واضحين: الأول يقوم على السرعة والتطبيقات والطلب السريع، والثاني يتمحور حول تجربة الجلوس والاستمتاع بأجواء المقهى.”

وعلى الرصيف أمام متاجر “لوكين” في نيويورك، لفتت لافتات تحمل رمز الاستجابة السريع QR الانتباه، مقدّمة عرضًا خاصًا: قهوة بسعر 1.99 دولار أمريكي للعملاء الجدد عبر التطبيق.

قال هنري باركلام، مهندس برمجيات، أثناء مغادرته أحد فروع “لوكين”:

“كنت أذهب إلى ستاربكس لأعمل، أما الآن فلا أشعر أن المكان مريح أو مناسب للجلوس. لوكين تقدم العروض، ولهذا أختارها.”

وفي السياق ذاته، قالت راشيل ماكسويل، طالبة جامعية تقضي فترة تدريب صيفي في نيويورك، إنها استمتعت بتجربتها السريعة مع “لوكين”:

“المدينة مزدحمة والناس على عجلة. أحيانًا من الأفضل أن تأخذ قهوتك بسرعة دون الحاجة إلى الانتظار أو التفاعل مع الموظفين.”

أما الضابط خوليو غوادالوبي، والذي كان يقف خارج أحد فروع “ستاربكس” المخصصة للاستلام فقط، فقد عبّر عن استيائه من قرار الإغلاق قائلاً:

“بالنسبة لي، كشرطي دائم الحركة، هذه المتاجر مثالية. التوجه نحو الطلب السريع عبر التطبيقات هو مستقبل هذه الصناعة بكل تأكيد.”

لكن “ستاربكس” تؤكد تمسّكها بجوهر علامتها التجارية، حيث قالت في بيان:

“نضاعف التزامنا بما يحبّه عملاؤنا منذ البداية – مقهى دافئ وترحيبي، ومشروبات عالية الجودة تُحضّر بأيادٍ خبيرة.”

في المقابل، لم تصدر “لوكين كوفي” أي تصريح بشأن توسّعها داخل السوق الأمريكية حتى لحظة إعداد هذا التقرير.

في ظل هذا التنافس الشرس، يبدو أن مشهد القهوة العالمي بصدد تغيير جديد، حيث تتقاطع السرعة الرقمية مع دفء التجربة الكلاسيكية – كلٌ على طريقته.

Spread the love
نشر في :
WhatsApp Icon