نشرت CNN تقريرًا يُلقي الضوء على ظاهرة متنامية في الولايات المتحدة: تزايد شعبية المقاهي اليمنية كأماكن تجمع اجتماعي في المدن الكبرى. التقرير يتحدث عن سلسلة مقاهي يمنية مثل “قهوة هاوس” التي تجذب الزوار ليلاً في منطقة ويست فيليدج بمدينة نيويورك، بالإضافة إلى سلسلة “حراز” التي افتتحت مؤخرًا في حي سوهو الراقي.
قهوة يمنية بنكهة الثقافة والتقاليد
تُقدم هذه المقاهي تجربة غنية ومميزة تمتزج فيها رائحة الهيل والموسيقى العربية مع أجواء اجتماعية متنوعة. تُظهر هذه السلاسل، مثل “قهوة هاوس”، جانبًا من الثقافة اليمنية التقليدية، حيث تقدم القهوة في أوانٍ تقليدية تشجع الزوار على مشاركتها وتجاذب أطراف الحديث، مما يعيد إحياء مفهوم المقاهي كأماكن للتواصل والتفاعل الاجتماعي.
توسع سريع وثقافة متجذرة
بحسب التقرير، بدأت هذه المقاهي في منطقة ديربورن، ميشيغان، التي تحتضن واحدة من أكبر الجاليات العربية في الولايات المتحدة. يُشير إبراهيم الحسباني، مؤسس “قهوة هاوس”، إلى أن هدفه هو توحيد الناس من خلال مشاركة التاريخ والثقافة.
من جانب آخر، تؤكد سالي هاول، أستاذة الدراسات العربية الأمريكية بجامعة ميشيغان، أن هذه المقاهي تُعتبر استمرارًا لمفهوم اجتماعي تقليدي بدأه المهاجرون اليمنيون الأوائل في الولايات المتحدة في مطلع القرن العشرين.
أماكن للقاءات الاجتماعية
تُعتبر هذه المقاهي ملاذًا للشباب، خاصة من المسلمين الذين يبحثون عن أماكن خالية من الكحول لتجمعاتهم الليلية. كما أنها توفر فرصة للتواصل الثقافي والاجتماعي بين الشباب المنحدرين من خلفيات مهاجرة، مما يجعلها أماكن مفضلة للدراسة، اللقاءات العائلية، وحتى البحث عن شريك حياة.
طموحات مستقبلية وتحديات
تشهد هذه السلاسل توسعًا كبيرًا، إذ يخطط “قهوة هاوس” لافتتاح 20 إلى 30 فرعًا جديدًا خلال العام المقبل في الولايات المتحدة وكندا. بينما تواجه “حراز” تحديات لوجستية بسبب صعوبة شحن القهوة من اليمن، إلا أنها تمكنت من التغلب عليها عن طريق تخزين كميات كبيرة في الولايات المتحدة لضمان استمرارية الإنتاج بنفس الجودة.
بين الأصالة والابتكار
تُركز هذه المقاهي على تقديم تجربة أصيلة ومميزة، حيث تُستورد القهوة من مزارع يمنية وتُقدم في أجواء مستوحاة من التراث العربي والإسلامي.
تُمثل هذه الظاهرة أكثر من مجرد توسع تجاري، بل هي جسر ثقافي يُعبر عن الهوية اليمنية ويُساهم في تعزيز الروابط الاجتماعية في مجتمعات متنوعة.