من المتوقع أن يشهد سوق القهوة في المملكة المتحدة تغيرات كبيرة خلال الأشهر المقبلة، مع استمرار ارتفاع الأسعار بسبب التحديات المناخية، والاضطرابات الجيوسياسية، والتضخم العالمي. ومع اعتماد السوق البريطاني على واردات القهوة، فإن أي تقلبات في الإنتاج العالمي أو تكاليف الاستيراد تنعكس بشكل مباشر على الأسعار في قطاعي الضيافة والتجزئة.
مع ارتفاع التكاليف، تتغير أنماط الاستهلاك في المملكة المتحدة، حيث يواجه المستهلكون والشركات تحديات جديدة تتطلب استراتيجيات مبتكرة للتكيف مع الأوضاع الراهنة.
تغيير أنماط استهلاك القهوة:
يتجه بعض المستهلكين نحو العلامات التجارية الفاخرة بحثًا عن الجودة والتميز.
يفضل آخرون الخيارات الاقتصادية لموازنة ميزانياتهم.
يزداد الاهتمام بالمنتجات المستدامة والمسؤولة بيئيًا، مثل الكبسولات القابلة للتحلل والقهوة المعتمدة بيئيًا.
استراتيجيات الشركات لمواجهة الأزمة:
تكثيف العروض الترويجية وبرامج الولاء للحفاظ على العملاء.
تعزيز الاستدامة من خلال الشفافية في سلسلة التوريد وتسليط الضوء على المصادر الأخلاقية للقهوة.
الاستثمار في التكنولوجيا والتعبئة الذكية لخفض التكاليف وتحسين الكفاءة.
مع استمرار هذه التحولات، سيكون لارتفاع الأسعار تأثير واضح على المقاهي وسلاسل البيع بالتجزئة، حيث ستحتاج إلى إعادة تقييم استراتيجيات التسعير والشراء للحفاظ على تنافسيتها.
أسباب أزمة القهوة
التغير المناخي
يُعد تغير المناخ العامل الأكثر تأثيرًا في أزمة أسعار القهوة، حيث تسببت موجات الجفاف والفيضانات والصقيع في انخفاض إنتاج القهوة في البرازيل، أكبر منتج للقهوة عالميًا، وكولومبيا، التي تحتل المرتبة الثالثة في الإنتاج. كما أدت ظاهرة النينيو إلى مزيد من التقلبات المناخية، مما أثر سلبًا على محصول البن، وبالتالي قلّص الإمدادات ورفع الأسعار.
التوترات الجيوسياسية
بينما أثرت العوامل الطبيعية على الإنتاج، أضافت التوترات الجيوسياسية تحديات جديدة. فقد أدت الخلافات التجارية بين الولايات المتحدة وكولومبيا إلى فرض رسوم جمركية إضافية على القهوة المستوردة، مما زاد من تكلفة الاستيراد وأسعار القهوة عالميًا. ومع اعتماد الولايات المتحدة على كولومبيا لتلبية 30% من احتياجاتها من القهوة، فإن أي اضطراب في الإنتاج أو الصادرات ينعكس على السوق العالمي.
كما أن الصراعات في الشرق الأوسط والاضطرابات في الممرات البحرية زادت من تعقيد عملية نقل القهوة من مناطق الإنتاج إلى الأسواق الاستهلاكية، مما أثر بشكل مباشر على التكاليف النهائية في المملكة المتحدة وغيرها من الأسواق الأوروبية.
التضخم وسلاسل التوريد
إلى جانب التحديات المناخية والجيوسياسية، يلعب الاقتصاد العالمي دورًا رئيسيًا في أزمة القهوة. فقد تسبب التضخم العالمي، الذي تفاقم بعد جائحة كورونا، في ارتفاع تكاليف الإنتاج والنقل، مما أدى إلى ارتفاع أسعار القهوة. كما أن أزمة سلاسل التوريد العالمية، التي تفاقمت بسبب التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، جعلت من الصعب نقل القهوة من المزارع إلى الأسواق، مما أدى إلى تأخير الشحنات ورفع الأسعار.
مستقبل سوق القهوة في المملكة المتحدة
مع استمرار ارتفاع أسعار القهوة عالميًا، ستحتاج الشركات في المملكة المتحدة إلى إعادة تقييم استراتيجياتها لضمان استقرار المبيعات والحفاظ على ولاء المستهلكين. من المتوقع أن تصبح الشفافية في سلاسل التوريد والاستثمار في الاستدامة من العوامل الحاسمة في نجاح العلامات التجارية خلال الفترة المقبلة. كما قد نشهد تغيرًا في أنماط الشراء، حيث يتجه المستهلكون إلى تقليل الكميات المشتراة أو البحث عن بدائل أكثر استدامة.