التعرفة الجمركية الأمريكية وتأثيرها على القهوة اليمنية

التعرفة الجمركية الأمريكية وتأثيرها على القهوة اليمنية

فرضت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرًا تعرفة جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات القادمة من اليمن، بما في ذلك البن اليمني، في إطار مراجعة جديدة لسياساتها التجارية تجاه عدد من الدول. ويأتي هذا القرار في وقت حساس بالنسبة لليمن، الذي يُعد تصدير البن أحد أهم روافده الاقتصادية غير النفطية.

في ردّ فعل سريع، أعلنت شركة “المخا” الأميركية، المتخصصة في استيراد البن اليمني، أنها ستتحمّل كامل تكلفة هذه الرسوم الجديدة، مؤكدة أن الأسعار الموجّهة للمستهلك الأميركي ستبقى ثابتة، ولن يطرأ عليها أي تغيير في الوقت الحالي.

وذكرت الشركة في بيان رسمي: “لن يشعر العملاء بأي تغيير في الأسعار أو تأخير في التوريد. سنتحمّل التكاليف حفاظًا على استقرار السوق ودعمًا للمزارعين اليمنيين.”

قرار مفاجئ وتحديات متراكمة

أوضحت “المخا” أنها لم تكن على علم مسبق بفرض هذه الرسوم، وأن الإشارة الأولى لبدء تطبيقها ظهرت في عقد شراء حديث تضمن بندًا يشير إلى تحميل المشتري كلفة أي رسوم جمركية مستقبلية. وأشارت إلى أن هذا التطور يعكس طبيعة المتغيرات التجارية التي تشهدها المنطقة، ويُضاف إلى قائمة التحديات التي يواجهها قطاع البن اليمني منذ سنوات.

ورغم أن قرار الشركة بامتصاص التكلفة يخفف من حدة الأثر على المستهلك، إلا أن مراقبين اقتصاديين يرون أن هذه الخطوة لن تحجب الآثار المحتملة على المنتجين اليمنيين، خصوصًا في ظل هشاشة البنية التحتية وارتفاع كلفة التصدير من البلاد.

تكاليف خفية في سوق القهوة

أكدت “المخا” أن التعرفة الجديدة لا تُعد التحدي الوحيد الذي تواجهه الشركة في سلسلة التوريد، مشيرة إلى وجود تكاليف خفية أكثر عبئًا مثل رسوم الدفع الإلكتروني، التي قد تصل إلى 8.5% في بعض حالات الشراء عبر الإنترنت، إضافة إلى تكاليف الشحن الداخلي التي ارتفعت بأكثر من الضعف خلال العقد الماضي.

كما أوضحت الشركة أن أسعار شراء البن اليمني من الموردين بقيت شبه مستقرة نسبيًا خلال السنوات الأخيرة، بزيادة سنوية لا تتجاوز 3%، وهو ما يُعزى إلى تحسن الكفاءة التشغيلية لدى بعض المزارعين والمصدرين المحليين.

استمرار الاستقرار السعري رغم الضغوط

رغم الضغوط التضخمية والارتفاعات العالمية في أسعار القهوة، أعلنت “المخا” التزامها بالإبقاء على أسعار التجزئة دون تغيير، مع تعديل طفيف على رسوم الشحن لتصبح 5 دولارات على الطلبات التي تشمل من كيس إلى ثلاثة أكياس، في حين تبقى رسوم الشحن للعبوات التجريبية الصغيرة عند 2.95 دولار.

وتُعد هذه السياسة محاولة للحفاظ على التوازن بين دعم سلسلة القيمة اليمنية وضمان استمرارية تدفق البن إلى السوق الأميركي دون إثقال كاهل المستهلك النهائي.

خلفية: البن اليمني في أرقام

يُعد البن من أبرز الصادرات الزراعية اليمنية، ويتميّز بجودته العالية وتاريخه العريق. وعلى الرغم من التحديات السياسية والاقتصادية، لا يزال يحتفظ بمكانته في الأسواق العالمية، لا سيما في قطاع القهوة المختصة.

الإنتاج:

بلغت المساحات المزروعة بالبن في اليمن نحو 34,981 هكتارًا عام 2019، بإنتاج تجاوز 20,800 طن، حسب بيانات منظمة الأغذية والزراعة (FAO). وتشير تقارير دولية إلى احتمال تراجع الإنتاج إلى 77,000 كيس (وزن 60 كجم للكيس) بحلول 2028، مقارنة بـ96,000 كيس في عام 2023، بمعدل انخفاض سنوي يُقدّر بـ3.5%.

قيمة الصادرات:

في عام 2019، وصلت قيمة صادرات البن اليمني إلى نحو 20.2 مليون دولار، بزيادة 11% مقارنة بالعام الذي سبقه، ما يعكس اهتمامًا متزايدًا بالقهوة اليمنية في الأسواق الدولية.

أبرز أسواق التصدير (2023 – قهوة غير محمّصة وغير منزوعة الكافيين):

  • السعودية: 685,129 كجم | 3.19 مليون دولار

  • الولايات المتحدة: 151,767 كجم | 2.07 مليون دولار

  • اليابان: 126,717 كجم | 1.64 مليون دولار

  • كوريا الجنوبية: 66,216 كجم | 978 ألف دولار

  • الإمارات: 116,503 كجم | 543 ألف دولار

كما بلغت واردات الولايات المتحدة من اليمن من القهوة والشاي والتوابل حوالي 3.97 مليون دولار خلال عام 2024، وفق بيانات موقع Trading Economics.

التحديات والفرص:

يواجه قطاع البن اليمني عدة عقبات، أبرزها ضعف البنية التحتية، وتقلّب أسعار الشحن، والتغيرات المناخية، والصراعات المستمرة. لكن في المقابل، فإن الطلب المتنامي على القهوة المختصة عالميًا يفتح آفاقًا واعدة إذا ما تم دعم هذا القطاع بإجراءات مستدامة واستثمارات مدروسة.

Spread the love
نشر في :