تتجه أسعار القهوة نحو مزيد من الارتفاع في البرازيل، التي تُعَد أكبر منتج ومصدّر عالمي لهذه السلعة، بعدما تعرضت مئات المزارع في ولاية ساو باولو جنوب شرق البلاد لحرائق ضخمة. وكانت مدينة كاكوندي، المعروفة بأكبر إنتاج للبن في المنطقة، الأكثر تضرراً من هذه الحرائق التي وصفت بأنها الأشد في تاريخها.
بدأ الحريق بسبب إضرام أحد السكان النار في كومة قمامة، إلا أن انتشاره الواسع والخارج عن السيطرة كان نتيجة للجفاف الحاد الذي عانت منه البرازيل في السنوات الأخيرة، وفقاً لتقارير إخبارية. وتشير البيانات إلى أن البلاد شهدت خمس سنوات متتالية من الجفاف، ما أثر بشكل كبير في أزهار القهوة وأدى إلى تراجع إنتاجيتها.
2024: عام الحرارة القياسية والحرائق المدمرة
سجل عام 2024 درجات حرارة غير مسبوقة في البرازيل، حيث ارتفع عدد حرائق الغابات إلى أعلى مستوياته منذ 14 عاماً. ويرى الخبراء أن الظروف الجوية القاسية، المرتبطة بتغير المناخ، فاقمت من انتشار الحرائق التي كان للبشر دور كبير في إشعالها.
وتشكل البرازيل أكثر من ثُلث الإنتاج العالمي من القهوة، مما يجعل أي تراجع في إنتاجها عاملاً مؤثراً على الأسعار. وبالفعل، ارتفعت أسعار قهوة أرابيكا بنسبة 90% خلال العام الماضي، لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 3.48 دولار للرطل في ديسمبر.
تحديات المناخ والبحث عن حلول جديدة
يشير الخبراء، مثل المستشار البرازيلي غي كارفاليو، إلى أن القطاع يواجه تحديات غير مسبوقة منذ الحصاد الكبير الأخير عام 2020، بما في ذلك الجفاف، وارتفاع درجات الحرارة، والسياسات الجيوسياسية مثل القوانين الأوروبية الجديدة المتعلقة بإزالة الغابات.
رغم التحديات، يحاول المزارعون التكيف مع تغير المناخ من خلال اتباع أساليب زراعية مبتكرة، مثل زراعة القهوة تحت ظلال الأشجار، على غرار ما كان يُمارَس في إفريقيا. هذه الطريقة لا تحمي النباتات من الحرارة فحسب، بل تسهم أيضاً في تحسين جودة الحبوب وزيادة قيمتها في السوق.