دبي،5 مارس 2024 (QW): – في إحدى حكايات القهوة المثيرة للاعجاب، نستعرض قصة “بوتيك يمنيات” في العاصمة السعودية، الرياض. عندما صادفني الاسم، اعتقدت أن المشروع قد يكون لمجموعة من السيدات اليمنيات، ولكن سرعان ما اكتشفت قصة مختلفة تمامًا. كانت “يمنيات” باقة من الباقات المختارة بعناية من القهوة المحمصة في محمصة “رونة” في مدينة جدة السعودية.
كانت المحمصة تقدم تشكيلات منوعة من البن، بما في ذلك اليمني والاثيوبي والبرازيلي وغيرها من الأصناف، وماتزالت تقدمها محمصة الرونة في جدة.
يقول محمد مدهش، مؤسس المشروع، إنه في عام 2018، افتتحوا محمصة في جدة باسم “رونة” تقدم جميع أنواع المحاصيل اليمنية والاثيوبية وفي نهاية العام، تم إطلاق باقات منتجات تحمل أسماء تلك البلدان، بما في ذلك باقة “لاتينيات” “اثيوبيات” وباقة “يمنيات”، وهي باقة تحتوي على حوالي 10 أنواع من محاصيل البن اليمني.
رغم سعرها المرتفع، لاقت باقة “يمنيات” إقبالًا كبيرًا بسبب جودتها. ولهذا السبب قررت الشركة فتح بوتيك صغير في الرياض في أغسطس 2023، مكرس لتقديم القهوة اليمنية، ويحمل نفس الاسم “يمنيات”.
يشير حسن الدريب، مدير فرع يمنيات ، إلى أن الهدف ليس فقط تقديم القهوة اليمنية للجمهور العام، ولكن أيضًا نقل وتعزيز ثقافة القهوة اليمنية الغنية.
وقد دفعهم النجاح الذي حققه بوتيك يمنيات للتخطيط للتوسع داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، بفتح 3 فروع داخل المملكة هذا العام، ودراسة التوسع في الأسواق الخارجية، خاصة في أبوظبي ودبي وكندا.
على الرغم من كونه مشروعًا تجاريًا ربحيًا، إلا أن المشروع يحمل جوانب تنموية هامة من خلال دعم المزارعين في اليمن. حيث يتم تثقيفهم بأفضل الممارسات في زراعة ومعالجة البن للحصول على منتجات متفوقة، على الرغم من التحديات التي يواجهونها في الميدان نظرًا لثقافة المزارعين المحدودة في معظم مناطق اليمن واستعجالهم في جني المحصول بالكامل، باستثناء منطقة حراز حيث أدرك المزارعون هناك أهمية التعامل الجيد مع المحصول والصبر عليه عند القطاف واتباع أفضل الممارسات في مرحلة المعالجة بعد الحصاد.
كشف محمد مدهش عن جهود لتعزيز زراعة البن في مختلف مناطق اليمن، خاصة تلك التي تحظى بشهرة عالمية مثل يافع، حيث قاموا هناك بزراعة 200 بتلة بن، مؤكدًا أن الأمر يتطلب تعاونًا من المزارعين ونشاطًا وتوعية قوية وصبرًا حتى تؤتي هذه المشاريع ثمارها.
أكد مدهش أنهم لا يسعون لأي نوع من أنواع الاحتكار، فالباب مفتوح لكل اليمن، ونحن نساند جميع المزارعين من أي منطقة كانوا، بل إننا نسمي محاصيلنا باسماء المزارعين تشجيعًا وتحفيزًا لهم، ونستقبل البن من الجميع. وأوضح أنهم يركزون حاليًا على معالجات البن وتقديم منتجات متنوعة مثل الإسبريسو العربي والدريب وغيرها.