Yunnan café’s US$3 penny-bun mushroom latte draws crowds—and debate

عجائب الصين لا تنتهي .. قهوة الفطر أحدث الصرعات

دبي – 16 سبتمبر 2025 – (قهوة ورلد) – أطلق مقهى في مقاطعة يونّان جنوب غربيّ الصين مشروبين موسميّين يمزجان القهوة بفطر «البيني بَن» (البورشيني)، بسعر 23 يوانًا (نحو 3 دولارات) للكوب. ويتعلق الأمر بـ«أمريكانو الجبنة بفطر البيني بَن» و«لاتيه الشوفان بفطر البيني بَن»، حيث يستند الابتكار إلى فكرة جمع خاصّيتين محليّتين في كوب واحد: قهوة يونّان والفطر البري الفاخر.

تفاصيل التحضير تكشف مقاربة نكهويّة محسوبة: يُقدَّم «أمريكانو الجبنة» مع مسحوق الفطر، وقهوة الأساس، وطبقة «كريم جبنة»، وفوقها «بسكويت» على هيئة الفطر، بينما يُحضَّر «لاتيه الشوفان» من القهوة ومسحوق الفطر وحليب الشوفان، وكلٌّ منهما بسعر يقارب 23 يوانًا للكوب. وقد نُسبت هذه التركيبات إلى مقهى «فورليف كوفي» في يونّان، بحسب تغطية إقليمية حديثة.

الإقبال جماهيري منذ الأيام الأولى. موظفون في المقهى أكدوا بيع نحو 50–70 كوبًا من قهوة الفطر يوميًّا، مع قدوم زبائن خصيصًا لتجربة المشروبين. كما أن المكان نفسه سبق أن قدّم «قهوة الكمأة السوداء»، ما يوحي بنهج ابتكاري موسمي يجذب الانتباه ويستثمر موجة الفضول.

توقيت الطرح ليس اعتباطيًّا؛ فالفترة بين يونيو وسبتمبر تمثّل موسم الفطر البري في يونّان، حين تتصدّر أصناف شهيرة—مثل الماتسوتاكي، وفطر النمل، والبيني بَن—قوائم الباحثين عن النكهات البرية. هذا السياق الموسمي يفسّر اتساع الاهتمام والانطباع الأولي بأن «الفطر هنا جزء من التيروار» لا مجرّد إضافة عابرة.

على منصّات التفاعل، انقسمت الآراء بين من يرى الفطر «أثمن من أن يُخلَط بالقهوة»، ومن وجد الطعم «لذيذًا على نحو مفاجئ». تلك المواقف المتباينة رافقت الأخبار عن المبيعات، وأعطت للابتكار بعدًا نقاشيًّا يتجاوز حدّ «الموضة».

مع ذلك، لا يضمن النجاح اللحظيّ استمرارية المشروب. إدارة «فورليف كوفي» أشارت إلى أنّ تكراره العام المقبل غير محسوم ويتوقف على أسعار المكوّنات—وفي مقدّمتها الفطر. وللتذكير، تراوحت أسعار فطر البيني بَن في أغسطس بين 40 و80 يوانًا للكيلوغرام؛ هامش سعريٌّ كفيل بجعل قرار الاستمرار «اقتصاديًّا» قبل أن يكون تسويقيًّا.

وتندرج تجربة يونّان ضمن موجة صينية أوسع تمزج القهوة بمكوّنات محليّة أو غير مألوفة. ففي 2024 قدّمت «ستاربكس الصين» «لاتيه بنكهات لحم الخنزير» احتفالًا برأس السنة القمرية—بـ68 يوانًا للكوب—في مثال بارز على توظيف الإصدارات المحدودة بوصفها مختبرًا للنكهات وأداةً للتسويق في آنٍ معًا. كما ظهرت خلال الأشهر الماضية مشروباتٌ مثيرة للجدل مثل «لاتيه بأحشاء الخنزير» في مقاطعة سيتشوان، وقد حظيت بانتشار واسع على الشبكات الاجتماعية.

ما يميّز حالة يونّان أنّ «الفطر» هنا ليس «وظيفيًّا» بالمعنى الصحي الشائع في خلطات «قهوة الفِطريات» العالمية (مثل اللّاينز مِين والشّاغا)، بل هو فطرٌ مأكول (بورشيني) يوظَّف طعميًّا لصياغة بروفايل نكهة جديد يزاوج بين الأمومية الخفيفة والبعد الحلو/المر للقهوة. هذه المقاربة تستند إلى «توطن» المكوّن في حياة المنطقة وغاباتها، وليس إلى ادّعاءات فسيولوجيّة أو مكملات غذائية.

ورغم زخَم التجربة، تبدو قابلية التكرار محكومة بعدّة عوامل: تقلبات أسعار الفطر خلال موسم الجني، تكلفة تطوير الوصفات وتوطينها داخل خطوط التحضير، وقدرة المقهى على الحفاظ على جودة مسحوق الفطر وثبات الإمداد. وفي حين تظهر الطوابير في بداية «الضجة»، فإنّ تحويل الابتكار إلى «توقيع موسمي» يتطلب معادلة دقيقة تجمع الجدوى والعرض والنكهة. هذه النقاط أكدتها—مباشرة أو ضمنًا—التغطيات المحلية التي ربطت مصير المشروب بتكلفة المكوّنات وبتوافرها السنوي.

خلاصة المشهد: نحن أمام تجربة نكهويّة تنطلق من «التيروار» أكثر مما تراهن على «الغرابة للغرابة»، وتلتقط في الوقت نفسه روح الابتكار السريع في سوق قهوة صينيّ شديد التنافسية، حيث تتحوّل الخلطات المحلية إلى قصصٍ قابلة للمشاركة وجذب الزيارات. وبين إعجاب واعتراض، يبقى مستقبل «قهوة الفطر» في يونّان رهين ما ستقرّره الأسعار الموسمية—وحدها الأرقام هنا هي التي تحسم ما إذا كانت الموضة ستعود في موسمٍ مقبل أم ستبقى ذكرى من «موسم 2025».

Spread the love
نشر في :
WhatsApp Icon