هل إنتاج القهوة في خطر؟ خبراء يجيبون على أسئلة أحد قرائنا المميزين
في “قهوة وورلد”، نحرص دائمًا على التفاعل مع قرائنا، وعندما نتلقى أسئلة مثيرة للتفكير، نسعى للحصول على إجابات من الخبراء لتقديم رؤى قيمة. مؤخرًا، طرح أحد قرائنا المميزين تساؤلات هامة حول مستقبل إنتاج القهوة، استجابةً لقصة إخبارية نشرناها على موقعنا.
تناولت الأسئلة المخاطر المحتملة التي تهدد مصادر إنتاج القهوة، وإمكانية عودة احتكار إقليمي لإنتاج القهوة كما كان الحال في الماضي، بالإضافة إلى تأثير التغيرات المناخية على صناعة القهوة. لذلك، توجهنا إلى الخبراء الاقتصاديين والباحثين لاستكشاف هذه المواضيع بعمق، وكانت النتائج مثيرة للإهتمام.
إنتاج القهوة في خطر
أكد الخبراء أن مستقبل إنتاج القهوة يواجه تهديدات كبيرة، خاصة نتيجة لتغير المناخ. وفقًا لأبحاث “المركز الدولي للزراعة الاستوائية” (CIAT)، من الممكن أن تصبح 50% من مناطق زراعة القهوة الحالية غير صالحة بحلول عام 2050، وخاصة بالنسبة للبن العربي (أرابيكا) الذي يمثل 60-70% من الإنتاج العالمي. تأثير ارتفاع درجات الحرارة، وعدم انتظام الأمطار، وزيادة الآفات أصبح واضحًا في البلدان الرئيسية المنتجة للقهوة مثل البرازيل، إثيوبيا، وأمريكا الوسطى.
تشير تقديرات المنظمة الدولية للقهوة (ICO) إلى أن إنتاج القهوة العالمي في عام 2023 بلغ حوالي 170 مليون كيس وزن 60 كيلوجرام. لكن مع استمرار الاضطرابات المناخية، فإن هذه الأرقام قد تكون معرضة لانخفاض كبير في العقود المقبلة.
هل يمكن أن يعود احتكار إقليمي لإنتاج القهوة؟
تاريخيًا، كانت اليمن تحتكر تقريبًا إنتاج القهوة بين القرنين الخامس عشر والسابع عشر. ورغم أن فكرة عودة هذا الاحتكار قد تبدو بعيدة اليوم، يشير الخبراء إلى أن الهيمنة الإقليمية قد تحدث، خاصة في قطاع القهوة المختصة. تشهد اليمن نهضة في صناعتها للقهوة، مع زيادة الطلب على نكهات البن اليمني المميزة في الأسواق العالمية.
ومع ذلك، وبالنظر إلى المشهد العالمي الحالي، حيث تنتج البرازيل وحدها 37% من قهوة العالم، بالإضافة إلى لاعبين رئيسيين مثل فيتنام وكولومبيا، يتفق الخبراء على أن عودة الاحتكار الكامل لإنتاج القهوة كما كان في الماضي أمر مستبعد للغاية. فإنتاج القهوة أصبح اليوم أكثر تنوعًا، حيث تلعب العديد من المناطق دورًا رئيسيًا في سلسلة التوريد العالمية.
التغير المناخي: التهديد الأكبر لمستقبل القهوة
ربما كان السؤال الأكثر إثارة للقلق الذي طرحه قارئنا هو تأثير التغير المناخي على إنتاج القهوة. تشير الدراسات إلى أن ارتفاع درجات الحرارة قد يقلل من المناطق الصالحة لزراعة القهوة بنسبة تصل إلى 88% بحلول عام 2050. بالفعل، يشعر المزارعون في كولومبيا بهذه الآثار، حيث ينتقلون إلى مناطق أعلى لتجنب الحرارة المتزايدة، في حين شهدت أمريكا الوسطى خسائر مدمرة بسبب صدأ أوراق القهوة.
الآثار الاقتصادية والاجتماعية لهذه التغيرات ضخمة. تدعم زراعة القهوة سبل العيش لأكثر من 125 مليون شخص حول العالم، العديد منهم من صغار المزارعين في البلدان النامية. ومع تهديد التغير المناخي للإنتاج، تواجه هذه المجتمعات زيادة في الفقر وعدم الاستقرار. في عام 2021، تسببت موجة الجفاف الشديدة في البرازيل في ارتفاع أسعار القهوة العربي (أرابيكا) بنسبة 60% تقريبًا، مما يظهر الحساسية الشديدة للسوق تجاه الاضطرابات البيئية.
الطريق إلى الأمام
يؤكد الخبراء على الحاجة الماسة لاتخاذ إجراءات عاجلة لتخفيف المخاطر التي تهدد إنتاج القهوة. من تطوير أصناف قهوة مقاومة للمناخ إلى تبني ممارسات زراعية جديدة، يجب على صناعة القهوة أن تتكيف مع العالم المتغير بسرعة. مع وجود مليارات الدولارات وملايين سبل العيش على المحك، يعد التعاون الدولي أمرًا ضروريًا لضمان استدامة إنتاج القهوة للأجيال القادمة.
في “قهوة وورلد”، نلتزم بتقديم أحدث الرؤى المستندة إلى البيانات حول صناعة القهوة. ونشكر قارئنا على طرح هذه الأسئلة الهامة، وسنواصل جلب وجهات نظر الخبراء إلى الساحة لمواكبة أحدث الأخبار المتعلقة بالقهوة.