الكبسولات تتصدر أرباح القهوة في ألمانيا رغم حصتها السوقية الصغيرة

الكبسولات تتصدر أرباح القهوة في ألمانيا رغم حصتها السوقية الصغيرة

يلعب الشكل الذي تُستهلك به القهوة دورًا محوريًا في تشكيل ديناميكيات هذه الصناعة، وفي ألمانيا يكشف تحليل سوق القهوة لعام 2021 عن قصة مثيرة للاهتمام. بين الأشكال المختلفة للقهوة مثل القهوة المطحونة، البن الكامل، الكبسولات الطرية، والكبسولات، تظهر فروقات كبيرة في الربحية، مما يعكس التوجهات الحالية والتحديات التي تواجه الصناعة.

على الرغم من أن القهوة المطحونة تحتل الصدارة من حيث الحصة السوقية بنسبة 41% وتبقى خيارًا أساسيًا في المنازل، فإن ربحيتها تروي قصة مختلفة تمامًا، حيث لا تتجاوز هوامش الأرباح الصافية لها 0.08 يورو لكل كيلوغرام. في المقابل، تظهر الكبسولات، التي لا تشكل سوى 12% من السوق، كالأكثر ربحية بهامش أرباح يصل إلى 7.52 يورو لكل كيلوغرام. هذا التباين يعكس التحول نحو المنتجات ذات الأسعار المرتفعة والراحة التي يطلبها المستهلكون، وهو ما يعيد تشكيل ملامح صناعة القهوة.

أما القهوة الكاملة، التي تستهوي عشاق القهوة الباحثين عن الجودة والنكهة الطازجة، فتحتل 36% من السوق مع هامش أرباح يصل إلى 0.39 يورو لكل كيلوغرام. وفي الوقت نفسه، تقدم الكبسولات الطرية التي تشكل 11% من السوق هامشًا أكثر توازنًا يصل إلى 1.86 يورو لكل كيلوغرام. ومع ذلك، لا يمكن لأي من هذه الأشكال أن تنافس الكبسولات في ربحيتها، حيث تستمر في السيطرة على شريحة المنتجات ذات الربح المرتفع.

هذه الأرقام تثير تساؤلات مهمة لجميع الأطراف المعنية بسلسلة إمدادات القهوة. المزارعون، الذين يشكلون النقطة الأولى في هذه السلسلة، يواجهون هوامش ربح ضئيلة جدًا مقارنة بالمراحل الأخرى. ولا تُحسب العديد من التكاليف مثل العمالة الأسرية أو غير الرسمية في حساب الأرباح، مما يترك المزارعين بأرباح محدودة من سعر البيع بالتجزئة. في المقابل، يجد تجار التجزئة والمصنعون فرصًا كبيرة في التركيز على المنتجات ذات الهوامش العالية مثل الكبسولات لمواكبة التغيرات في السوق.

يلعب المستهلكون أيضًا دورًا أساسيًا في هذا التحول، حيث تُعتبر الكبسولات خيارًا يوفر الراحة والجودة، لكن أسعارها المرتفعة تعكس طبيعتها الفاخرة. ومع ذلك، يثير انتشارها مخاوف بيئية تتعلق بالنفايات وصعوبة إعادة تدويرها.

يوفر سوق القهوة في ألمانيا صورة واضحة للاتجاهات العالمية في استهلاك القهوة، حيث يظهر تناقض واضح بين الحصة السوقية والربحية. وبينما تواصل الكبسولات جذب الاهتمام كمنتج مربح، يبقى التحدي في تحقيق التوازن بين الربحية والاهتمام بقضايا الاستدامة وضمان دخل عادل للمزارعين. صناعة القهوة اليوم تقف على مفترق طرق، حيث تدفع الربحية عجلة الابتكار، لكنها تتطلب في الوقت نفسه مزيدًا من التفكير العميق في تأثيرها عبر سلسلة الإمدادات بأكملها.

Spread the love
نشر في :