طفرة قهوة.. السعوديون يستهلكون 36 مليون كوب قهوة يوميًا

طفرة قهوة.. السعوديون يستهلكون 36 مليون كوب قهوة يوميًا

دبي، 21 أغسطس 2025 (قهوة ورلد) – يشهد سوق القهوة في المملكة العربية السعودية نموًا غير مسبوق جعلها واحدة من أكثر الدول استهلاكًا للكافيين على مستوى العالم. ووفقًا لجمعية المطاعم والمقاهي السعودية، يستهلك السعوديون نحو 36 مليون كوب قهوة يوميًا، أي ما يعادل كوبًا واحدًا تقريبًا لكل فرد، فيما تُقدّر قيمة السوق المحلية بما يتراوح بين 1.3 و1.9 مليار دولار سنويًا. وتشير التوقعات إلى أن سوق القهوة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قد يصل إلى 11.7 مليار دولار بحلول عام 2027، مع مساهمة كبيرة من السعودية بفضل الإقبال المتزايد على القهوة المختصة.

وزارة التجارة أوضحت أنها أصدرت أكثر من 61 ألف ترخيص تجاري للمقاهي في أنحاء المملكة، منها 27 ألف ترخيص لمقاهي الأحياء التقليدية التي تقدم القهوة العربية والمنتجات التراثية. هذا الرقم يعكس توسعًا كبيرًا في نشاط المقاهي، التي تحولت إلى فضاءات اجتماعية واقتصادية تنافس المطاعم في الإقبال والإيرادات، حيث تتجاور العلامات التجارية العالمية مثل ستاربكس وتيم هورتنز مع علامات محلية بارزة مثل إكسير البن وخطوة جمل (Camel Step) وبارنز، لتقدم جميعها تجارب مبتكرة تلبي أذواق المستهلكين وتستند إلى الثقافة المحلية. وقد أسهمت التكنولوجيا بدور مهم في تطوير تجربة العملاء عبر تطبيقات الطلب الإلكتروني وأنظمة الدفع الرقمية، وصولًا إلى استخدام الروبوتات في بعض المقاهي الحديثة لتحضير القهوة.

وبحسب أحمد القشقري، الرئيس التنفيذي لجمعية المطاعم والمقاهي، فإن المقاهي أصبحت تمثل 16% من قطاع خدمات الطعام في المملكة بعدما كان يهيمن عليه المطاعم، مشيرًا إلى أن القطاع يشهد نموًا سنويًا يتجاوز 5%. هذا التطور يعكس قدرة قطاع القهوة على خلق فرص عمل جديدة وتنويع مصادر الدخل، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030 الهادفة إلى تحقيق اقتصاد متنوع ومستدام. كما أسهمت المقاهي في ترسيخ مفهوم «المساحات المجتمعية» التي تجمع مختلف الفئات وتوفر بيئة مناسبة للتواصل والإبداع وريادة الأعمال، خاصة بين الشباب الذين يشكلون النسبة الأكبر من السكان ويقودون العديد من المشاريع الناجحة في هذا المجال.

وفي سياق متصل، خصصت المملكة نحو 320 مليون دولار لدعم زراعة البن المحلي، لا سيما في مناطق جازان والباحة وعسير التي تشتهر بإنتاج البن الخولاني الفاخر والمعروف بجودته العالمية. ويهدف هذا الاستثمار إلى رفع الطاقة الإنتاجية وتحويل القهوة السعودية من مجرد تقليد ثقافي متوارث إلى منتج اقتصادي تنافسي قادر على المنافسة في الأسواق العالمية، مع تعزيز فرص التصدير وترسيخ مكانة المملكة في صناعة القهوة. كما تساهم فعاليات مثل مهرجان القهوة السعودية في الترويج للمنتجات المحلية وتعزيز السياحة الثقافية المرتبطة بالقهوة، مما يمنح هذا القطاع بعدًا إضافيًا يتجاوز كونه مجرد نشاط استهلاكي.

ورغم النمو المتسارع، لا يخلو القطاع من التحديات المتمثلة في ارتفاع تكاليف التشغيل، وشدة المنافسة بين العلامات التجارية، والحاجة إلى تدريب وتأهيل العاملين لتقديم تجربة متميزة. كما أن الاعتماد على استيراد بعض أنواع البن يشكل عائقًا أمام تحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل. ومع ذلك، فإن التوسع في الاستثمار الزراعي والاعتماد على الابتكارات التكنولوجية والحرص على تطوير تجربة المستهلك جميعها عوامل تبشّر بمستقبل واعد لقطاع القهوة في السعودية، الذي يرسخ مكانته كأحد أهم القطاعات الاقتصادية والاجتماعية الصاعدة في المنطقة.

Spread the love
نشر في :
WhatsApp Icon