A 3D-rendered illustration showing a blue DNA double helix with colorful base pairs next to a green coffee bean on a light blue background.

الحمض النووي لا يكذب: كيف يحمي فحص الحمض النووي لهوية أصناف القهوة قطاع القهوة المختصة من التلاعب

بقلم: إنيو كانترجياني

مالك ومدير أكاديمية القهوة – سويسرا

خلال الأسابيع الماضية، أجريت تحاليل حمض نووي في مختبر متخصص في الجينات النباتية للقهوة. أرسلت أربع عينات من القهوة، كل منها تُسوّق بفخر تحت اسم صنف محدد. لم يكن الهدف ذكر أسماء المزارع أو الدول المنتجة، بل تسليط الضوء على قضية بالغة الأهمية: آن الأوان لقطاع القهوة المختصة أن يعتمد التحقق الجيني كجزء أساسي من ضمان الجودة.

النتائج

أصناف صحيحة

  • بينك بوربون — أكد التحليل الجيني أن الصنف أصيل.

  • جيشا — أكد التحليل الجيني تطابقه مع البصمة الجينية الحقيقية لصنف جيشا.

أصناف غير مطابقة

  • تيبيكا ميهورادو — كشف التحليل الجيني أنه ليس من هذا الصنف إطلاقًا.

  • جاڤا — أظهر التحليل عدم تطابقه مع الصنف الأصلي جاڤا، بل كان أقرب إلى خليط من كاتيـمور/سارشيـمور.

أسباب حدوث الأخطاء أو التلاعب

سواء كان الأمر ناتجًا عن غش متعمد أو خطأ غير مقصود، فإن مشكلة الخلط بين الأصناف أكثر شيوعًا مما يعتقده الكثيرون في القهوة المختصة. ومن أبرز الأسباب:

  1. الجهل بحقيقة الصنف

    قد يزرع المزارعون بذورًا حصلوا عليها من الجيران أو المشاتل دون أي تحقق من الهوية الجينية، مع اعتماد أسماء متوارثة شفهيًا لأجيال.

  2. تلوث البذور

    ضعف ممارسات المشاتل قد يؤدي إلى خلط شتلات أصناف مختلفة في نفس الدفعة. كما أن التلقيح المفتوح دون عزل محكم يؤدي طبيعيًا إلى التهجين.

  3. الدوافع السوقية

    الأصناف مرتفعة القيمة مثل جيشا أو بينك بوربون أو سيدرا تباع بأسعار أعلى بكثير، ما قد يغري البعض بتغيير الاسم لتحقيق أرباح أكبر.

  4. غياب التحقق المعياري

    غالبًا ما يعتمد تحديد الصنف على المظهر الخارجي مثل شكل الأوراق أو حجم الحبوب، وهي طرق غير دقيقة خاصة مع الهجن أو الأصناف المتقاربة وراثيًا.

لماذا الأمر مهم؟

  • التسعير والثقة – يدفع المشترون في القهوة المختصة أسعارًا أعلى مقابل أصناف محددة يتوقعون منها نكهات مميزة، وأي خطأ أو تلاعب يضر بالثقة في السلسلة بأكملها.

  • البحث والتطوير – تحديد الهوية بدقة ضروري لبرامج البحوث الزراعية، ومكافحة الأمراض، وتطوير النكهات.

  • شفافية المستهلك – إذا كانت الشفافية في المنشأ والمعالجة مطلبًا أساسيًا، فإن الشفافية الجينية يجب أن تكون جزءًا من هذا الالتزام.

الطريق إلى الأمام

  • إتاحة الفحص الجيني للجميع – تكلفة فحوص الحمض النووي للقهوة في انخفاض، مما يجعلها في متناول المزارعين والمصدرين والمحمصين.

  • بناء قواعد بيانات جينية – توسيع مكتبات الأصناف الموثقة سيعزز دقة التعرف عليها.

  • التحقق عند المصدر – ينبغي للمشاتل والتعاونيات والمصدرين إجراء الفحوص الجينية قبل وصول القهوة إلى الأسواق العالمية، لتجنب الغش والأخطاء مبكرًا.

الخلاصة:

قصة القهوة لا تنتهي عند المزرعة — بل تُكتب في حمضها النووي. ولحماية الجودة والأصالة وبناء الثقة بين المزارع والمشتري والمستهلك، يجب أن يصبح التحقق الجيني ممارسة معيارية في قطاع القهوة المختصة، من البذرة إلى الفنجان.

Spread the love
نشر في :
WhatsApp Icon