
12 خطأً شائعاً عند شراء القهوة الكاملة الحبوب — هل ترتكبها أنت أيضاً؟
رغم تنامي ثقافة القهوة المختصة في العالم العربي، إلا أن كثيرين لا يزالون يقعون في أخطاء شائعة عند شراء البنّ، تؤثر على جودة التجربة اليومية، وربما تُفسد فنجان القهوة المنتظر في الصباح. وفيما يلي 12 خطأً يحذر منها خبراء القهوة، والتي قد يقع فيها حتى عشاق القهوة المتمرسون:
1. الانخداع بجمال التغليف
تصميم فاخر، ألوان جذابة، كلمات مثل “Premium” و”Italian Roast”… كل ذلك لا يضمن لك فنجاناً جيداً. تشير مراجعات الجودة الحديثة إلى أن المظهر لا يعكس دائماً الجودة. ينصح الخبراء بتجاهل التغليف والتركيز على المعلومات الحقيقية مثل تاريخ التحميص ونوع الحبوب والمصدر.
2. شراء كميات كبيرة للتخزين
يعتقد البعض أن شراء كميات كبيرة أو “بالمجمّع” أكثر اقتصاداً، لكنه في حالة القهوة يؤدي إلى فقدان سريع للنكهة. القهوة، وخاصة بعد فتح العبوة، تفقد نضارتها خلال أسابيع. الأفضل شراء كميات صغيرة (200–250 غرام) واستهلاكها خلال فترة لا تتجاوز الشهر.
3. تجاهل تاريخ التحميص
على عكس النبيذ، القهوة لا تتحسن مع مرور الوقت. أفضل نكهة تظهر خلال 2 إلى 4 أسابيع بعد التحميص. إذا لم تكن هناك إشارة واضحة إلى تاريخ التحميص، فهذا مؤشر سلبي على جودة المنتج أو شفافية العلامة التجارية.
4. إهمال نوع الحبوب وبلد المنشأ
كل منشأ يمنح القهوة بصمة فريدة لا يمكن تكرارها. إثيوبيا معروفة بنكهاتها الزهرية والفواكه الحمضية، وكولومبيا بنفحات الكراميل والكاكاو، في حين أن القهوة اليمنية تُعد واحدة من أندر وأقدم القهوات في العالم، وتمتاز بنكهة معقدة تمزج بين التوابل، التمر، الكاكاو الداكن، وأحيانًا التبغ أو الخشب — نتيجة لطبيعة المعالجة التقليدية الجافة وبيئة الزراعة الجبلية في مناطق مثل حراز وبني مطر. فهم هذه الفروقات يمنحك تجربة أغنى وأكثر دقة في اختيار القهوة المناسبة لك.
5. عدم استشارة المختصين
في المقاهي أو متاجر القهوة المختصة، يعمل أشخاص شغوفون بالقهوة. لا تتردد في طلب النصيحة منهم، خاصة إن كنت تستخدم أدوات تحضير محددة مثل الفيلتر، فرنش برس أو الإسبريسو. نصيحة بسيطة قد تقودك لاكتشاف نوع لم تسمع به من قبل، لكنه يناسب ذوقك تماماً.
6. التهاون في مسألة الطحن
القهوة المطحونة مسبقاً تفقد نكهتها بسرعة. بحسب المختصين، النكهة تبدأ بالتبخر خلال 15 دقيقة بعد الطحن. الطحن الطازج قبل التحضير مباشرة هو أحد أهم عناصر جودة الفنجان، ويشكل ما يصل إلى 70% من نجاح النكهة النهائية.
7. إهمال نوعية الماء المستخدم
حتى أفضل أنواع البنّ يمكن أن تُفسد باستخدام ماء غير نقي أو مكلور. الماء الذي يحتوي على ترسبات أو نكهات غريبة سيؤثر على المذاق النهائي. استخدام ماء مفلتر أو مياه معدنية خفيفة يُعد أفضل خيار.
8. اختيار درجة تحميص غير مناسبة
التحميص الفاتح يكشف عن الفواكه والحموضة، ويُفضل في القهوة المفلترة. التحميص المتوسط أكثر توازناً، أما التحميص الداكن فيُنتج نكهات مرّة ومدخنة ويُناسب الإسبريسو أو القهوة بالحليب. اختيارك يجب أن يتماشى مع طريقة التحضير وذوقك الخاص.
9. عدم مراعاة طريقة التحضير عند اختيار البن
ليست كل أنواع البن مناسبة لكل طرق التحضير. ما يناسب الإسبريسو قد لا يعطي نتيجة مرضية في القهوة المقطرة والعكس صحيح. انتبه لما يُكتب على العبوة أو استفسر من المختصين.
10. التقليل من قيمة “القهوة المختصة”
يظن البعض أن “القهوة المختصة” مجرد مصطلح تسويقي. لكنها في الواقع تصنيف دولي قائم على تقييم دقيق للحبوب من حيث المذاق، النقاء، طريقة الزراعة والمعالجة. القهوة التي تحصل على تقييم +80 نقطة من جمعية القهوة المختصة (SCA) تستحق مكانها على الرف.
11. تخزين القهوة بطريقة خاطئة
البعض يضع القهوة في الثلاجة أو يتركها مكشوفة في المطبخ. القهوة تحتاج إلى بيئة مظلمة، باردة نسبياً، جافة، ومحكمة الإغلاق. وجودها في عبوة شفافة أو غير محكمة يعرضها للرطوبة والروائح ويفقدها النكهة بسرعة.
12. اعتبار نكهة “الدخان” أو “المرارة” معياراً للجودة
يظن البعض أن النكهة القوية أو المُحمصة أكثر دلالة على “جودة” البن، لكن غالباً ما تكون نتيجة لتحميص مفرط يُخفي النكهات الطبيعية. القهوة الجيدة تُظهر وضوحاً وتوازناً في النكهة، وليس احتراقاً أو دخاناً.
خلاصة:
اختيار القهوة الجيدة لا يتطلب خبرة طويلة، بل وعياً ببعض التفاصيل الدقيقة. كل خطأ صغير قد يُفقدك نكهة عظيمة. أما التصحيح — فيبدأ من قراءة العبوة، والانفتاح على التجربة، والاستماع لنصائح من يعرف القهوة عن قرب.
هل واجهت أحد هذه الأخطاء؟ وهل لديك نصائح خاصة أو أسرار في شراء البنّ؟ شاركها مع مجتمع عشاق القهوة — فربما تُلهم أحدهم لفنجان أفضل غداً صباحاً.