
القهوة والصحة العقلية: مزيج محفز لطول العمر لدى كبار السن
في دراسة رائدة تبحث في التفاعل المعقد بين استهلاك القهوة والوظيفة الإدراكية وخطر الوفاة لدى كبار السن، كشف الباحثون عن نتائج مثيرة للاهتمام قد تعيد تشكيل فهمنا لتأثير المشروبات الشعبية على الصحة.
الدراسة التي نشرت في موقع ” القهوة والصحة” بعنوان “استهلاك القهوة وجميع الأسباب والوفيات القلبية الوعائية لدى كبار السن: هل يجب أن نأخذ في الاعتبار الوظيفة الإدراكية؟” تبحث في العلاقة بين القهوة والوفيات، ويسلط الضوء على الدور الذي تلعبه الوظيفة الإدراكية في هذه العلاقة المعقدة.
قام البحث، استنادًا إلى بيانات من المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية (NHANES) الممتد بين عامي 2011 و2014، بتحليل أنماط استهلاك القهوة والكافيين لدى كبار السن وتقييم أدائهم المعرفي من خلال اختبارات مختلفة، بما في ذلك اختبار تعلم الكلمات CERAD (CERAD). -WLT)، واختبار طلاقة الحيوان (AFT)، واختبار استبدال رمز الأرقام (DSST). تم استخلاص النتيجة المعرفية العالمية من هذه التقييمات باستخدام تحليل المكونات الرئيسية (PCA).
ومن المثير للاهتمام أن الدراسة كشفت أن الأفراد الذين يعانون من ضعف إدراكي والذين أبلغوا عن الامتناع عن تناول القهوة أظهروا أعلى خطر للوفيات الناجمة عن جميع الأسباب والوفيات القلبية الوعائية مقارنة بنظرائهم. تشير النتائج إلى وجود علاقة معقدة بين الوظيفة الإدراكية واستهلاك القهوة، مما يستدعي استكشافًا دقيقًا.
بالنسبة لأولئك الذين يعانون من ضعف إدراكي في AFT، لوحظ وجود علاقة سلبية كبيرة بين إجمالي استهلاك القهوة والوفيات الناجمة عن جميع الأسباب. امتدت النتائج إلى DSST والإدراك العالمي، مما يشير إلى التأثير الوقائي المحتمل للقهوة على الوفيات لدى الأفراد الذين يعانون من التحديات المعرفية. ومع ذلك، كشفت الدراسة أيضًا عن وجود علاقة على شكل حرف U بين استهلاك القهوة والوفيات لدى الأفراد الذين يعانون من ضعف إدراكي في CERAD-WLT، مما يضيف طبقة من التعقيد إلى النتائج.
ومن اللافت للنظر أن الدراسة أشارت أيضًا إلى القهوة منزوعة الكافيين كحليف محتمل لأولئك الذين يعانون من ضعف إدراكي، مما يظهر ارتباطًا بانخفاض معدل الوفيات. هذا الارتباط المثير للاهتمام بين القهوة منزوعة الكافيين وطول العمر لدى الأفراد ذوي التحديات المعرفية يثير تساؤلات حول المكونات المحددة في القهوة التي قد تساهم في هذه الفوائد الصحية الملحوظة.
في الختام، تشير هذه الدراسة الشاملة إلى أن العلاقة بين استهلاك القهوة والوفيات تتأثر بشكل كبير بالوظيفة المعرفية. تسلط النتائج الضوء على الحاجة إلى مزيد من البحث لكشف الآليات المعقدة في اللعب وقد تمهد الطريق لتوصيات صحية شخصية بناءً على الحالة المعرفية للفرد. لذلك، بالنسبة لعشاق القهوة، قد لا يكون مشروب الصباح مصدرًا لليقظة فحسب، بل قد يكون أيضًا إكسيرًا محتملاً لحياة أطول وأكثر صحة.