دراسة بريطانية.. القهوة سلاح فعّال ضد أمراض الكبد وتقلّل خطر الوفاة بنسبة 49%
Image Credit- QW

دراسة بريطانية.. القهوة سلاح فعّال ضد أمراض الكبد وتقلّل خطر الوفاة بنسبة 49%

في نتائج مبشّرة لعشّاق القهوة، كشفت دراسة بريطانية شاملة أن شرب القهوة بانتظام – بجميع أنواعها – قد يساهم في تقليل خطر الإصابة بأمراض الكبد المزمنة وخطر الوفاة الناتجة عنها بنسبة تصل إلى 49%.

الدراسة التي نُشرت في مجلة BMC Public Health اعتمدت على تحليل بيانات 494,585 شخصًا من المشاركين في مشروع “UK Biobank”، وتمت متابعتهم لمدة وسطية بلغت 10.7 سنوات. وقد بيّنت النتائج أن الذين يشربون القهوة يوميًا انخفض لديهم:

  • خطر الإصابة بأمراض الكبد المزمنة بنسبة 21%

  • خطر الإصابة بالكبد الدهني بنسبة 20%

  • خطر الوفاة الناتجة عن أمراض الكبد المزمنة بنسبة 49%

  • كما سُجّل انخفاض بنسبة 20% تقريبًا في خطر الإصابة بسرطان الكبد (الكبد الخلوي)، ولكن دون دلالة إحصائية قوية.

جميع أنواع القهوة مفيدة… والمطحونة تتصدر

الدراسة بيّنت أن الفوائد الصحية المرتبطة بالقهوة لم تقتصر على نوع معين، بل شملت جميع الأصناف: القهوة المطحونة (بما في ذلك الإسبريسو)، القهوة سريعة التحضير، وحتى القهوة منزوعة الكافيين.

لكن القهوة المطحونة كانت الأكثر فاعلية في الوقاية، ويُعتقد أن السبب في ذلك يعود إلى احتوائها على مركبات “الكاويول” و”الكافستول” بتركيز أعلى، وهي مركبات طبيعية أظهرت خصائص مضادة للالتهاب والتليّف في تجارب حيوانية.

وفي مفاجأة لافتة، أظهرت القهوة منزوعة الكافيين انخفاضًا في خطر الوفاة بسبب أمراض الكبد بنسبة 63%، متفوقة بذلك حتى على القهوة المحتوية على الكافيين في هذا الجانب.

ما الكمية المثالية؟

أظهرت الدراسة علاقة طردية بين كمية القهوة المستهلكة يوميًا وتراجع المخاطر، حيث كان التأثير الوقائي الأكبر عند تناول ٣ إلى ٤ أكواب يوميًا. أما من شربوا ٥ أكواب فأكثر فقد استفادوا أيضًا، لكن دون زيادة كبيرة في الحماية، مما يشير إلى أن هناك حدًا معينًا بعدها تتضاءل الفوائد.

فرصة وقائية منخفضة التكلفة

تكتسب نتائج الدراسة أهمية خاصة في ظل الارتفاع العالمي في حالات أمراض الكبد المزمنة، خاصة في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، حيث تكون فرص الوصول للعلاج محدودة.

الدكتور أوليفر كينيدي، الباحث الرئيسي في الدراسة، صرّح:

“القهوة مشروب متوفر وميسور التكلفة، وإذا ما ثبتت فوائدها في دراسات مستقبلية، فقد تصبح وسيلة فعالة للوقاية من أمراض الكبد، خصوصًا في الدول التي تعاني من ضعف في البنية الصحية.”

لماذا القهوة؟

القهوة تحتوي على مئات المركبات النشطة، منها الكافيين، وحمض الكلوروجينيك، والكاويول، والكافستول. هذه المركبات تملك خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للتليف، ويُعتقد أنها تلعب دورًا في تقليل الالتهاب وتحفيز آليات دفاع الكبد.

واللافت أن الحماية لم تكن حكرًا على الكافيين فقط، إذ أن القهوة منزوعة الكافيين أظهرت فوائد مماثلة، ما يشير إلى وجود مركبات أخرى فاعلة.

خلاصة

هذه الدراسة تُعدّ من بين الأكبر من نوعها، وهي تؤكد ما أشارت إليه دراسات سابقة أصغر حجمًا. ومع ذلك، تبقى الحاجة إلى تجارب سريرية عشوائية لتأكيد العلاقة السببية.

لكن حتى ذلك الحين، يبدو أن فنجان القهوة اليومي – سواء كان مطحونًا أو سريع التحضير أو حتى من دون كافيين – لا يمنح فقط جرعة من النشاط، بل قد يكون وسيلة غير متوقعة لحماية الكبد.

Spread the love
نشر في :