هشام الغزالي: من قلب اليمن إلى قمة عالم القهوة
في قلب تراث القهوة اليمنية العريق ومشهد فن الطهو المتطور في دبي، يبرز هشام الغزالي كخبير قهوة من الجيل الثالث، معتمد من جمعية القهوة المختصة (SCA)، ومدون يحمل شغفًا لا يضاهى بالقهوة. رحلة هشام هي قصة ملهمة من التفاني والتقاليد والابتكار، حيث يمزج بين النكهات المعقدة للقهوة وفن التذوق الرفيع. انضموا إلينا لاكتشاف تفاصيل رحلته الشخصية والمهنية، ومعرفة ما يلهمه ويواجهه من تحديات وأحلام تغذي شغفه.
كيف بدأت شغفك بالقهوة وما الذي ألهمك لتصبح خبيرًا في هذا المجال؟
بدأ شغفي بالقهوة في عام 2020 عندما حصلت على آخر محصول من مزرعة جدتي بعد وفاتها في نفس العام. كان هدفي مواصلة تراث العائلة وتسليط الضوء على القهوة اليمنية عالمياً بأفضل صورة ممكنة.
ما هي أهم التحديات التي واجهتك خلال رحلتك لتصبح معتمدًا من جمعية القهوة المختصة (SCA)؟
كانت دورات جمعية القهوة المختصة (SCA) ممتعة ومليئة بالمعلومات القيمة، مما ساعدني على تطوير مهاراتي بشكل كبير. التحدي الأكبر كان في اجتياز الاختبارات عبر الإنترنت، حيث تتطلب إجابات دقيقة حرفياً، وهو ما كان يتطلب الكثير من التحضير والدقة.
باعتبارك من اليمن، ما هي قصتك الشخصية مع القهوة اليمنية؟
تبدأ قصتي مع القهوة اليمنية من طفولتي، حيث كانت تجمعني بأشخاص أعزاء على قلبي مثل أجدادي ووالدي وأقاربي. القهوة كانت دائماً جزءاً من حياتنا اليومية، تحمل ذكريات دافئة وروابط عائلية قوية.
كيف ترى دور اليمن التاريخي في صناعة القهوة وكيف يمكن الحفاظ على هذا التراث في الوقت الحاضر؟
اليمن له دور أساسي وتاريخي في زراعة وانتشار القهوة حول العالم منذ القدم. نحن من أوائل الشعوب التي زرعت وصدرّت القهوة، وتتميز القهوة اليمنية بجودتها العالية. الحفاظ على هذا التراث يتطلب جهودًا مستمرة لتعزيز مكانة القهوة اليمنية عالميًا، وهذا يتحقق من خلال الشباب اليمني المبدع الذي يعمل على تطوير هذه الصناعة في الآونة الأخيرة.
ما هي التغيرات التي لاحظتها في صناعة القهوة اليمنية على مر السنين؟
لاحظت أن صناعة القهوة لم تكن تجذب الشباب اليمني في السابق، لكن مع ظهور الموجة الثالثة للقهوة، بدأت تجذب شريحة كبيرة من الشباب الذين أصبحوا يهتمون بتطويرها وتحسينها بشكل ملحوظ.
كيف ترى مستقبل صناعة القهوة في اليمن والعالم العربي؟
أرى مستقبلًا مشرقًا وواعدًا لصناعة القهوة في اليمن والعالم العربي. نحن الآن في الموجة الثالثة للقهوة، التي تركز على تثقيف المستهلك وتعزيز الوعي بالجودة والابتكار، مما سيسهم بشكل إيجابي في تطوير هذه الصناعة.
ما هي الابتكارات أو التحسينات التي تعتقد أنها ستحدث فرقًا كبيرًا في عالم القهوة؟
هناك العديد من التحسينات في زراعة القهوة ومعالجتها، وخاصة مع الاهتمام المتزايد من قبل إخواننا في السعودية، مما يخلق فرصًا أكبر في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، هناك طرق جديدة ومبتكرة لمعالجة القهوة تضيف نكهات جديدة ومميزة، مما يساعد في جذب شرائح جديدة من المستهلكين. كما أن هناك تطورات ملحوظة في أدوات استخلاص القهوة.
هل لديك أي مشاريع حالية أو خطط مستقبلية تتعلق بالقهوة ترغب في مشاركتها معنا؟
حاليًا، أنا منتج للقهوة وأقوم ببيعها على المستوى العالمي بفضل تواصلي المباشر مع المزارعين في اليمن. أعمل على تعلم طرق جديدة لزراعة ومعالجة القهوة، وأخطط لتعليم هذه الطرق الحديثة للمزارعين اليمنيين مجانًا، سواء عبر الأمم المتحدة أو بطرق شخصية، بهدف تأهيلهم للمنافسة على المستوى الإقليمي والعالمي.
بصفتك متذوقًا للطعام وعاشقًا للقهوة، كيف توازن بين هذين الشغفين؟
كلاهما مرتبط ببعضهما البعض بشكل وثيق. بالنسبة لي، القهوة والطعام مكملان لبعضهما، ويمكن رؤيتهما معًا على نفس الطاولة بشكل متكرر.
ما هي نصائحك للشباب الذين يرغبون في دخول عالم القهوة؟
أود أن يعلموا أن شجرة القهوة كريمة ومعطاءة، وأن وراء كل كوب قهوة جهودًا كبيرة من مجموعة من الناس. يجب التركيز على الجانب الإنساني والتجاري معًا، لأن الكثيرين يركزون على الجانب التجاري فقط وينسون دورهم في مساعدة المزارعين وتوفير حياة كريمة لهم ولعائلاتهم.
كيف تستمتع بالقهوة في حياتك اليومية وما هي طريقتك المفضلة لتحضيرها؟
أستمتع بتحميص القهوة بشكل دوري في المنزل وتحضيرها بالطريقة اليمنية التقليدية (قلاص بن) أو بطريقة الإسبريسو. وفي بعض الأحيان أستخدم طريقة V60.
كيف يمكن تعزيز الثقافة والوعي بأهمية القهوة اليمنية في العالم؟
القهوة منتج وطني وموروث شعبي. يجب على كل يمني الدخول والإبداع في هذا المجال لأن عوائده على الوطن والعائلة اليمنية كبيرة ومهمة. يمكننا أن نأخذ إثيوبيا كمثال، فهي الآن من أقوى خمس دول مصدرة للبن ولها مردود مالي كبير.
ما هو دورك في نشر الوعي حول القهوة اليمنية وثقافتها؟
أمثل اليمن بأفضل صورة أمام العالم بحكم وجودي في الإمارات، التي تعتبر من أكبر الدول المحتضنة لتجارة القهوة. لدي مجتمع واسع من العلاقات على مستوى العالم، وأحرص على نقل تاريخ القهوة اليمنية ومنتجاتها بأفضل شكل ممكن.