
بيتنا كافيه.. نجاح مذهل في قلب الشارقة خلال نصف عام
أن يحقق مشروعٌ في مجال القهوة هذا القدر من النجاح خلال ستة أشهر فقط، فذلك أمر نادر الحدوث. وفي إمارة مثل الشارقة، حيث المنافسة على جذب عشاق القهوة لا تهدأ، استطاع “بيتنا كافيه” أن يفرض نفسه كأحد أبرز المقاهي وأكثرها جذبًا، ليس بفضل موقعه فحسب، بل بتجربة متكاملة تجمع بين الذوق والجمال والدفء.
القصة بدأت عندما قرر رائد الأعمال عبد الجواد القيسي وشريكته حنان الحداد أن يقدّما للمجتمع شيئًا مختلفًا. اختارا موقعًا فريدًا في الطابق الثلاثين من برج تبارك في منطقة الممزر، وسمّياه “بيتنا كافيه”، في دلالة على الانتماء والدفء. ولتحقيق تجربة متكاملة، استعانا بخبير القهوة الشهير سامسون كيابونجا لقيادة فريق العمل وصياغة ملامح هذه الرحلة المتميزة.
كنت من أوائل الزوار خلال الأيام الأولى للافتتاح التجريبي. يومها، رأيت في أعين الفريق طموحًا لا حدود له، يقابله توجّس مشروع من تحديات كبيرة، في مقدمتها تكلفة التشغيل المرتفعة. لكن رغم ذلك، كان الإصرار واضحًا على تقديم تجربة لا تُنسى.
قبل أيام، عدت إلى المقهى برفقة صديقين من أيام الجامعة، وقصدناه لقضاء سهرة هادئة في مكان يليق بذكرياتنا. لكن المفاجأة كانت في الطابور الطويل عند المدخل، حيث الدخول لا يتم إلا بالحجز المسبق. مقهى يشغل واجهة كاملة من الطابق الثلاثين، بصالة داخلية رحبة وصالتين خارجيتين بإطلالة بانورامية على دبي والشارقة، ومع ذلك تمتلئ المقاعد وتُسدّ الأبواب من كثرة الزوار.
كاد القلق يتسلل إليّ من احتمال المغادرة دون أن نجد مقعدًا، لكن في المقابل، شعرت بفخر كبير لهذا الفريق الذي نجح خلال وقت قياسي في تحقيق ما يشبه الإنجاز. لحسن الحظ، خصص لنا سامسون مكانًا بسيطًا في إحدى الزوايا، وكان كافيًا لنتنفس فيه القهوة ونستمتع بالأجواء.
المكان كان يعجّ بالحركة والنشاط، وفريق العمل يعمل بأقصى طاقته، ملتزمًا بمعايير الخدمة العالية وجودة المشروبات. لم أتمكن من لقاء حنان أو عبد الجواد، ولم أستطع التحدث إلى سامسون لانشغاله الواضح، لكن ملامح النجاح كانت حاضرة بوضوح في كل تفصيلة:
-
جودة القهوة: أنواع مختارة بعناية من البن الكولومبي والإثيوبي، ومشروبات مبتكرة.
-
الاحتراف في الخدمة: فريق متمرس يحافظ على الابتسامة رغم الضغط.
-
سحر المكان: إطلالة لا مثيل لها، وجلسات تنطق بالجمال.
-
قيادة ملهمة: روح الفريق تحت إشراف ثلاثي يجمع بين الحماسة والخبرة.
“بيتنا كافيه” ليس مجرد مقهى في برج مرتفع، بل تجربة متكاملة تبدأ من الاستقبال ولا تنتهي عند آخر رشفة. إنه مكان يربط القهوة بالهدوء، والذوق بالمنظر، واللقاء بالتأمل. وهو، دون مبالغة، نافذة مختلفة في عالم المقاهي، تجذب الذوّاقة وتأسرك بالتفاصيل.
لا عجب إذًا أن يُصبح هذا المقهى عنوانًا للتميّز في الشارقة، وواحدًا من الأماكن التي يصعب حجز مقعد فيها من دون موعد مسبق.
في زمن المشاريع المتكررة والأفكار المستهلكة، يأتي “بيتنا كافيه” ليقدّم درسًا مهمًا: حين يجتمع الشغف الصادق، والفكرة الواضحة، والتنفيذ المحترف، فالنجاح يصبح مسألة وقت فقط.
كل التمنيات لهذا الفريق الرائع بمزيد من التألق، فقد صنعوا أكثر من مقهى.. صنعوا بيتًا حقيقيًا لكل من يبحث عن القهوة بمعناها الكامل.