استثمارات في برامج تربية بذور القهوة لتعزيز التنوع والنمو في القطاع ومواجهة تغير المناخ
أعلنت منظمة أبحاث القهوة العالمية (WCR) اليوم عن تجديد التزام صناعة القهوة العالمية بتقديم 10 ملايين دولار لدعم برامج تربية بذور القهوة وتعزيز قطاع البذور على مستوى العالم. تدعو المنظمة، التي تضم أكثر من 190 شركة عضوًا في 29 دولة، الحكومات إلى الشراكة مع القطاع الخاص للاستثمار في البحث والتطوير الزراعي. وتهدف هذه الجهود إلى زيادة إنتاجية المزارعين، وتقليل الأثر البيئي للزراعة، والحفاظ على تنوع الخيارات المتاحة للمستهلكين.
الحاجة الملحة إلى الابتكار في ظل التحديات
وصلت أسعار القهوة عالميًا إلى أعلى مستوياتها منذ 50 عامًا نتيجة لتحديات الإنتاج مثل الظروف المناخية القاسية والآفات والأمراض. هذه الضغوط تؤكد الحاجة الملحة إلى تقنيات مبتكرة تساعد المزارعين على التكيف. ومع ذلك، يفتقر العديد من المزارعين إلى الوصول إلى أصناف نباتية محسنة، مما يجعلهم أكثر عرضة للتحديات. وقدّرت منظمة أبحاث القهوة العالمية أن هناك فجوة تمويلية سنوية تبلغ 452 مليون دولار في البحث والتطوير الزراعي لقطاع القهوة.
في هذا السياق، أدت التزامات الشركات الأعضاء في المنظمة إلى إطلاق شبكتين عالميتين لتربية القهوة، إحداهما مخصصة لأصناف أرابيكا والأخرى لـروبوستا. تشارك في هذه الشبكات 11 دولة منتجة، تمثل مجتمعة 43% من صادرات القهوة العالمية. ومن المتوقع أن تسفر هذه المبادرات عن تطوير 100 صنف محسّن من أرابيكا بحلول عام 2030، تليها أصناف روبوستا.
دعوة للتعاون بين القطاعين العام والخاص
وقال مات سوراج، رئيس شركة Community Coffee: “بصفتنا شركة عائلية أمريكية تعمل منذ أكثر من 105 سنوات، ندرك الأهمية الحيوية للاستثمار في الابتكار الزراعي لحماية مستقبل أعمالنا، وتحقيق الازدهار للمزارعين، وضمان الاستدامة والجودة لعملائنا”. وأضاف: “نفخر بالشراكة مع أكثر من 200 شركة عضو في WCR للاستثمار في مستقبل القهوة، ونتطلع إلى التعاون مع الحكومات حول العالم لتحقيق هذا الهدف”.
وأكدت شركات القهوة أن الشراكة مع الحكومات والاستثمار المشترك في البحث والتطوير الزراعي وأنظمة البذور تعد أمرًا أساسيًا لتوسيع نطاق الابتكار. ويمكن للشراكات بين القطاعين العام والخاص أن تسد الفجوات التمويلية طويلة الأمد وتحقق فوائد تحولية للمزارعين والصناعة والاقتصادات.
وقالت مونيك أوكسندر، كبيرة مسؤولي الشؤون المؤسسية في شركة Keurig Dr Pepper وعضو مجلس إدارة WCR: “لقد استثمرنا لعقود في أبحاث وتطوير تنافسية مسبقة لمساعدة مزارعي القهوة على بناء القدرة على التكيف مع تحديات تغير المناخ. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير لتحقيقه. يمكن للشراكة بين القطاعين العام والخاص سد فجوات الابتكار وتوسيع نطاق الحلول وحماية ملايين مصادر الدخل”.
دعم متزايد على المستوى العالمي
تأتي هذه الدعوة للعمل وسط موجة متزايدة من الالتزامات الدولية لدعم البحث والتطوير في مجال القهوة. ففي عام 2024، شددت دول مجموعة السبع (G7) على أهمية دور القطاع العام في تفعيل الاستثمارات في السلع العامة مثل البحث والتطوير والإصلاحات السياسية ودعم صغار المزارعين. وفي العام نفسه، خصصت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) مبلغ 5.4 مليون دولار لشراكة استراتيجية بين جامعة كورنيل ومنظمة WCR لتعزيز فعالية برامج تربية القهوة. كما خصصت الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) مبلغ 1.2 مليون يورو لدعم برنامج تربية القهوة في إثيوبيا.
وقال ويليام “بيل” موراي، رئيس الرابطة الوطنية للقهوة (NCA): “لا يمكن أن يكون هناك قهوة بدون مزارعين مزدهرين ونباتات قهوة صحية. تُعد هذه الاستثمارات أساسية لـ63% من البالغين الأمريكيين الذين يستمتعون بالقهوة يوميًا ولـ2.2 مليون وظيفة في الولايات المتحدة التي أوجدها قطاع القهوة”.
رسم مستقبل الابتكار في صناعة القهوة
في عام 2025، أكدت أكثر من 190 شركة عضو في WCR التزامها بمستقبل مستدام لصناعة القهوة، حيث خصصت أكثر من 10 ملايين دولار للمنظمة حتى عام 2027. ومن بين هذه الشركات: Coffein Compagnie، Counter Culture Coffee، Intelligentsia Coffee، JDE Peet’s، Keurig Dr Pepper، Starbucks Coffee، وTchibo.
تسهم هذه الاستثمارات في دعم برنامج البحث والتطوير التعاوني لمنظمة WCR، الذي يشكل مستقبل صناعة القهوة العالمية. حيث تعد الأجيال الجديدة من أصناف القهوة بتحقيق أنظمة زراعية مستدامة، وزيادة الإنتاجية، وتعزيز التنوع في الدول المنتجة.
واختتمت أوكسندر بقولها: “من خلال الجهود المشتركة بين صناعة القهوة والحكومات، يمكننا تقديم الحلول اللازمة لضمان مستقبل مستدام للقهوة للمزارعين والشركات والمستهلكين على حد سواء”.