جذور القهوة: تاريخها وتأثيرها الصحي

من شوارع نيويورك الصاخبة إلى منحدرات تلال إثيوبيا الهادئة، تمثل القهوة جزءًا لا يتجزأ من حياة ملايين البشر في العالم.

تحتل القهوة مكانة بارزة في ثقافة البشر لأكثر من 15 قرنًا، حيث يُنسب إليها الفضل في تعزيز الحركة التنويرية في القرنين السابع عشر والثامن عشر، مسهمة في بناء أسس العالم الحديث.

يعتبر الكافيين المكون الرئيسي في القهوة، وهو اليوم واحدًا من أكثر المنشطات استهلاكًا في العالم، مما يعكس تأثيرها على عمليات التفكير والإحساس.

مصدر القهوة وتاريخها:

تأتي القهوة من ثمار نبات البُن العربي، والتي يعود أصلها الأساسي إلى إثيوبيا. يتم إنتاج أكثر من 90% من القهوة في بلدان نامية، بينما يتم استهلاك معظم هذا الإنتاج في الدول الصناعية.

تعود أقدم الروايات عن تاريخ القهوة إلى القرن التاسع الميلادي، حيث كان راعي أغنام يُدعى خالدي أول من اكتشف فوائدها عندما لاحظ نشاط الأغنام بعد تناولها.

في القرن الرابع عشر، قام المتصوفة في اليمن بتحميص حبوب البُن، ومن هنا انتشر استخدامها كمشروب شائع في العالم.

في القرن الخامس عشر، ظهرت المقاهي في الإمبراطورية العثمانية، وانتشرت في أوروبا كمراكز للحوار الثقافي والفكري، مسهمة في تعزيز التنوير وانتشار الأفكار الجديدة.

تأثير القهوة على الجسم:

بمجرد تناول الكافيين، يتم امتصاصه وتوجيهه إلى الجهاز العصبي، حيث يعمل على تحفيز المخ وتقليل الشعور بالنعاس.

يتفاعل الكافيين مع مستقبلات الأدينوزين في الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب وزيادة اليقظة والتركيز.

تستمر فوائد الكافيين لمدة تتراوح بين 15 دقيقة وساعتين، مع تأثيرات جانبية إذا تم تناوله بشكل مفرط، مثل القلق والأرق.

للحصول على فوائد صحية، يُنصح بتناول كميات معتدلة من القهوة يوميًا، وتجنب الإفراط في استهلاكها.

بعد مرور حوالي 600 عام، لا تزال القهوة تحتل مكانة هامة في الثقافة العالمية، وتبقى محورًا للحياة اليومية للكثيرين، بفضل تأثيرها الحيوي على الجسم والعقل.

نشر في :