أسبوع القهوة في كوت ديفوار يسلّط الضوء على تحوّل إفريقيا نحو قهوة مستدامة عالية القيمة
أكد المركز الدولي للتجارة (ITC) والمنظمة الدولية للقهوة (ICO) التزامهما بالشمولة والاستدامة خلال فعاليات “أسبوع القهوة” الذي استضافته مدينة أبيدجان في كوت ديفوار.
باستثناء إثيوبيا، اعتادت معظم الدول الإفريقية على النظر إلى القهوة باعتبارها سلعة للتصدير، أكثر من كونها مشروبًا للاستهلاك المحلي. وظلت ثقافة القهوة محدودة في العديد من الدول، مع ضعف القيمة المضافة وقلة التداول الداخلي. إلا أن هذا الواقع بدأ يتغير، حيث تشهد القارة حاليًا حركة جديدة تهدف إلى استعادة ملكية القهوة، وإضافة القيمة في بلد المنشأ، وتنشيط التجارة الإقليمية، وتعزيز التقدير والاستهلاك المحلي للمشروب.
يمثل “أسبوع القهوة” في كوت ديفوار محطة مهمة في هذا التحول، ويعكس صعود إفريقيا ليس فقط كمنتج للقهوة، بل كسوق ديناميكي له مكانته.
وفي إطار التعاون المستمر ضمن مبادرة التحالفات من أجل العمل (Alliances for Action)، نظم المركز الدولي للتجارة والمنظمة الدولية للقهوة مجموعة من الأنشطة لدعم سلاسل القيمة، وتشجيع الاستثمار، وبناء القدرات الفنية محليًا، خاصة في المناطق المنتجة للروبستا. وقد جرى تنظيم الفعاليات بالشراكة مع مجلس القهوة والكاكاو في كوت ديفوار، ووكالة الروبستا في إفريقيا ومدغشقر (ACRAM)، والجمعية العالمية للقهوة المختصة (SCA)، وجهات أخرى.
أبرز الأنشطة خلال الأسبوع:
-
تدريب الباريستا ومقيّمي القهوة (Cuppers) وفق معايير الجمعية العالمية للقهوة المختصة، حيث تلقى 25 رائد أعمال في أبيدجان تدريبًا على أساليب التذوق الاحترافي وتقنيات إعداد القهوة.
-
ندوة دولية حول حفظ واستخدام الموارد الجينية للقهوة بالتعاون مع مؤسسة “كروب ترست” والمركز الوطني للبحوث الزراعية (CNRA) في كوت ديفوار، بمشاركة 29 ممثلًا من 16 دولة، لمناقشة التحديات والفرص في تبادل واستخدام الموارد الجينية لدعم البحث والتطوير.
-
مؤتمر صحفي بمشاركة قيادات من المركز الدولي للتجارة، والمنظمة الدولية للقهوة، ومؤسسة “كروب ترست”، وسفير كوت ديفوار الدائم للسلع الأساسية، السفير ألي توري.
-
إطلاق منهجية المركز الدولي للتجارة للترويج للاستثمار الزراعي في قطاع القهوة، مع ورشة عمل حضرها 40 مشاركًا للتعرف على منهجية الاستثمار الزراعي للمركز، وتلقى 15 منهم تدريبًا متخصصًا حول الجاهزية للاستثمار.
وقالت فانوسيا نوغييرا، المديرة التنفيذية للمنظمة الدولية للقهوة:
“الأمر يتعلق بتمكين الدول المنتجة من الأدوات والمعرفة والمنصات لقيادة تحول قطاع القهوة بشروطها الخاصة. نحن هنا لجعل التعليم المتخصص في القهوة أكثر إتاحة، خصوصًا في دول إنتاج الروبستا”.
أما سهاندي مامادو، مدير “إليما توريفاكسيون”، فأوضح:
“هذا التدريب عمّق فهمي للتحليل الحسي وتقييم القهوة المختصة. وأدركنا كخبراء تحميص أهمية تحسين تقنيات التحميص وأخذ العينات لخدمة عملائنا”.
من جانبه، أكد موري دياوارا، منسق قطاع القهوة في كوت ديفوار بالمركز الدولي للتجارة، أن التركيز على القيمة المضافة والأسواق الإقليمية من خلال أنظمة جودة محلية سيسهم في تحقيق عوائد أكبر للمنتجين والمصنّعين المحليين.
كما شكّل الأسبوع خطوة إضافية في تعزيز الشراكة بين المنظمة الدولية للقهوة، والمركز الدولي للتجارة، والجمعية العالمية للقهوة المختصة، لتأهيل الشباب الإفريقي في قطاع القهوة، بما يتماشى مع مبادرة “اشرب القهوة الإفريقية، وابنِ إفريقيا” (DACBA) التي يقودها الاتحاد الإفريقي للقهوة.
وشهدت الفعاليات مشاركة وزير الزراعة في كوت ديفوار، والمديرة التنفيذية للمنظمة الدولية للقهوة، والسفير ألي توري، في اجتماعات رفيعة المستوى، سلطت الضوء على الأهمية الاستراتيجية للقطاع. واختتمت الفعاليات بكلمة نائب مدير مجلس القهوة والكاكاو، الذي دعا إلى زيادة برامج بناء القدرات ودعم المعدات لتعزيز القطاع.
وقد وفر برنامج الجاهزية للاستثمار، المدعوم من مبادرة التحالفات من أجل العمل، منصة تفاعلية للشركات الصغيرة للتواصل مع مزودي الخدمات المالية، وفهم متطلبات المستثمرين، واستكشاف الفرص المتاحة، مع التركيز على زيادة القيمة المضافة محليًا لتعزيز مرونة القطاع على المدى الطويل.
من خلال الشراكات الشاملة، والتدريب العملي، وتسهيل الاستثمارات، يواصل المركز الدولي للتجارة والمنظمة الدولية للقهوة العمل على تمكين الدول المنتجة من لعب دور قيادي عالمي في رسم مستقبل القهوة المستدامة.
حول البرنامج:
يُموَّل برنامج بيئة أعمال ملائمة في دول إفريقيا والكاريبي والمحيط الهادئ من الاتحاد الأوروبي ومنظمة دول إفريقيا والكاريبي والمحيط الهادئ (OACPS)، وينفَّذ بالشراكة بين مبادرة التحالفات من أجل العمل التابعة للمركز الدولي للتجارة، والبنك الدولي، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو). ويهدف البرنامج إلى تعزيز قدرة الشركات الزراعية في هذه الدول على المنافسة والنمو والازدهار في الأسواق المحلية والإقليمية والدولية، مع الترويج لسلاسل قيمة زراعية شاملة ومستدامة تعود بالنفع على جميع الأطراف.
