
ديفيد وويرو من كينيا يروي تجربته في الزراعة المتجددة خلال اجتماع مركز الاقتصاد الدائري للقهوة
دبي – 2 أغسطس 2025 (قهوة ورلد) – قدَّم المزارع الكيني ديفيد ليني وويرو، مالك مزرعة روواوا، عرضًا ميدانيًا لتجربته في الزراعة المتجددة، وذلك خلال مشاركته في الجلسة الحادية والعشرين لمجموعة العمل المعنية بالاقتصاد الدائري، التابعة لـمركز الاقتصاد الدائري للقهوة (C4CEC)، والذي يعمل بالتنسيق مع شبكة دليل القهوة والمركز الدولي للتجارة (ITC).
جاءت مشاركة وويرو ضمن نقاش موسّع خُصص بالكامل لموضوع الزراعة المتجددة، حيث قدّم مداخلته بصفته أحد المشاركين في المشروع التجريبي للاقتصاد الدائري في كينيا، الذي يهدف إلى استعادة خصوبة الأراضي الزراعية من خلال ممارسات بسيطة وفعالة منخفضة التكلفة.
في عرضه، أوضح ديفيد وويرو كيف بدأ رحلته نحو التحول الزراعي بعد سنوات من معاناة التربة من التدهور، وتراجع الإنتاجية، وعدم انتظام الأمطار. ومن خلال المشروع التجريبي، بدأ بتطبيق عدد من الممارسات، من أبرزها:
-
استخدام قشور القهوة كمادة تغطية عضوية (Mulch) للحفاظ على رطوبة التربة والحد من نمو الأعشاب الضارة.
-
تسميد التربة بمخلفات القهوة والمزرعة لتحسين المحتوى العضوي وتعزيز النشاط البيولوجي.
-
زراعة محاصيل التغطية لتثبيت النيتروجين والحد من التآكل.
-
إنشاء أحواض صغيرة لحصاد مياه الأمطار، إلى جانب بناء مدرجات بسيطة تسمح بتسرب المياه إلى التربة بدلًا من جريانها السطحي.
-
دمج الأشجار داخل الحقول لتوفير الظل وتعزيز التنوع البيولوجي.
وأشار وويرو إلى أن هذه الخطوات بدأت تُظهر نتائج ملموسة خلال موسم زراعي واحد، قائلاً:
“رائحة التربة تغيّرت، وعادت الحياة إليها، من ديدان الأرض إلى ارتفاع الخصوبة.”
وإلى جانب الأثر المباشر على أرضه، تحدّث وويرو عن التغيير الذي لاحظه في مجتمع المزارعين المحيطين به، موضحًا أن العديد منهم بدأوا بزيارة مزرعته للاستفسار عن الممارسات التي يتّبعها، وشرعوا في اعتماد بعضها بأنفسهم.
وقال: “حين رأى المزارعون أنني لا أستخدم الأسمدة الكيماوية ومع ذلك أحصل على أشجار قوية وصحية، بدأوا يتساءلون ويجربون. واليوم، نتبادل وصفات الكومبوست فيما بيننا.”
وشدد على أهمية التعلم التعاوني بين المزارعين، معتبرًا أن تبادل المعرفة والخبرة يمثل مفتاحًا أساسيًا لنشر الزراعة المتجددة دون الحاجة إلى تدخلات خارجية مكلفة.
ورغم ما تحقّق من نتائج إيجابية، أشار وويرو إلى وجود تحديات مستمرة، أبرزها الحاجة إلى أيدٍ عاملة إضافية لتنفيذ هذه الممارسات، بالإضافة إلى غياب الحوافز السوقية التي تُشجّع المزارعين على تبني هذا النهج المستدام.
لكنه أكد أن رؤيته قائمة على التفكير بعيد المدى، قائلاً: “إذا اعتنينا بالأرض اليوم، فسوف تُطعمنا نحن وأطفالنا لعقود. أما إذا استنزفناها، فلن نحصل إلا على ما نأخذه الآن — وسنخسر كل ما هو قادم.”
وفي ختام مداخلته، أعرب وويرو عن تطلعه إلى توسيع نطاق التجربة، من خلال إشراك الشباب المحلي، وتوثيق الممارسات بشكل رقمي، والعمل مع شبكات زراعية أوسع لنقل المعرفة ومشاركة النتائج.