
إندونيسيا تتوقع نموًا معتدلًا في إنتاج القهوة خلال 2025/2026 مع تحسّن الطقس وزيادة المدخلات الزراعية
تتوقع إندونيسيا نموًا بنسبة 5% في إنتاج القهوة ليصل إلى 11.3 مليون كيس خلال 2025/2026، مدفوعًا بظروف مناخية جيدة وزيادة في التسميد، بينما تظل الاستهلاك المحلي ضعيفًا.
أظهر تقرير «التقرير السنوي للقهوة – إندونيسيا 2025/2026» الصادر عن وزارة الزراعة الأمريكية بتاريخ 19 مايو 2025، أن إنتاج القهوة في إندونيسيا يُتوقع أن يبلغ 11.3 مليون كيس بوزن 60 كيلوغرامًا، بزيادة قدرها 5% مقارنة بالموسم السابق. ويُعزى هذا النمو إلى تحسن الظروف المناخية خلال فترة التزهير، وزيادة استخدام الأسمدة والمبيدات، رغم استمرار التباطؤ في الاستهلاك المحلي نتيجة ضعف القوة الشرائية للطبقة المتوسطة.
وتبقى المساحة المزروعة في البلاد مستقرة عند 1.2 مليون هكتار، حيث لم تشهد السنوات الأخيرة أي توسع كبير أو حملات تجديد واسعة النطاق. ولا تزال الحيازات الصغيرة التي تتراوح بين هكتار وهكتارين تهيمن على القطاع، وتمثل 98% من إجمالي المساحة المزروعة، في حين تتركز مزارع الشركات الخاصة والمملوكة للدولة في مناطق مثل سومطرة وسولاويزي وشرق جاوة.
وتُعد جزيرة سومطرة القلب النابض لإنتاج القهوة في البلاد، حيث تسهم بما بين 70 و75% من الإنتاج الوطني، مع هيمنة واضحة لنوع الروبوستا في محافظات مثل لامبونغ وساوث سومطرة وبنغكولو. أما إنتاج الأرابيكا فيتركز في شمال سومطرة وبعض المناطق المرتفعة من جاوة وسولاويزي وبابوا.
في موسم 2025/2026، يُتوقع أن يرتفع إنتاج الروبوستا بنحو 500 ألف كيس ليصل إلى 9.8 مليون كيس، مدفوعًا بأمطار جيدة وزيادة استخدام المدخلات الزراعية. وقد بدأ الحصاد في مناطق جامبي وجنوب سومطرة في أواخر أبريل، على أن يبلغ ذروته في شهري يونيو ويوليو. أما إنتاج الأرابيكا، فيُتوقع أن يصل إلى 1.45 مليون كيس، مع حصادين سنويين في أبريل/مايو وسبتمبر/أكتوبر.
وشجعت الهوامش الجيدة الناتجة عن ارتفاع الأسعار خلال العامين الماضيين العديد من المزارعين على تحسين مزارعهم وإعادة إحياء الحقول المهملة. وفي مناطق مثل لامبونغ، يعتمد كثير من المزارعين على الائتمان لشراء الأسمدة والمبيدات من خلال موزعين محليين. وتُعد العمالة العائلية هي السائدة في هذه المزارع، مع استخدام محدود للعمالة الموسمية بالتناوب أثناء الحصاد.
ورغم هذه التحسينات، لا تزال الغلة، وخاصة في مزارع الروبوستا، أقل من طن واحد للهكتار، وذلك بسبب نقص البذور المحسّنة وقلة إتاحة مواد الزراعة عالية الجودة. كما أن برامج الدعم الحكومي تظل محدودة النطاق جغرافيًا، ولا تصل إلى جميع المناطق المنتجة.
أما الاستهلاك المحلي، فيُتوقع أن يصل إلى 4.81 مليون كيس خلال 2025/2026، بزيادة طفيفة قدرها 10 آلاف كيس فقط. ورغم استمرار الطلب من قبل المحامص والمصانع، إلا أن هذه الجهات واجهت ضغوطًا بسبب ارتفاع التكاليف وتراجع القدرة الشرائية للمستهلكين. ويُتوقع أن تحافظ منتجات القهوة منخفضة ومتوسطة الجودة على أدائها الجيد، لا سيما بين الشباب والطبقات العاملة في المدن، بينما تظل المقاهي الراقية وجهة مفضلة للطبقة الوسطى العليا.
ويستمر قطاع القهوة الجاهزة للشرب في النمو، وإن بوتيرة أبطأ. ويُتوقع أن يرتفع حجم مبيعات هذه المنتجات بنسبة 3% فقط في 2025، وهي أبطأ وتيرة منذ جائحة كورونا، وذلك رغم تزايد شعبيتها في المتاجر الصغيرة وآلات البيع الذاتي، بسبب أسعارها المعقولة مقارنة بالمقاهي العالمية.
على صعيد التجارة، يُتوقع أن ترتفع صادرات البن الأخضر إلى 6.5 مليون كيس، مقارنة بـ 6.1 مليون في الموسم السابق، وذلك بفضل تحسّن الإمدادات. إلا أن حالة من عدم اليقين تخيّم على الصادرات إلى الولايات المتحدة، التي كانت قد انتعشت خلال فترة تعليق مؤقت للرسوم الجمركية، إذ يُتوقع انتهاء فترة الإعفاء في يوليو 2025، ما قد يعيد فرض رسوم بنسبة 32%. وتعمل الشركات الإندونيسية على تحويل شحناتها نحو دول أخرى مثل رابطة آسيان والاتحاد الأوروبي واليابان والشرق الأوسط.
في موسم 2024/2025، بلغت صادرات إندونيسيا إلى الولايات المتحدة 726 ألف كيس، بزيادة 23% عن العام السابق. بينما ظل الاتحاد الأوروبي أكبر مشترٍ، خاصة بلجيكا وألمانيا، حيث تجاوزت الواردات من مارس 2024 إلى فبراير 2025 ما يزيد عن 1.4 مليون كيس، أي ضعف الكمية في العام السابق. ومع ذلك، تُشكّل لائحة الاتحاد الأوروبي الجديدة بشأن إزالة الغابات تحديًا جديدًا أمام المصدرين، الذين بدأوا التحضير لتلبية متطلبات التتبع البيئي وتقديم إثباتات تُؤكد خلو القهوة من أي ارتباط بإزالة الغابات.
أما واردات البن الأخضر، ومعظمها من الروبوستا الفيتنامي والأرابيكا البرازيلي، فيُتوقع أن تنخفض إلى 400 ألف كيس في 2025/2026 مع تحسّن الإمدادات المحلية. وخلال العام الماضي، انخفضت واردات فيتنام إلى 490 ألف كيس، بينما بلغت واردات البرازيل 180 ألف كيس.
من حيث الأسعار، شهد السوق المحلي قفزات ملحوظة. ففي لامبونغ، تجاوزت أسعار الروبوستا الفورية 222 ألف روبية للكيلوغرام مطلع 2025، مقارنة بـ 55–70 ألف روبية في العام السابق. أما أسعار الأرابيكا في مدينة ميدان، فقد تجاوزت 213 ألف روبية في أبريل ومايو. ويُعزى هذا الارتفاع إلى انخفاض المخزون وتأخر طرح المحاصيل، حيث فضّل كثير من المزارعين الاحتفاظ بالإنتاج ترقبًا لارتفاعات إضافية.
ورغم الأسعار المرتفعة، لا يزال استخدام الشتلات عالية الغلة والمقاومة للأمراض محدودًا، مما يترك فجوات كبيرة في الإنتاج بين منطقة وأخرى. وتستمر الأمطار الغزيرة والرياح العاتية خلال فترة تكوين الثمار في تهديد إنتاج الأرابيكا في المناطق الجبلية، رغم أن الطقس خلال مرحلة التزهير بين أكتوبر ونوفمبر 2024 كان جيدًا، ما يعزز التوقعات الإيجابية لهذا الموسم.
بينما تمضي إندونيسيا في موسم 2025/2026، فإن التحسّن المتواضع في الإنتاج، إلى جانب استقرار إنتاج الروبوستا وتحسّن المدخلات، يوفّر قاعدة متينة نسبيًا. لكن تبقى التحديات قائمة على صعيد السياسة التجارية، وتقلّب الأسعار، ومتطلبات الامتثال الأوروبي. ولضمان استدامة هذا الزخم، يحتاج القطاع إلى دعم مباشر للمزارعين، وتوسيع أنظمة التتبع، وتحسين سلاسل الإمداد.