بيرو تتوقع نموًا بنسبة 8% في إنتاج القهوة خلال 2025/2026

بيرو تتوقع نموًا بنسبة 8% في إنتاج القهوة خلال 2025/2026

تتجه بيرو لإنتاج 4.2 ملايين كيس من القهوة في 2025/2026، بزيادة 8% مدفوعة بارتفاع الأسعار وزيادة استخدام الأسمدة، مع استمرارها كأكبر مصدر عالمي للقهوة العضوية رغم التحديات الزراعية والقيود التنظيمية الأوروبية.

توقّع تقرير «التقرير السنوي للقهوة – بيرو 2025/2026» الصادر عن وزارة الزراعة الأمريكية في 21 مايو 2025، أن يرتفع إنتاج القهوة في بيرو إلى 4.2 ملايين كيس بوزن 60 كيلوغرامًا خلال الموسم الجديد، مسجّلًا نموًا بنسبة 8% مقارنة بالعام الماضي، وذلك نتيجة لتحسّن الأسعار الدولية وتزايد استخدام الأسمدة، رغم استمرار التحديات المتعلقة بالآفات، والبنية التحتية، وصعوبات التمويل.

تُزرع القهوة في بيرو على المنحدرات الشرقية لجبال الأنديز، وتُعد مناطق كاخاماركا (22%)، سان مارتين (20%)، خونين (19%)، وأمازوناس (15%) من أبرز المناطق المنتجة. ويتركز الإنتاج بالكامل تقريبًا على قهوة الأرابيكا، حيث تمثل أصناف تيبيكا (70%) وكاتورا (20%) الحصة الأكبر. وتُزرع القهوة غالبًا على ارتفاعات تتراوح بين 1,000 و1,800 متر، وتُنتج بأساليب تقليدية تشمل الزراعة تحت الظل، والقطف اليدوي، والتجفيف الشمسي. وتختلف الغلة من مزرعة إلى أخرى، وبلغ المتوسط الوطني في 2024/2025 حوالي 721 كيلوغرامًا للهكتار.

ورغم التحسّن الطفيف في الظروف المناخية، لا يزال المزارعون يعانون من صعوبات اقتصادية. فتكاليف العمالة تمثل 58% من كلفة الإنتاج، تليها الأسمدة بنسبة 24%، والمبيدات بنسبة 12%. وتعتمد الغالبية العظمى من المزارع على زراعة تقليدية في مساحات صغيرة لا تتجاوز 5 هكتارات، مع وصول محدود إلى التمويل الرسمي، بسبب مشاكل في توثيق ملكية الأراضي. ويضطر العديد من المزارعين إلى اللجوء إلى التعاونيات أو المقرضين غير الرسميين لتغطية نفقات الموسم.

تبلغ المساحة المزروعة بالقهوة حوالي 335,000 هكتار، وهي مستقرة منذ سنوات، بينما يمتد موسم الحصاد من أبريل حتى سبتمبر، ويبلغ ذروته بين يونيو ويوليو. إلا أن أمراض مثل صدأ أوراق القهوة (Hemileia vastatrix) وحفار حبوب القهوة (Hypothenemus hampei) تؤثر على ما يصل إلى 40% من الإنتاج، خاصة في المناطق ذات الارتفاع المنخفض، ما دفع إلى تكثيف استخدام المعالجات الزراعية وإعادة زراعة الأشجار.

أما على صعيد السوق المحلي، فيُتوقع أن يرتفع الاستهلاك الداخلي إلى 300 ألف كيس، لكنه لا يزال يُشكّل فقط 6% من إجمالي الإنتاج. ويبلغ متوسط استهلاك الفرد سنويًا 950 غرامًا فقط، مقارنة بـ 2.5 كيلوغرام في كولومبيا و6 كيلوغرامات في البرازيل. وتُهيمن القهوة سريعة التحضير على السوق المحلية بنسبة 75%، رغم تزايد اهتمام المستهلكين الشباب في المدن بالقهوة المحمصة والمطحونة.

تُشير التقديرات إلى أن صادرات القهوة البيروفية ستنتعش في 2025/2026 لتبلغ 4.2 ملايين كيس. وفي الموسم الماضي، كانت الولايات المتحدة الوجهة الأولى للصادرات (27%)، تليها ألمانيا (19%) وبلجيكا (11%). وقد ارتفع متوسط أسعار التصدير بنسبة 28% ليبلغ 229 دولارًا للكيس الواحد، بينما بلغ متوسط السعر للكيس المُصدّر إلى الولايات المتحدة 236 دولارًا. وتبقى بيرو من أبرز اللاعبين عالميًا في تصدير القهوة العضوية، حيث تمتلك أكثر من 90,000 هكتار معتمد زراعيًا، مع مزارع كثيرة أخرى تُمارس الزراعة العضوية فعليًا بسبب انخفاض استخدام المدخلات الصناعية.

ويحرص المزارعون البيروفيون على الحصول على شهادات جودة واستدامة مثل Fair Trade، وUSDA Organic، وJAS، وOCIA، وRainforest Alliance، وCafé Practices، ما يعزز موقع القهوة البيروفية في منافسات الجودة العالمية. لكن مشكلات البنية التحتية، خصوصًا رداءة الطرق وقلة مرافق التخزين، تُقيّد قدرة المنتجين على الوصول للأسواق الدولية.

وعلى صعيد السياسات، نفذت بيرو عدة مبادرات لدعم القطاع، منها مبادرة MOCCA المدعومة من وزارة الزراعة الأمريكية، التي درّبت أكثر من 27,000 مزارع، وأنشأت 515 مشتلًا زراعيًا، وساعدت في تقديم ما يقارب 17 مليون دولار من التمويل الائتماني. كما أطلقت الحكومة خطة وطنية ترويجية للقهوة من خلال المجلس التنفيذي الوطني للقهوة، وتمتد حتى عام 2030، وتهدف إلى زيادة الإنتاج، وتنمية الاستهلاك المحلي، وتعزيز صورة القهوة البيروفية عالميًا.

لكن هناك تحديات تلوح في الأفق، أبرزها لائحة الاتحاد الأوروبي بشأن إزالة الغابات (EUDR)، والتي تشترط تتبع سلسلة الإمداد لكل حبة قهوة. وقد حذر المجلس الوطني للقهوة في بيرو من أن أغلب صغار المزارعين لا يملكون وثائق رسمية تثبت استخدامهم القانوني للأراضي، مما قد يحرمهم من دخول الأسواق الأوروبية. ورغم أن البرلمان البيروفي عدّل قوانين الغابات في يناير 2024 لتبسيط الإجراءات، إلا أن المنتجين يطالبون بمزيد من الدعم لتلبية هذه المتطلبات.

تُعد القهوة ركيزة أساسية في الاقتصاد الريفي البيروفي، وتوفر أكثر من 855,000 وظيفة، خاصة في المناطق النائية. ومن خلال برامج تنموية تديرها جهات مثل DEVIDA، يتم دعم زراعة القهوة كبديل مشروع وفعال عن زراعة الكوكا، ما يضفي على القطاع أهمية اقتصادية واجتماعية في آنٍ واحد.

Spread the love
نشر في :