كيف دمجت سلسلة المقاهي الماليزية التحول السحابي والذكاء الاصطناعي في عملياتها
دبي – قهوة ورلد
في الوقت الذي تزدهر فيه ثقافة المقاهي في ماليزيا، أصبحت التكنولوجيا عنصرًا أساسيًا في تطوير هذا القطاع. وتُعد سلسلة المقاهي الشهيرة «سيكرت ريسبي» من أبرز العلامات التي تبنّت التحول الرقمي لتعيد تشكيل أسلوب إدارتها وفهمها لأعمالها في السوق الماليزية.
من التقارير الورقية إلى الرؤى الفورية
كانت عملية جمع تقارير الأداء من أكثر من 360 فرعًا عملية معقدة وبطيئة تستغرق أسابيع عديدة. وغالبًا ما كانت البيانات تصل متأخرة إلى متخذي القرار، مما يؤدي إلى ضياع فرص مهمة في السوق.
اعتمدت الفرق سابقًا على الخبرة الشخصية والانطباعات العامة، مما جعل القرارات تفتقر إلى الدقة والسرعة. هذا الواقع تغيّر عندما دخلت مجموعة «إس آر كيه كيه» بالتعاون مع شركة «مايكروسوفت» لتقود رحلة التحول الرقمي للسلسلة من خلال اعتماد الحلول السحابية والتحليلات الذكية.
من البيانات إلى القرارات الذكية
بفضل أدوات التحليل الحديثة، أصبحت «سيكرت ريسبي» قادرة على جمع بيانات الأداء في ثوانٍ بدلاً من أسابيع. يمكن للمديرين الآن معرفة الفروع الأعلى مبيعًا، وتحليل سلوك المستهلكين، والتعرّف على أنماط الطلب، مثل تفضيل الزبائن لمزيج الدجاج بالفلفل الأسود مع نوع محدد من المشروبات، مما يسهّل تصميم العروض الترويجية بدقة أكبر.
تم تخصيص لوحات التحليل لتخدم كل قسم على حدة:
قسم التسويق يتابع نتائج الحملات ونمو برامج الولاء.
قسم العمليات يراقب كفاءة الفروع وحركة المبيعات.
قسم خدمة الزبائن يتتبع مؤشرات الرضا والولاء.
بهذه الرؤية الشاملة، لم تعد الأرقام مجرد بيانات، بل أصبحت أداة لاتخاذ قرارات أسرع وأكثر دقة. وقد ساهم تحليل بسيط في اكتشاف ضعف مبيعات الكعك يوم الخميس، ما دفع الفريق إلى إطلاق حملة «خميس الانتعاش» التي حققت زيادة ملحوظة في المبيعات وعدد الأعضاء الجدد.
ثقافة جديدة قائمة على البيانات
لم يكن التحول مجرد تحديث تقني، بل تغيّر في أسلوب العمل الجماعي. فبعد أن كانت القرارات تُتخذ بناءً على الآراء الشخصية، أصبحت تعتمد على أدلة واضحة ونتائج دقيقة. هذا التحول خلق بيئة أكثر شفافية وتعاونًا بين الفرق، وأصبح الجميع يعمل وفق هدف واحد مدعوم بالأرقام.
الخطوة التالية: الذكاء التوليدي
تتطلع «سيكرت ريسبي» إلى توسيع رحلتها الرقمية نحو الذكاء التوليدي، من خلال ربط بيانات المبيعات والعمليات وتفاعل الزبائن ضمن منظومة موحدة. الرؤية المستقبلية تتمثل في نظام يستطيع الموظفون التفاعل معه مباشرة، وطرح الأسئلة مثل:
«اعرض مبيعات المشروبات خلال الشهر الماضي واقترح عرضًا جديدًا».
بهذه الطريقة، لن يقتصر دور الذكاء الاصطناعي على عرض الأرقام، بل سيتطور إلى أداة تفسير وتوصية وتعلّم مستمر، مما يعزز كفاءة الأداء ويرفع مستوى الابتكار في قطاع المقاهي الماليزي.
الريادة في التحول الرقمي
تمثل تجربة «سيكرت ريسبي» مثالًا بارزًا على التحول الذي يشهده قطاع الضيافة في ماليزيا، حيث أصبحت الحوسبة السحابية والتحليلات الذكية جزءًا أساسيًا من النجاح. ومع شراكتها الاستراتيجية مع مجموعة «إس آر كيه كيه» وشركة «مايكروسوفت»، تواصل السلسلة ترسيخ مكانتها كأحد النماذج الرائدة في توظيف التكنولوجيا لخدمة تجربة الزبون وصناعة المقاهي الحديثة.


