
عام على التغيير.. ما الذي يحدث في ستاربكس؟
دبي، 10 سبتمبر 2025 (قهوة ورلد) – بعد مرور عام على تسلمه منصب الرئيس التنفيذي لشركة ستاربكس، أكد براين نيكول أن سلسلة المقاهي العالمية تسير “بخطى أسرع من المتوقع” في خطتها الهادفة إلى إعادة هيكلة أعمالها وإحياء مكانتها في السوق، في ظل التحديات التي واجهتها خلال العامين الماضيين. وأوضح أن هذه المرحلة الانتقالية لا تزال في بدايتها، لكنها تتقدم بوتيرة أسرع مما كان متوقعًا، مع إطلاق خطط طموحة تشمل إعادة تصميم المتاجر، تطوير برنامج المكافآت، وتقديم منتجات جديدة في قائمة الطعام والشراب.
نيكول، الذي تولى المنصب قبل عام ليصبح ثالث رئيس تنفيذي للشركة في غضون عامين، ورث شركة كانت تعاني من ضغوط نقابية وتراجع في حركة الزبائن، إلى جانب نتائج مالية مخيبة للآمال. وأكد أن الأولوية كانت لوضع “الأساسيات” في موقعها الصحيح، ومن ثم الانطلاق نحو الابتكار من موقع قوة. وأضاف أن الشركة ستواصل إدخال تغييرات على قائمتها، وتطوير برنامج المكافآت الرقمي، إلى جانب الاستثمار في حلول رقمية تعزز تجربة العملاء.
وأشار نيكول، في تصريحات نقلتها شبكة “فوكس نيوز”، إلى أن خطة إعادة التصميم الجارية لا تهدف فقط إلى تحديث الشكل، بل أيضًا إلى تمكين الشركة من افتتاح المزيد من الفروع بتكلفة أقل وكفاءة أعلى. وقد بدأت الشركة بالفعل بتطبيق نموذج “الخدمة بالمئزر الأخضر” الذي يعتمد على أدوات مثل نظام “الصف الذكي” Smart Queue لتنظيم الطلبات عبر القنوات المختلفة، بما في ذلك الطلبات عبر الهاتف، وخدمة السيارة، والطلبات داخل المقاهي، مما ساعد في تقليص أوقات الانتظار بشكل ملحوظ.
وبحسب نيكول، فإن 80% من المشروبات أصبحت تُجهز خلال أقل من أربع دقائق، مقارنة بـ 60% قبل إدخال التغييرات الأخيرة، في حين أن نسبة الطلبات المنجزة عبر الهاتف خلال المدة ذاتها تجاوزت 95%. هذه التحسينات جاءت بالتوازي مع استعداد الشركة لإطلاق قائمة جديدة غنية بالبروتين بنهاية سبتمبر، إلى جانب خيارات غذائية جديدة تركز على الوجبات الخفيفة والمنتجات الخالية من الغلوتين.
كما أوضح نيكول أن عملية إعادة تصميم المتاجر ستشمل آلاف المواقع في الولايات المتحدة بحلول عام 2026، من أصل أكثر من 17 ألف فرع. والهدف هو أن تتسارع هذه الوتيرة في 2027، مع الحرص على عدم تكرار تراكم التأخير في عمليات التحديث. التصميم الجديد سيشمل مقاعد متنوعة من الأرائك الكبيرة إلى الطاولات العالية والمقاعد الفردية، بما يتيح “مكانًا لكل مناسبة”، بحسب وصفه. وأكد أن الغاية ليست فرض حدود زمنية على الزبائن، بل تشجيعهم على البقاء لفترة أطول في بيئة يشعرون فيها بالراحة والتواصل.
وأضاف أن الشركة تعمل أيضًا على إعادة تقييم حجم المتاجر ومعداتها، لتقليل التكاليف التشغيلية مع الحفاظ على جوهر تجربة المقهى. وأشار إلى أن بعض الاستثمارات السابقة في المباني والمعدات كانت أكبر من الحاجة الفعلية، في حين أن المطلوب هو “مقهى رائع بمقاعد جيدة، وفريق عمل منظم، وأوقات تشغيل ملائمة لتلبية توقعات العملاء.”
ورغم الضغوط الاقتصادية التي دفعت المستهلكين إلى الحذر في إنفاقهم، شدد نيكول على أن قيمة ستاربكس تكمن في الجمع بين جودة القهوة وتجربة المقهى الفريدة. وأكد أن الشركة تواصل الاعتماد على أجود أنواع البن، وعلى أنظمة تحضير متطورة مثل جهاز “كلافر فيرتيكا” الذي يضمن طحن القهوة وتحضيرها طازجة في كل مرة، إضافة إلى البعد الإنساني الذي يوفره تواصل الزبائن مع الباريستا.
ومن المتوقع أن تطلق ستاربكس نسخة جديدة من برنامج المكافآت مطلع عام 2026، لا تزال قيد التطوير حاليًا، لكنها ستركز على تعزيز القيمة المقدمة للعملاء. نيكول ختم بالقول إنه واثق من أن الشركة ستنهي سنتها المالية “بقوة”، وستدخل عام 2026 من “موقع متين” بعد عام من التغيير الذي أعاد ضبط مسار واحدة من أبرز علامات المقاهي في العالم.