التعريفات الجمركية تهدد إمدادات القهوة في أمريكا الشمالية

التعريفات الجمركية تهدد إمدادات القهوة في أمريكا الشمالية

يواجه قطاع القهوة في أمريكا الشمالية حالة من الترقب وسط تصاعد التوترات التجارية والمخاوف من فرض تعريفات جمركية على واردات القهوة، لا سيما من أمريكا الجنوبية. تأتي هذه المخاوف في ظل الحرب التجارية التي بدأت في الولايات المتحدة، مما أثار قلق الشركات العاملة في مجالات التحميص والتعبئة والتجارة عبر الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

تعتمد الشركات الكبرى على تشغيل مرافق إنتاج عبر الحدود لتحسين سلاسل التوريد وضمان الكفاءة التشغيلية، لكن فرض تعريفات محتملة، أو ردود فعل انتقامية من الدول المصدرة، قد يجبر هذه الشركات على إعادة تقييم استراتيجياتها التشغيلية.

تُعد المكسيك موردًا رئيسيًا لحبوب القهوة الخضراء عالية الجودة لكل من الولايات المتحدة وكندا، كما تُصدّر كميات كبيرة من القهوة الفورية. وأوضح رئيس إحدى أكبر شركات القهوة في المنطقة، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه بسبب حساسية القضية، مدى التكامل بين عمليات القهوة في الولايات المتحدة وكندا.

وقال: “هناك عمليات تحميص وتوريد تعمل عبر الحدود، وأي تغييرات في البيئة السياسية أو نظام التعريفات الجمركية ستتطلب تعديلات استراتيجية”.

على سبيل المثال، تقوم إحدى كبرى سلاسل المقاهي بتحميص القهوة التي تُستخدم في مئات متاجرها الكندية داخل الولايات المتحدة. وفي تعليق له حول هذه القضية، قال أحد المسؤولين في الشركة خلال اجتماع للمساهمين: “مع تغير البيئة السياسية أو أسواق التعريفات، سنعمل على إيجاد طرق فعالة للتكيف مع هذه الظروف التنظيمية”.

على الرغم من تأجيل الولايات المتحدة فرض تعريفات بنسبة 25% على معظم السلع المستوردة من كندا والمكسيك، فإن القهوة تبدو مستثناة إلى حد كبير من اتفاقية التجارة الحرة بين هذه الدول، وفقًا لوثائق تم الاطلاع عليها.

وقال أحد كبار تجار القهوة في كندا:
“لقد أضفنا بندًا في عقودنا ينص على أن المشتري سيتحمل التعريفة الإضافية البالغة 25% إذا طُبقت. معظم التجار يتبعون هذا النهج.”

وأشار إلى أن أحد العملاء في كاليفورنيا وافق بالفعل على هذا الشرط في صفقة لاستيراد القهوة من المكسيك.

تشعر صناعة القهوة بقلق متزايد من أن التعريفات الأميركية قد تمتد قريبًا لتشمل واردات القهوة من أمريكا الجنوبية، حيث تأتي معظم الإمدادات المستوردة من هناك.

وقال أحد خبراء التجارة في المنطقة:
“تمت الإشارة إلى البرازيل في أحد الخطابات المتعلقة بالتعريفات الجمركية، ولو بشكل سطحي. لكنها باتت ضمن الحسابات”.

تُعد البرازيل أكبر منتج ومصدر للقهوة في العالم، وقد اجتمع نائب الرئيس البرازيلي مؤخرًا مع مسؤولين تجاريين أميركيين لمناقشة السياسات التجارية وتأثيرها على القطاع.

في ظل تصاعد القلق، طالب رئيس إحدى الجمعيات الوطنية المتخصصة في قطاع القهوة بإعفاء القهوة من أي تعريفات إضافية، محذرًا من تأثير ذلك على ملايين المستهلكين.

وقال: “فرض تعريفات جمركية على القهوة سيؤثر على ثلاثة من كل أربعة أشخاص. الكثيرون يعتقدون أن الصادرات مفيدة للاقتصاد، لكن الحقيقة هي أننا لا نستطيع زراعة القهوة محليًا”.

وفي الوقت نفسه، تواصل إحدى كبرى الشركات العالمية ضخ استثمارات ضخمة في قطاع القهوة الفورية في المكسيك، حيث تدير برنامجًا لدعم آلاف المزارعين لزيادة إنتاج البن المستخدم في القهوة الفورية. ولم تصدر الشركة تعليقًا على التأثير المحتمل للتعريفات.

مع استمرار التوترات التجارية، تبقى صناعة القهوة في حالة ترقب، في انتظار قرارات قد تعيد تشكيل سلاسل التوريد وأسعار القهوة في أمريكا الشمالية.

Spread the love
نشر في :