تغييرات ترامب الجمركية على القهوة تعيد رسم خريطة التوريد العالمي
نيويورك/ساو باولو — قهوة ورلج
من المتوقع أن تفيد التعديلات الأخيرة التي أجرَتها إدارة ترامب على تعريفات استيراد القهوة شركات التحميص والمستوردين في الولايات المتحدة، في حين تواجه البرازيل، أكبر منتج للقهوة في العالم، تحديات مستمرة.
أعلنت الإدارة في نهاية الأسبوع الماضي عن إلغاء التعريفات الجمركية على معظم واردات حبوب القهوة من جميع الدول المنتجة تقريباً. ومع ذلك، لا تزال القهوة البرازيلية خاضعة لتعريفة جمركية مرتفعة تبلغ 40%، رغم إلغاء التعريفة التبادلية البالغة 10%. ويشير محللون ومسؤولون في قطاع القهوة إلى أن هذا سيدفع السوق الأمريكية، أكبر سوق قهوة في العالم، إلى التوجّه نحو حبوب من آسيا وأمريكا اللاتينية، متجاهلين القهوة البرازيلية.
وقالت جوديث جانيس، رئيسة شركة J. Ganes للاستشارات وكبيرة محللي السلع الزراعية: «الأمر يتعلق بضبط الأسعار وتحويل مسارات التجارة». كانت معظم دول أمريكا المنتجة للقهوة، باستثناء البرازيل، تخضع لتعريفات بنسبة 10%، وقد تم إلغاؤها بالكامل الآن. أما منتجو القهوة في آسيا الذين كانت تعريفاتهم أعلى، فقد حصلوا أيضاً على إعفاءات، مما يسمح لهم بتوريد القهوة إلى الولايات المتحدة بدون رسوم.
وأشارت بنك رابات الهولندي إلى أن التغييرات توفر بعض الإغاثة لسوق القهوة الأمريكية، إلا أن التعريفة البالغة 40% على البرازيل تجعل الاستيراد صعباً. وأضاف مستورد أمريكي من كاليفورنيا: «بدون الإعفاء الكامل للبرازيل، يظل استيراد القهوة البرازيلية أمراً مكلفاً للغاية».
تواصل البرازيل، التي كانت تزود ثلث حبوب القهوة في الولايات المتحدة تاريخياً، التفاوض على صفقة منفصلة. وقال ماركوس ماتوس، مدير جمعية المصدرين البرازيليين للقهوة (Cecafé): «التغييرات تشوه السوق وتؤثر على تنافسيتنا». وأضاف لويس سالدانا، نائب رئيس جمعية القهوة المتخصصة في البرازيل، أن شحنات القهوة إلى الولايات المتحدة انخفضت بنسبة 55% خلال الأشهر الثلاثة الماضية منذ فرض التعريفات، مع توقع مزيد من الانخفاضات.
وقد أبدى الرئيس دونالد ترامب اهتماماً شخصياً بأسعار القهوة المرتفعة، التي ارتفعت أكثر من 25٪ منذ توليه المنصب. وخلال زيارته الأخيرة إلى ماليزيا واجتماعاته مع البرازيل وفيتنام — أكبر منتجين للقهوة في العالم — ناقش ترامب صفقات تجارية وإعفاءات جمركية لتقليل التكاليف على المستهلكين الأمريكيين.
وخلال اجتماعه بالرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، شدد ترامب على إمكانية التوصل إلى صفقات مفيدة للجانبين. وفي الوقت نفسه، تضمنت الصفقة التجارية مع فيتنام إعفاءات لبعض المنتجات الزراعية، بما في ذلك القهوة، من التعريفة الأعلى بنسبة 20%. وأكد الممثل التجاري الأمريكي جيميسون غرير أن هذه الإعفاءات تشمل المنتجات التي لا تُنتَج محلياً في الولايات المتحدة.
ويشكل كل من البرازيل وفيتنام أكثر من نصف إنتاج القهوة العالمي، ما يبرز أهمية هذه التغييرات الجمركية والتجارية لكل من الأسواق الدولية والمستهلكين في الولايات المتحدة.


