
برنامج “منتج القهوة حامي المياه” في البرازيل يقود التحوّل نحو الاستدامة
2 أغسطس 2025 –( قهوة ورلد) – استعرضت لويزا مانتيكا كريماير، المستشارة الفنية في المجلس الوطني للبن في البرازيل (CNC)، واحدة من أبرز مبادرات الزراعة المتجددة في البرازيل، وهي برنامج “منتج القهوة حامي المياه” (Café Produtor de Água)، وذلك خلال الجلسة الحادية والعشرين لمجموعة العمل المعنية بالاقتصاد الدائري في القهوة، التابعة لـمركز الاقتصاد الدائري في القهوة (C4CEC)، بالتعاون مع شبكة دليل القهوة والمركز الدولي للتجارة (ITC).
ركّزت كريماير في عرضها على كيفية مساهمة هذا البرنامج في استعادة الأراضي المتدهورة، وحماية الموارد المائية، وتعزيز قدرة مناطق زراعة البن في البرازيل على الصمود في وجه التغير المناخي. وقد جاءت مداخلتها ضمن جلسة موسعة خُصّصت بالكامل لموضوع الزراعة المتجددة، وشارك فيها خبراء وممثلون من كينيا والبرازيل.
ويهدف البرنامج، الذي يعني اسمه حرفيًا “منتج القهوة حامي المياه”، إلى تنفيذ إجراءات بيئية عملية تُسهم في إعادة إحياء الأحواض المائية، وضمان توفر المياه على المدى الطويل للمناطق الريفية والحضرية على حد سواء. وأشارت كريماير إلى أن البرنامج يحقق في الوقت ذاته زيادة في دخل المزارعين، ويعزز من مرونة النظام الزراعي في مواجهة تغير المناخ.
ومن أبرز الإجراءات المعتمدة ضمن البرنامج:
-
الزراعة حسب خطوط الكنتور وبناء المدرجات لتحسين تسرب المياه إلى التربة ومنع التآكل
-
إعادة التحريج وزراعة الأشجار الأصلية في المناطق المتدهورة، خاصة على ضفاف الأنهار وحول الينابيع
-
تسييج منابع المياه لحمايتها من التلوث والتعديات
-
زراعة محاصيل التسميد الأخضر بين صفوف البن لزيادة المادة العضوية وتحسين خصوبة التربة
-
تدريب المزارعين والمشغلين على ممارسات الحفاظ على التربة والمياه
-
مراقبة كميات الأمطار ومستوى المياه في المدرجات والأحواض
ومن أبرز ما يميز البرنامج هو نظام الدفع مقابل الخدمات البيئية (PSA)، حيث يحصل المزارعون على تعويض مالي مباشر مقابل تنفيذ ممارسات تُنتج فوائد بيئية جماعية، مثل تحسين تدفق المياه، واستعادة التنوع الحيوي، وتقليل الاعتماد على المدخلات الكيميائية.
وقالت كريماير: “البرنامج لا يهدف فقط إلى حماية البيئة، بل إلى تحسين حياة المزارعين الريفيين من خلال حلول مستدامة.”
كما يشمل البرنامج تحسين البنية التحتية في المناطق الريفية، لا سيما من خلال إعادة تصميم الطرق الزراعية بطريقة تُبطئ من جريان المياه وتحدّ من الانجراف. ويتم تدريب المزارعين على استخدام أدوات بسيطة مثل مقاييس المطر ومؤشرات منسوب المياه لمراقبة التغيرات الموسمية وتعديل الممارسات الزراعية بناءً عليها.
ويتماشى هذا البرنامج مع الاستراتيجية الوطنية الأوسع للاقتصاد الدائري في البرازيل، حيث أوضحت كريماير أن البلاد تنتج ما يزيد عن 27 مليون طن من مخلفات قشور القهوة سنويًا، مما يعزز الحاجة إلى سياسات متكاملة لإعادة استخدام النفايات الزراعية. كما تم تصنيف الزراعة كأحد القطاعات ذات الأولوية في الخطة الوطنية للاقتصاد الدائري (PLANEC 2025–2034)، واستراتيجية الاقتصاد الدائري الوطنية (ENEC).
وفي ختام عرضها، دعت كريماير الشركاء الدوليين إلى الاستفادة من تجربة البرنامج، واصفةً إياه بأنه “مختبر حيّ لزراعة البن الذكية مناخيًا”.
وجاءت مداخلتها إلى جانب تجارب ميدانية من كينيا قدّمها المزارع ديفيد وويرو، وكذلك مداخلة من ناتاليا فيرنانديز كار من تعاونية Cooxupé، مما قدّم نظرة متكاملة على النماذج المتقدمة للزراعة المتجددة في الجنوب العالمي.