
كأس التميّز.. أعرق جائزة في عالم القهوة بشرح مبسّط
هل سبق لك أن تذوّقت فنجان قهوة لا يشبه غيره؟ نكهة فريدة، متوازنة، وثرية إلى حدّ لا يُنسى؟ قد تكون حينها تذوقت واحدة من القهوة الفائزة بـ”كأس التميّز”، وهي أرفع جائزة تُمنح للقهوة على مستوى العالم.
ورغم مرور أكثر من عشرين عامًا على انطلاق هذه المسابقة، لا تزال مجهولة نسبيًا لدى كثير من محبي القهوة. لكنها في الواقع غيّرت قواعد اللعبة: من آليات التسعير إلى معايير الجودة، ومن دعم المزارع إلى ربطه مباشرة بالسوق العالمي.
كيف بدأت الفكرة؟
في نهاية تسعينيات القرن الماضي، كانت أسعار البن في أدنى مستوياتها، في حين كان كثير من المزارعين ينتجون حبوبًا فائقة الجودة دون أن يحصلوا على المقابل العادل. ومن هذا التناقض، وُلدت فكرة جريئة: لماذا لا تُنظّم مسابقة تكشف عن أفضل أنواع القهوة في كل بلد منتج، ويُمنح الفائز فرصة عرض محصوله في مزاد عالمي؟
جاءت هذه المبادرة من المنظمة الدولية للقهوة، بالشراكة مع خبراء عالميين من أمثال جورج هاول وسوزان سبيندلر وسيلفيو ليت، فأُقيمت أول نسخة من “كأس التميّز” في البرازيل عام 1999. ومنذ ذلك الحين، تحوّلت الفكرة إلى حركة عالمية تُنظمها حاليًا “منظمة تحالف التميّز في القهوة”، ومقرّها في الولايات المتحدة.
مراحل المسابقة
تمرّ القهوة المشاركة في “كأس التميّز” بسلسلة من المراحل الدقيقة، ويخضع كل نوع لتقييم صارم على يد لجان متخصصة:
-
تقديم العينات: يقوم المزارعون بانتقاء أفضل محاصيلهم – وغالبًا ما تكون من “الميكرولوت” أو المحاصيل الصغيرة – وتُعد وفق معايير موحّدة لضمان عدالة التقييم.
-
التصفية الأولية: لجنة وطنية من خبراء التذوّق تقوم بتقييم كل عينة، ولا يُسمح بانتقال أي نوع يقلّ عن 86 نقطة.
-
مرحلة التحكيم المحلي: تُعاد عملية التقييم بدقة أكبر، وتُنتقى أفضل 40 عينة.
-
مرحلة التحكيم الدولي: لجنة من الخبراء العالميين – تشمل محمّصين ومشترين دوليين ومتذوّقين معتمدين – تُقيّم العينات بدون معرفة مسبقة بهويتها، بحثًا عن القهوة التي تُحقق “عامل الدهشة”. القهوة التي تحصل على 87 نقطة فأكثر تُمنح اللقب، أما تلك التي تتجاوز 90 نقطة فتفوز بجائزة “الرئاسة”.
-
المزاد الدولي: القهوة الفائزة تُعرض في مزاد عالمي إلكتروني، ويذهب كامل العائد إلى المزارع، مما يتيح له عائدًا ماليًا ممتازًا واعترافًا عالميًا بجودة عمله.
ما الذي يُميّز كأس التميّز؟
ما يجعل هذه المسابقة فريدة من نوعها ليس فقط صرامة تقييمها، بل أثرها الحقيقي على حياة المزارعين. فالفوز لا يمنح شهرة فحسب، بل يفتح الباب أمام شراكات مباشرة مع شركات التحميص الكبرى، ويُحفّز على تحسين الجودة عامًا بعد عام.
كما أن هذه المسابقة توفّر للمشترين فرصة لاكتشاف أنواع قهوة نادرة وفريدة دون الحاجة إلى السفر أو البحث الطويل. وبالنسبة للمستهلك، فإن تذوّق قهوة فائزة بكأس التميّز يعني الاستمتاع بمستوى لا يُضاهى من الجودة والتميّز.
أبرز الفائزين
في السنوات الأخيرة، بدأت دول من خارج أمريكا اللاتينية تفرض حضورها في المسابقة، مثل إثيوبيا وبوروندي وتايلاند، إلى جانب أسماء بارزة من البرازيل والسلفادور وهندوراس.
أبرز الفائزين عام 2024:
-
البرازيل – سيتيو سانتا لوزيا
نقاط: 92.32 – معالجة طبيعية – نكهات أنيقة ومتوازنة.
-
السلفادور – لا بنديثيون
نقاط: 92 – معالجة عسلية – نكهات خوخ وكريمة وبرالين.
-
السلفادور – لوس موراليس
نقاط: 91.8 – معالجة طبيعية – نكهات شوكولاتة وزهور بحموضة متزنة.
أبرز الفائزين عام 2023:
-
السلفادور – فينكا ميليدي
نقاط: 91.82 – معالجة نصف مغسولة – نكهات زهرية وشوكولاتية.
-
هندوراس – فينكا بينو دي أورو
نقاط: 91.78 – معالجة طبيعية – نكهات الكشمش الأسود والمانجو.
-
نيكاراغوا – فينكا لوس ألبس
نقاط: 91.6 – معالجة طبيعية – نكهات حلوة وغنية من صنف جيشا.
أسئلة شائعة حول كأس التميّز
ما هو نظام التقييم في كأس التميّز؟
يعتمد التحكيم على تقييم ثمانية عناصر أساسية تشمل المظهر، الرائحة، التوازن، الحموضة، الحلاوة، النظافة، المذاق الأولي، والمذاق النهائي، بالإضافة إلى لون التحميص ووجود أي عيوب. يُمنح كل عنصر علامة من 8 درجات، ثم يُضاف إليها 36 نقطة لتصل إلى مجموع نهائي من 100. يجب أن تحصل القهوة على 86 نقطة على الأقل لتأهلها للفوز.
كيف يمكن أن أصبح حكماً في المسابقة؟
يتطلّب الأمر خبرة واسعة في مجال القهوة، تشمل التذوّق، التحميص، الاستيراد، وضبط الجودة. يُفضّل أن يكون المتقدّم حاصلًا على شهادات من جهات معترف بها مثل رابطة القهوة المختصّة أو معهد جودة القهوة. المشاركة في التحكيم لا تتم إلا من خلال دعوة رسمية من اللجنة المنظّمة.
أين تُقام المسابقة؟
بدأت كأس التميّز في البرازيل، لكنها توسّعت منذ عام 2020 لتشمل دولًا أخرى مثل رواندا، إثيوبيا، إندونيسيا، كولومبيا، بيرو، والمكسيك. وتنتقل سنويًا بين دول منتجة للقهوة بحسب الجدول السنوي للمسابقة.