ازدهار ثقافة المقاهي اليمنية في الولايات المتحدة وسط تحديات تواجه ستاربكس

أبرز تقرير حديث نشرته صحيفة ذا ناشيونال، إحدى الصحف الإنجليزية الرائدة في الإمارات العربية المتحدة، ازدهاراً لافتاً لعدد المقاهي ذات الطابع اليمني في جميع أنحاء الولايات المتحدة. هذه المقاهي تشهد نمواً سريعاً في وقت تواجه فيه سلاسل المقاهي الكبرى مثل ستاربكس تحديات اقتصادية كبيرة.

بينما تكافح ستاربكس مع تراجع المبيعات وانخفاض قيمتها السوقية، تبرز المقاهي اليمنية كاتجاه رئيسي في ثقافة القهوة الأمريكية. من شوارع سان فرانسيسكو المزدحمة إلى الضواحي الهادئة في أوهايو، أصبحت هذه المقاهي بسرعة وجهات مفضلة لعشاق القهوة الذين يبحثون عن نكهات فريدة وتجارب ثقافية مميزة.

تتصدر سلسلة ” قهوة هاوس” ، التي توسعت لتشمل اثني عشر موقعًا عبر منطقة الغرب الأوسط والشمال الشرقي للولايات المتحدة، هذا التحول. في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان، حيث تدير السلسلة ثلاثة فروع، تزدحم المقاهي بالزبائن من جميع الأعمار من الصباح حتى وقت متأخر من الليل، مقدمة مساحات للدراسة والتواصل الاجتماعي والاسترخاء.

إبراهيم الحسباني، صاحب ” قهوة هاوس” ومزارع قهوة يمني من الجيل الثامن، انتقل إلى ميشيغان في عام 2016. بعد ملاحظته للشغف المحلي بالقهوة، أدرك الفرصة لتقديم القهوة اليمنية عالية الجودة للسوق الأمريكية. افتتح أول مقهى ” قهوة هاوس” أبوابه في عام 2017، ومنذ ذلك الحين تنمو السلسلة بثبات، مع خطط لمزيد من التوسع.

يأتي ازدهار المقاهي اليمنية في وقت تواجه فيه ستاربكس تحديات متزايدة، بما في ذلك ردود فعل سلبية من الجمهور بسبب دعمها المزعوم لإسرائيل والنزاعات المستمرة مع النقابات. وقد أسهمت هذه المشاكل في خسارة الشركة 11 مليار دولار من قيمتها السوقية في الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه، تستفيد المقاهي اليمنية من هذه اللحظة لتقديم بديل يمزج بين التقاليد وتجربة المقهى الحديثة.

بدأت رحلة الحسباني في عالم القهوة اليمنية في ديربورن، حيث حول غرفة الطعام في منزله إلى مختبر للقهوة، حيث جرب مختلف النكهات والمكونات. كل فرع من فروع ” قهوة هاوس” في ديربورن يلبي احتياجات محددة للزبائن، من خيارات القهوة السريعة إلى المساحات المصممة لأولئك الذين يرغبون في البقاء لفترة طويلة مع فنجان من القهوة.

من بين المشروبات الأكثر شهرة في ” قهوة هاوس” هو قهوة الجباني، التي سميت تيمناً بمدينة جبن اليمنية. يشمل هذا المزيج قشور البن والهيل والزنجبيل والقرفة، مما يقدم طعماً مميزاً يجذب كلاً من الجمهور العربي الأمريكي والجمهور الأمريكي الأوسع.

مع تزايد الطلب على القهوة اليمنية، وسعت ” قهوة هاوس” عملياتها لتشمل محمصة ومستودعًا وحتى مخبزًا. تشمل خطط السلسلة الطموحة زيادة عدد فروعها إلى 25 فرعًا بنهاية العام، والوصول إلى 100 فرع خلال السنوات الخمس المقبلة. ومع ذلك، يواجه الحسباني تحديات في تأمين كمية كافية من حبوب البن من اليمن، حيث يظل زراعة القات خياراً أكثر ربحية للعديد من المزارعين.

كما يسلط تقرير ذا ناشيونال الضوء على “دله كوفي”، وهي سلسلة مقاهي يمنية أخرى التي أثبتت نفسها في منطقة خليج سان فرانسيسكو. تأسست “دله كوفي” على يد عمر جهامي وعمه ماجد، وافتتحت أول فرع لها قبل عامين ومنذ ذلك الحين توسعت إلى ثلاثة فروع، مع خطط لمزيد من النمو في شيكاغو.

جهامي، الذي ينحدر من مدينة رداع اليمنية، شغف بالقهوة منذ سنوات مراهقته، وعمل على إنشاء قائمة تجمع بين النكهات التقليدية والابتكارات الحديثة. تجذب مشروبات المقهى، التي غالباً ما تحتوي على توابل مثل جوزة الطيب والقرنفل، قاعدة زبائن متنوعة.

رغم التحديات في الحفاظ على الجودة والتعامل مع تعقيدات سوق القهوة، يبدو أن المقاهي اليمنية في الولايات المتحدة مستعدة لتحقيق المزيد من النجاح. مع استمرار نمو الطلب على عروضها الفريدة، تعيد هذه المقاهي تعريف مشهد القهوة الأمريكي، مقدمة التراث الغني للقهوة اليمنية لجمهور جديد.

نشر في :