قهوة الكاسكارا: تراث يمني قديم يعيد تشكيل ثقافة القهوة

في الآونة الأخيرة، تشهد قهوة الكاسكارا اهتمامًا متزايدًا خاصة في البلدان الأوروبية والأمريكية، حيث يتم استعراض أصولها وفوائدها وطريقة تحضيرها.

وعلى الرغم من أن بعض الأقاويل تُنسب اختراع قهوة الكاسكارا إلى بلدان معينة أو باريستا معينين، إلا أن الحقيقة تكشف عن قصة مختلفة تمامًا.

قهوة الكاسكارا ليست سوى قهوة القشر، وهي الابتكار القديم الذي يعود إلى اليمن منذ آلاف السنين، حيث استخدمه اليمنيون وما زالوا يستخدمونه ويتاجرون به في الأسواق المحلية حتى اليوم.

كما كانت قهوة القشر تستخدم أيضا في بعض الدول المنتجة للبين مثل أثيوبيا وبوليفيا.

يمكن القول إن قهوة القشر جزء لا يتجزأ من حياة اليمنيين، حيث تُعتبر المشروب المفضل في مختلف الأوقات والمناسبات.

كان اليمنيون يستخدمون قشر حبوب البن في تحضير قهوتهم اليومية فيما استخدموا لب البن للقهوة الصباحية فقط. في زمن مضى، كان اليمنيون يفصلون قشور البن ويستهلكونها محليا في صناعة أفضل أنواع القهوة، وكانوا يُصدرون لب البن للعالم.

واليوم، يمكن العثور على قشور البن في مختلف أسواق اليمن، حيث يتنافس التجار على بيعها، وتختلف جودتها باختلاف أنواعها.

تتميز قهوة الكاسكارا بطريقة تحضيرها الساحرة وطعمها الفريد، حيث يتم غلي قشور البن على نار هادئة وإضافة الزنجبيل أو القرفة لتعزيز النكهة، ويُحلى المشروب بالسكر أو يُشرب بدونه.

اكتشف اليمنيون فوائد قهوة القشر منذ الأزل، فكانت وما تزال تستخدم كمنتج مفضل للمرأة خلال الشهر الأول من الولادة، كما كانت تستخدم من قبل المزارعين والمزارعات في اليمن قبيل انطلاقهم إلى مزارعهم حيث كانت تعينهم على مواجهة قلة مياه الشرب في المزارع التي يتم العمل فيها لفترات طويلة تحت حر الشمس، فكانت قهوة القشر تغنيهم وتقلل فترة العطش والحاجة للماء.

على الرغم من أن مشروب الكاسكارا يُعتبر جديدًا في الأسواق الأمريكية والأوروبية، إلا أنه كان مشروبًا رئيسيًا في اليمن وأثيوبيا وبوليفيا لقرون عديدة، وقد بدأت مؤخرًا الشركات المنتجة للقهوة استخدام قشور البن لإنتاج هذا المشروب الفريد، حيث يُقدم بشكل ساخن أو بارد.

من المؤكد أن مشروب قشور البن أو الكاسكارا يعيد الحياة إلى تقاليد القهوة اليمنية الأصيلة، ويقدم لعشاق القهوة تجربة فريدة لا تُنسى.

تحمل قهوة الكاسكارا معها تاريخًا عريقًا وثقافة غنية، حيث تمتزج نكهتها الفريدة بتقاليد القهوة اليمنية الأصيلة لتقدم تجربة استثنائية لمحبي القهوة حول العالم.

ومع انتشار هذا المشروب الفريد، يبدو أن المنتجين يتجهون نحو الاستفادة الكاملة من حبوب القهوة، حيث يُعيدون اكتشاف قيمة قشور البن ويُقدمونها كمنتج جديد للأسواق العالمية.

باستخدام قشور البن، يُعيد منتجو القهوة إحياء تقاليد القهوة القديمة ويقدمون للمستهلكين فرصة لاكتشاف نكهة جديدة ومذاق مميز يعكس تراث القهوة العريق.

مع تزايد الاهتمام بقهوة الكاسكارا وتفضيلها من قبل عشاق القهوة، يمكن أن نتوقع رؤية المزيد من التجار والباريستا يتبنون هذا المشروب الفريد ويُقدمونه في قوائمهم، مما يجعله جزءًا لا يتجزأ من ثقافة القهوة العالمية المتنوعة.

نشر في :