بلاك ستريت كوفي: من عربة صغيرة في بروكلين إلى علامة تجارية بقيمة 500 مليون دولار
في غضون أربع سنوات فقط، تحولت بلاك ستريت كوفي من عربة قهوة صغيرة في بروكلين إلى شركة تقدر قيمتها السوقية بحوالي 500 مليون دولار، مع 90 فرعًا تحقق إيرادات سنوية تبلغ 149 مليون دولار.
وعلى عكس المقاهي التقليدية التي تسعى لتقديم كل شيء — مساحات واسعة، قوائم طويلة، وأجواء للعمل لساعات طويلة — سلكت بلاك ستريت طريقًا معاكسًا. متاجرها لا تتجاوز 500 قدم مربع، بقائمة مبسطة وخدمة سريعة. تكاليف الإيجار لا تتعدى 3500 دولار شهريًا، مقارنةً بمتوسط يصل إلى 15 ألف دولار في مقاهي نيويورك.
السر يكمن في الكفاءة: آلات إسبرسو عالية التقنية قادرة على تحضير 90 كوبًا في الساعة بواسطة موظف واحد أو اثنين فقط. الطلبات تنفذ عبر التطبيقات والدفع بدون تلامس، مما يجعل التجربة سريعة وبلا تعقيد.
أما الجانب الأذكى فهو في التسويق. فعاليات مؤقتة تجذب طوابير طويلة تتحول تلقائيًا إلى دعاية مجانية على إنستغرام. تعاونات محدودة، وتجهيزات أنيقة قابلة للتصوير، تجعل العلامة دائمًا في دائرة الاهتمام. العملاء يظنون أنهم يدعمون مقهى محليًا صغيرًا، بينما هم في الحقيقة جزء من منظومة تجارية قائمة على البيانات وصممت خصيصًا لتصنع لحظات رائجة.
العلامة التجارية تركز على شراكات محلية، هوية بصرية عصرية، وأسعار أقل من ستاربكس بحوالي 25%. النتيجة: شركة تُدار بكفاءة عالية، لكنها تبدو وكأنها مقهى حي وودود في الحي.
تأسست بلاك ستريت عام 2020 على يد اثنين من المستثمرين السابقين، انطلقا بفكرة إعادة تصور ثقافة القهوة. لم يكن الهدف إعادة اختراع القهوة نفسها، بل تقديمها أسرع، وأرخص، وبطريقة تستحق المشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي.
واليوم، تنتشر فروع بلاك ستريت في نيويورك وبوسطن وواشنطن وحتى لندن. رسالتها تبقى واضحة: جعل القهوة طقسًا يوميًا بسيطًا ومتاحًا، يمزج بين الكفاءة والتكنولوجيا والتفاعل الاجتماعي.
في نهاية المطاف، أثبتت بلاك ستريت أن النجاح لا يتطلب تغيير مشروب القهوة نفسه، بل يكفي إعادة ابتكار نموذج العمل.
