بون ما توت تستعد لانطلاق مهرجان القهوة التاسع وترسّخ مكانة فيتنام كعاصمة عالمية للروبوستا

بون ما توت تستعد لانطلاق مهرجان القهوة التاسع وترسّخ مكانة فيتنام كعاصمة عالمية للروبوستا

تستعد مدينة بون ما توت، الواقعة في مرتفعات فيتنام الوسطى، لاستضافة النسخة التاسعة من مهرجان بون ما توت للقهوة، الحدث الأبرز في البلاد، والذي يعزز مكانة فيتنام كأكبر منتج لحبوب الروبوستا في العالم. يقام المهرجان هذا العام تحت شعار “بون ما توت – وجهة القهوة العالمية”، في الفترة من 9 إلى 13 مارس 2025، وسط مشاركة واسعة من خبراء القهوة، المنتجين، والمستهلكين من داخل وخارج فيتنام.

ويمثل هذا العام لحظة تاريخية للمهرجان، حيث أعلنت اللجنة المنظمة أن المنظمة الدولية للقهوة (ICO) ستمنح فيتنام اعترافًا رسميًا بصفتها “أرض الروبوستا”، وذلك خلال الحفل الافتتاحي الذي ستشارك فيه المديرة التنفيذية للمنظمة، فانوسيا نوجويرا.

وفي مؤتمر صحفي عُقد في هانوي، أكد نغوين توان ها، نائب رئيس اللجنة الشعبية لمقاطعة داك لاك ورئيس اللجنة المنظمة للمهرجان، أن هذا الاعتراف يعد خطوة محورية في تعزيز دور فيتنام كقوة عالمية في إنتاج وتصدير القهوة.

“هذا الاعتراف هو شهادة عالمية على جودة قهوتنا، ودليل على العمل الدؤوب لمزارعينا وشركاتنا لتعزيز مكانة فيتنام في السوق الدولية”، قال نغوين توان ها.

مهرجان عالمي يعكس تطور صناعة القهوة في فيتنام

منذ انطلاقه، تطور مهرجان بون ما توت للقهوة ليصبح حدثًا رئيسيًا في قطاع القهوة الفيتنامي، حيث يجذب آلاف الزوار والخبراء كل عام.

تشمل النسخة التاسعة للمهرجان 15 فعالية رسمية، بالإضافة إلى أنشطة متعددة تُنظم في مختلف أنحاء المقاطعة. من بين أبرز الفعاليات الجديدة:

  • مسابقة إنشاء محتوى رقمي للترويج لمهرجان القهوة عبر الإنترنت.
  • حفل وضع حجر الأساس لمصنع ترونغ نغوين ليجند لإنتاج قهوة الطاقة، وهو مشروع استثماري هام يعكس نمو الصناعة.
  • مخيم القهوة في مزرعة كادا التاريخية، حيث سيختبر الزوار ممارسات زراعة وتحضير القهوة التقليدية.

وسيشمل المهرجان أيضًا:

  • معرضًا تجاريًا متخصصًا يعرض المنتجات الفيتنامية الفاخرة من القهوة والمنتجات الزراعية المحلية.
  • مسابقة تحضير القهوة وأنشطة تفاعلية لتجربة القهوة بطرق مختلفة.
  • مؤتمرًا دوليًا حول تجارة القهوة يهدف إلى توسيع نطاق الصادرات الفيتنامية في الأسواق العالمية.
  • ندوة علمية تناقش أحدث الاتجاهات في إنتاج القهوة واستدامتها.
  • كرنفال شوارع يحتفي بثقافة القهوة الفيتنامية.

إلى جانب ذلك، يقدم المهرجان العديد من الفعاليات الثقافية والترفيهية، مثل مهرجان الأضواء، مهرجان فرق الروك، والسباق الدولي للسيارات على الطرق الوعرة “تحدي الغابة الكبرى – بون دون 2025”.

القهوة المجانية وتجربة السياحة الثقافية

يُعرف المهرجان بمبادرة “القهوة المجانية”، حيث سيتاح للزوار تذوق أفضل أنواع الروبوستا الفيتنامية في أكثر من 500 مقهى مسجل بالمقاطعة. كما ستتوفر جولات سياحية متخصصة، منها:

  • رحلة القهوة: جولة متكاملة لاستكشاف مراحل إنتاج القهوة من الزراعة إلى التحضير.
  • رحلة التراث: تجربة ثقافية تعكس تقاليد سكان المرتفعات الوسطى في فيتنام.
  • الجولات البيئية والمغامرات السياحية التي تتيح فرصة لاستكشاف المناظر الطبيعية الخلابة في المنطقة.

إيضاح حول مهرجان الفيلة

خلال المؤتمر الصحفي، نفى لاي دوك داي، نائب مدير إدارة الثقافة والرياضة والسياحة في داك لاك، التقارير الصحفية التي تحدثت عن إقامة سباق للفيلة، مؤكدًا أن الحدث يتمحور حول الحفاظ على التراث الثقافي ورعاية الفيلة، وليس السباقات. وتشمل الأنشطة المخطط لها:

  • طقوس تقليدية لتكريم الفيلة، تشمل الاحتفال بها عند ضفاف الأنهار.
  • حفلات استحمام الفيلة وارتدائها ملابس تقليدية، مما يتيح للزوار فرصة التقاط الصور معها.
  • بوفيه خاص للفيلة، يعكس أساليب التفاعل المستدام معها.

مكانة فيتنام في سوق القهوة العالمي

تعد فيتنام أكبر منتج لحبوب الروبوستا في العالم وثاني أكبر مصدر للقهوة بعد البرازيل. ويهدف المهرجان إلى تعزيز الحضور الفيتنامي في الأسواق العالمية، من خلال جذب الاستثمارات، وتعزيز الصادرات، وتوسيع العلاقات التجارية.

ولتعزيز الوعي الثقافي بالقهوة الفيتنامية، تعود هان ني، ملكة جمال فيتنام لعام 2017 وواحدة من أفضل خمس متسابقات في ملكة جمال الكون 2018، كسفيرة إعلامية للمهرجان، إلى جانب السفيرة السياحية لفيتنام لعام 2024، دينه ثي هوا.

“منذ طفولتي، كنت محاطة بمزارع القهوة، واعتدت الاستيقاظ على رائحة البن المحمص بالخشب الذي تحضّره أمي”، قالت هان ني. “أريد أن أنقل حب القهوة الفيتنامية إلى العالم”.

الروبوستا الفيتنامية: “الذهب الأسود” العالمي

ومن بين أبرز فعاليات المهرجان، العرض الافتتاحي مساء 10 مارس في ساحة 10 مارس، حيث سيُقدم عرض فني يروي رحلة حبوب الروبوستا الفيتنامية وكيف أصبحت تُعرف عالميًا باسم “الذهب الأسود”.

وتحدث نغوين توان ها عن دور القهوة في تحسين الأوضاع الاقتصادية بالمقاطعة:

“لعبت زراعة القهوة دورًا كبيرًا في تقليل معدلات الفقر في داك لاك. ففي الماضي، كان 80% من الأسر تعاني من الفقر، لكن اليوم، انخفضت هذه النسبة إلى 6% فقط. والأمر اللافت أن 80% من الإنتاج السنوي للقهوة يأتي من عائلات كانت فقيرة في السابق”.

بون ما توت: قلب صناعة القهوة الفيتنامية

يأتي المهرجان هذا العام تزامنًا مع الذكرى الخمسين ليوم نصر بون ما توت وتحرير مقاطعة داك لاك (10 مارس 1975 – 10 مارس 2025)، مما يمنحه طابعًا احتفاليًا خاصًا.

وتُعرف بون ما توت بأنها عاصمة القهوة في فيتنام، حيث تضم:

  • 210,000 هكتار من مزارع القهوة.
  • إنتاج سنوي يزيد عن 520,000 طن، ما يعادل أكثر من 30% من الإنتاج الوطني.
  • تصدير القهوة إلى مئات الدول حول العالم.

حدث محوري لصناعة القهوة الفيتنامية

مع مشاركة واسعة من المنتجين والخبراء، يُتوقع أن يشكل مهرجان بون ما توت التاسع نقطة تحول في مسيرة القهوة الفيتنامية عالميًا. ومع الاعتراف الرسمي من المنظمة الدولية للقهوة، تواصل فيتنام تثبيت موقعها كأحد أهم اللاعبين في سوق القهوة العالمي.

من بون ما توت إلى العالم، القهوة الفيتنامية ليست مجرد مشروب، بل ثقافة وتراث اقتصادي يتزايد تأثيره يومًا بعد يوم.

Spread the love
نشر في :