العادة الأمريكية في شرب القهوة التي تدهش العالم
تخيل أنك في عجلة من أمرك، تتوجه إلى العمل مع قائمة طويلة من المهام في ذهنك. وفي طريقك، تتوقف عند مقهاك المحلي للحصول على جرعة سريعة من الكافيين. لكن بدلاً من أخذ فنجان القهوة الكبير أو اللاتيه معك للذهاب، تجلس وتستمتع بمشروبك في كوب من السيراميك. هل يبدو هذا غريبًا؟ حسنًا، هذا بالضبط هو الأسلوب الذي يتم به تناول القهوة في العديد من أنحاء العالم.
في الولايات المتحدة، من الشائع رؤية الناس يحملون أكواب القهوة المحمولة أينما ذهبوا. ولكن في العديد من البلدان الأخرى، مثل بعض أجزاء أوروبا ونيوزيلندا، هذه العادة بعيدة كل البعد عن المألوف.
في بلدان مثل إيطاليا، يعتبر شرب القهوة أكثر من مجرد الحصول على جرعة من الكافيين. غالبًا ما يقف الإيطاليون عند البار للاستمتاع بسرعة بالإسبريسو، متذوقين اللحظة قبل مواصلة يومهم. في النمسا وفرنسا، من المعتاد الجلوس والاستمتاع بالقهوة ببطء، وغالبًا ما تكون مصحوبة بمعجنات. هذا ليس مجرد تناول للقهوة، بل هو خيار حياة متجذر في الثقافة والمجتمع.
قد تكون هذه الاختلافات في ثقافة القهوة مفاجئة للأمريكيين الذين اعتادوا على الاندفاع والحركة المستمرة للحصول على القهوة. في العديد من الأماكن حول العالم، تعد القهوة تجربة اجتماعية، وفرصة للتواصل مع الآخرين والاستمتاع بلحظة من الهدوء.
خذ أمريكا الجنوبية على سبيل المثال. في البرازيل، غالبًا ما يتم الاستمتاع بالقهوة خلال محادثات طويلة في المقاهي، بدلاً من أخذها على عجل. وبالمثل، في غواتيمالا، يتم تقديم القهوة تقليديًا في أكواب من السيراميك بدون حليب، ويأخذ الناس وقتهم للجلوس والاستمتاع بها مع العائلة أو الأصدقاء.
في الهند، تعتبر فترات استراحة القهوة أحداثًا اجتماعية، وغالبًا ما يتم الاستمتاع بها بعيدًا عن المكتب مع الزملاء أو الأصدقاء. إنها تجربة مشتركة، وليست مجرد حل سريع للتغلب على اليوم.
حتى في الفلبين، حيث تكون ثقافة القهوة أكثر استرخاءً، تعتبر المقاهي مراكز اجتماعية يتجمع فيها الناس للهروب من الحرارة وقضاء الوقت معًا. على عكس الثقافة السريعة لتناول القهوة في المقاهي الأمريكية، فإن القهوة في الفلبين تتعلق بالمجتمع وأخذ الوقت للاستمتاع باللحظة.
في أوروبا، يؤثر حجم مشروبات القهوة وإيقاع الحياة على كيفية استهلاك الناس للقهوة. في إيطاليا، عادة ما يكون الكابتشينو أو الإسبريسو صغيرًا وسهل الاستمتاع به في المقهى. في المقابل، في الولايات المتحدة، يتم تناول المشروبات الكبيرة من السلاسل مثل ستاربكس أثناء التنقل، حيث يشرب الناس قهوتهم أثناء القيادة إلى العمل.
يرتبط هذا الاختلاف في ثقافة القهوة أيضًا بالمخاوف البيئية. في الولايات المتحدة، يؤدي التركيز على القهوة المحمولة إلى إنتاج كميات كبيرة من النفايات. تحث بعض المقاهي، مثل “ستامب تاون”، العملاء على الاستمتاع بالقهوة في المقهى من خلال تقديم خصم على المشروبات التي تستهلك في المكان.
في النهاية، في حين أن ثقافة القهوة الأمريكية تتعلق بالسرعة والكفاءة، فإن العديد من أنحاء العالم تقدر نهجًا أبطأ وأكثر تعمدًا لشرب القهوة. إنها تذكرة لأخذ لحظة، الجلوس، وتذوق قهوتك — شيء قد يفاجئك.