مقاهي يمنية تزداد شعبيتها خلال رمضان.. نيويورك تايمز تتناول الظاهرة
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا موسعًا بقلم الكاتب لوك فورتني في 10 مارس 2025، تناولت فيه تصاعد شعبية المقاهي اليمنية في الولايات المتحدة، لا سيما خلال شهر رمضان، كوجهات ليلية نابضة بالحياة وخالية من الكحول.
في ليلة سبت مزدحمة في بروكلين، امتلأت سلسلة مقاهي «قهوة House» اليمنية ــ التي تضم 26 فرعًا في أنحاء البلاد ــ بالرواد حتى ما بعد الحادية عشرة مساءً. تجمع طلاب حول أباريق القهوة الممزوجة بالبهارات، بينما احتسى أصدقاء الشاي بعد عشاءٍ دافئ، فيما اندفع العاملون لإدارة الزحام في فرع «باى ريدج» الذي افتُتح حديثًا. خلال رمضان، تُمدد هذه المقاهي ساعات عملها حتى الثالثة صباحًا، لاستقبال الصائمين بعد الإفطار والراغبين في قضاء وقتٍ جماعي تحت ضوء النجوم.
«هذه ليست مجرد قهوة.. إنها تجربة ثقافية»، يقول إبراهيم الحسني، مؤسس «قهوة House»، الذي تعود عائلته إلى قرون في زراعة البن اليمني. تُجسد مقاهيه ــ إلى جانب سلاسل مثل «حراز كوفي هاوس» و«دلة كوفي» ــ تحولًا ثقافيًا: حيث يعيد المهاجرون تشكيل المشهد الاجتماعي عبر خلق مساحات ليلية شاملة، بعيدة عن المشروبات الكحولية.
بدأت الظاهرة في مدن مثل ديربورن في ميشيغان ــ ذات الغالبية العربية ــ قبل أن تمتد إلى نيويورك وتكساس وكاليفورنيا. ويشير مختار الخنشلي، مؤرخ مختص بثقافة القهوة، إلى أن هذه المقاهي تُشبه صالونات الأظفار الفيتنامية أو متاجر الكعك الكمبودية: ابتكارات مهاجرين تتحول إلى ظواهر وطنية.
خلال رمضان، تبلغ الشعبية ذروتها. «إذا أعلنا الإغلاق الساعة 3 صباحًا، فإن الزبائن يبقون حتى 4»، يضحك الحسني، بينما يستمتع رواد مقهى «قهوة House» بأباريق القهوة المُعطرة بهيل وقطع الحلوى المُغطاة بالعسل. بالنسبة للكثيرين، تُسدّد هذه المقاهي فراغًا ثقافيًا. «أين كنا سنذهب ليلًا لو لم تكن موجودة؟»، تقول مريم الهباشي، إحدى رواد المقهى.
ورغم تركيزها الأولي على الجاليات المسلمة، تجتذب هذه المقاهي الآن جمهورًا متنوعًا. في سان فرانسيسكو، فاجأت ساعات العمل المتأخرة لـ«دلة كوفي» روادًا غير مسلمين. «فتحنا لهم عالَمًا جديدًا»، يقول عمر جهمي، الشريك المؤسس. وفي تكساس، يستقطب مقهى «عروة» خليطًا من الزبائن يتناولون شاي عدن ــ المشروب الحليبي المُنكّه بالهيل ــ حتى منتصف الليل.
مع توسع الظاهرة، أصبحت هذه المقاهي أكثر من مجرد أماكن لتقديم القهوة؛ إنها شهادة على ثقافة مرنة وقادرة على البقاء. «ليست مجرد لحظة.. إنها حركة ثقافية»، يختتم الخنشلي.