تحذيرات من الاستغلال التجاري للفوائد الصحية للقهوة

حذرت دراسة حديثة من المخاطر المحتملة المرتبطة بالاستغلال التجاري للفوائد الصحية للقهوة، مؤكدة على ضرورة إجراء تقييم نقدي للادعاءات الصحية المرتبطة بمنتجات القهوة.

وتسلط الدراسة التي نشرت في  Coffee Intelligence، الضوء على عقد من الأبحاث المكثفة حول المزايا الصحية للقهوة، حيث ارتبط استهلاك القهوة المعتدل باستمرار بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، وأمراض القلب، وبعض أنواع السرطان، والأمراض المعرفية مثل مرض الزهايمر ومرض باركنسون. والجدير بالذكر أن اكتشافًا جديدًا يشير إلى أن تناول كوب واحد من القهوة كل ست ساعات قد يقلل من خطر الإصابة بفيروس كورونا.

تشتهر القهوة بمركباتها النشطة بيولوجيًا العديدة ومضادات الأكسدة والبوليفينول، وهي تكتسب شهرة باعتبارها طعامًا فائقًا معروفًا بتقوية الجسم وحمايته. لقد ظهر مشروب القهوة البارد كمشروب معروف على نطاق واسع قبل ممارسة التمارين، بينما وجدت القهوة السوداء استحسانًا في مجتمع اللياقة البدنية.

ومع ذلك، فمن الضروري التمييز بين الفوائد الصحية المنسوبة إلى القهوة السوداء النقية والعيوب المحتملة التي تسببها المواد المضافة، فقد أدى الارتفاع الكبير في شعبية القهوة باعتبارها طعامًا فائق الجودة إلى تدفق المنتجات التي تحتوي على مواد التحلية الاصطناعية والنكهات والمواد الحافظة والمستحلبات والمثبتات وحتى الألوان الاصطناعية.

وتشير الدراسة إلى درسات سابقة وجدت أن 98% من 131 مشروبًا ساخنًا بنكهة من سلاسل المقاهي الكبرى تجاوزت ثلاثة أضعاف كمية السكر اليومية الموصى بها للبالغين، مما أثار مخاوف بشأن التأثير طويل المدى على الصحة. ومع التوقعات بتجاوز سوق القهوة الجاهزة للشرب العالمية 42 مليار دولار بحلول عام 2027، هناك تحول ملحوظ نحو المشروبات القابلة للتخصيص، مما يساهم بشكل كبير في نمو الصناعة.

يتماشى هذا الاتجاه مع النقاش الأوسع حول تسرب الأطعمة فائقة المعالجة (UPFs) إلى النظم الغذائية العالمية، في المملكة المتحدة على سبيل المثال يتكون 65% من النظام الغذائي المتوسط  من الأطعمة فائقة المعالجة، المرتبطة بالسمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية ومختلف المشكلات المتعلقة بالصحة.

وتؤكد الدراسة أن الاستفادة من الفوائد الصحية للقهوة أصبحت استراتيجية تسويقية فعالة للمنتجات الجديدة، لا سيما في ضوء التركيز المتزايد على الصحة والعافية، وخاصة بين الجيل Z وجيل الألفية الأصغر سنا. سواء كان ذلك عن قصد أم لا، فإن بعض المنتجات الجديدة تستفيد من السمعة الصحية الراسخة للقهوة، مما قد يؤدي إلى المخاطرة بتشويه صورة القهوة مع ظهور هذه المنتجات كوجه جديد لهذه الصناعة.

ومما يزيد من تفاقم المخاوف أن ادعاءات الصحة والعافية في قطاع القهوة لا تزال غير منظمة تمامًا، مما يتيح للعلامات التجارية مجالًا واسعًا لتقديم تأكيدات لم يتم التحقق منها حول منتجاتها دون الحاجة إلى أبحاث أو دراسات لإثباتها. ورغم الاعتراف بالحاجة إلى أبحاث شاملة وجيدة التمويل، إلا أنها تثير مخاوف بشأن التحيزات المحتملة عندما يتم تمويل الأبحاث من قبل كيانات تستفيد من الترويج للفوائد الصحية للقهوة.

وهذا يؤكد الأهمية الحاسمة لممارسة التدقيق المشدد عند مواجهة المطالبات الصحية والعافية لمنتجات القهوة الجديدة، خاصة حتى تخضع هذه المطالبات لتنظيم أكثر صرامة. في نهاية المطاف، أصبحت سمعة القهوة نفسها على المحك، مما يستلزم اتباع نهج حذر لحماية ثقة المستهلك ورفاهيته.

نشر في :