عبد الناصر البلوشي.. رحلة شغف وإصرار في عالم القهوة العمانية

في زاوية من زوايا عُمان الجميلة، حيث تمتزج التقاليد العريقة بالإبداع الحديث، نجد قصة ملهمة لرائد أعمال قرر أن يحول شغفه بالقهوة إلى مشروع ناجح يتجاوز حدود الوطن ليصل إلى مختلف دول الخليج. عبد الناصر البلوشي، الذي بدأ مسيرته المهنية في عام 1987، واختار بعد التقاعد أن يستمر في ممارسة ما يحب بعمق وإصرار. قادته رحلته في عالم القهوة إلى تحديات فريدة وإنجازات مبهرة، ليصبح اليوم أحد الأسماء اللامعة في صناعة القهوة في المنطقة.

في هذا الحوار الشيق، نكتشف معًا أسرار نجاح البلوشي، والتحديات التي واجهها، والنصائح القيمة التي يقدمها للشباب الطامح للدخول في هذا المجال. كما نتعرف على رؤيته حول دور القهوة في تعزيز العلاقات الاجتماعية والثقافية في المجتمع العماني. لنغوص سويًا في تفاصيل قصة نجاح تأسر القلوب وتلهم العقول.

ما الذي ألهمك للدخول في عالم القهوة؟

الدخول في عالم القهوة لم يكن صدفة، وإنما هو نتاج مسيرة عمل طويلة قضيتها في هذا المجال منذ أن كنت موظفًا في عام 1987. بدأت هذه المسيرة بحب للقهوة وتقدير عميق لمذاقها وتأثيرها الاجتماعي والثقافي. واستمر ذلك حتى بعد التقاعد الوظيفي، حينها كنت أفكر في نشاط أستمتع به بعد التقاعد، عمل أحبه وأجد نفسي فيه وأجد حبي وشغفي في كل لحظة. فلم أجد مجالًا أحبه أكثر من عالم القهوة، فبدأت مسيرتي وعملي الخاص كرائد أعمال منذ 2006 بعد التوكل على الله، ووصلنا إلى ما نحن عليه اليوم، والحمد لله.

ما هي أكبر التحديات التي واجهتها في بداية مسيرتك في صناعة القهوة؟

واجهت تحديات كبيرة في بداية مسيرتي، وكان أبرزها الدخول في عالم القهوة بشيء مختلف ومميز. كان ذلك يتطلب جهدًا عاليًا وإصرارًا كبيرًا. أتيت بتحديات جديدة، منها صيانة مكائن القهوة، حيث لم يكن أحد يقوم بصيانة أجهزة القهوة لإعادة استخدامها مرة أخرى. بدأت بذلك وكنت حريصًا على تعلم أساليب وطرق الصيانة، حتى تعلم الكثير منا كيفية صيانة المكائن واستخدامها بشكل فعال. وواجهنا هذه التحديات بصبر وتوكل على الله، مما ساهم في تطوير مهاراتنا وزيادة خبرتنا في هذا المجال.

ما هي الإنجازات التي تفتخر بها في هذا المجال؟

أفتخر أولاً بما نحن عليه الآن، ولله الحمد والشكر، فقد وصلنا إلى هذا المستوى بفضل الجهود المستمرة والتفاني في العمل. من الإنجازات التي أفتخر بها تطوير مهارات صيانة مكائن القهوة وتقديم خدمة متميزة للعملاء، بالإضافة إلى تحقيق سمعة طيبة في مختلف دول الخليج، مما يعكس جودة عملنا والتزامنا بتقديم أفضل المنتجات والخدمات.

ما هي النصائح التي تقدمها للشباب ورواد الأعمال الجدد الذين يرغبون في الدخول إلى عالم صناعة القهوة؟

أنصح الشباب ورواد الأعمال الجدد بدراسة السوق لفهم التوجهات والمتطلبات، واكتساب معرفة عميقة بطرق تحضير القهوة وأنواعها المختلفة. الاستفادة من التدريب والشهادات في القهوة المختصة أمر مهم، وكذلك الاستثمار في معدات عالية الجودة لضمان استمرارها لفترة طويلة. يجب التركيز على تقديم تجربة مميزة للزبائن تجمع بين الجودة والابتكار. بالإضافة إلى ذلك، يجب عليهم التحلي بالصبر والمثابرة، فالدخول في هذا المجال يتطلب جهداً وتفانياً كبيرين.

ما هي قهوتك المفضلة؟

كل أنواع القهوة مميزة لدي وأستمتع بها في كل وقت. فأنا أعتبر أن لكل نوع من أنواع القهوة نكهة خاصة وتجربة فريدة تجعلني أستمتع بكل كوب أحتسيه.

كيف توازن بين مختلف الأدوار والمسؤوليات كرائد أعمال في صناعة القهوة؟

عالم القهوة أصبح شغفًا وجزءًا لا يتجزأ من يومي منذ 1987. أستمتع بكل لحظة في عملي هذا، ولا أعتقد أنه يشكل عائقًا لأمور حياتي. بالعكس، أعمل حتى منتصف الليل بحب وشغف. التوازن يأتي من خلال تنظيم الوقت والتركيز على الأولويات، حيث أحرص على إدارة الوقت بين العمل والعائلة والراحة الشخصية بشكل يضمن لي الاستمتاع بكل جانب من جوانب حياتي.

كيف ترى دور صناعة القهوة في تعزيز العلاقات الاجتماعية والثقافية في المجتمع العماني؟

تلعب صناعة القهوة دورًا مهمًا في تعزيز العلاقات الاجتماعية والثقافية في المجتمع العماني من خلال تعزيز تقاليد الضيافة، حيث تُعتبر القهوة وسيلة للتواصل والتفاعل الاجتماعي. تجمع المقاهي الناس من مختلف الفئات، مما يساهم في تبادل الأفكار والثقافات وتعزيز الروابط الاجتماعية داخل المجتمع. بالإضافة إلى ذلك، تلعب القهوة دورًا في الحفاظ على التراث العماني وتعزيز الهوية الوطنية من خلال المحافظة على تقاليد تحضيرها وتقديمها في المناسبات المختلفة.

نشر في :