في عالم القهوة الذي يتطور بسرعة، لا توجد أسماء تلمع في الشرق الأوسط كما يلمع اسم فيديريكو أورتيلي، المدير العام لمجموعة سيمونيللي في الشرق الأوسط. يشتهر فيديريكو بقيادته الاستشرافية واهتمامه برفع مستوى صناعة القهوة، مما جعله شخصية محورية في تشكيل ثقافة القهوة في الإمارات وخارجها. نهجه المتمثل في الابتكار والاستدامة والمجتمع لم يحافظ فقط على مكانة مجموعة سيمونيللي في طليعة الصناعة، بل وضع أيضًا معايير جديدة لما يمكن أن تعنيه القهوة في مجتمع حديث وديناميكي.
عندما نتعمق في هذا الحوار مع فيديريكو، نستكشف تفاصيل القيادة في سوق متنوع، ودور الابتكار في البقاء في الطليعة، وتأثير التأثيرات العالمية على الممارسات المحلية. تقدم أفكار ورؤى فيديريكو فهمًا عميقًا لكيفية تعايش التقاليد والابتكار لخلق ثقافة قهوة مزدهرة.تابعوا معنا هذا الحوار المهلم..
الإمارات معروفة بتبنيها السريع للاتجاهات الجديدة. كيف استفادت مجموعة سيمونيللي من هذه السمة داخل صناعة القهوة؟ هل يمكن أن تشاركنا مثالًا على كيفية تكيفكم السريع مع اتجاه أو طلب جديد في السوق؟
في المشهد المتغير باستمرار في الإمارات، حيث تتغير الاتجاهات بسرعة مثل رمال الصحراء، استندت مجموعة سيمونيللي في نهجها إلى ثلاثة أعمدة: الابتكار، والتعلم، والاستدامة. تعلمنا كيف نتمايل مع رياح التغيير، ليس فقط بالتكيف، بل بتوقع التحولات التي تحدد صناعتنا. ومن بين هذه الأمثلة، تكيفنا السريع مع صعود خدمات التوصيل عبر الإنترنت والمطابخ السحابية، وهو ما أعاد تعريف ملامح سوق القهوة. لقد ضمنا أن معداتنا، مثل الباريستا الماهر، مصممة بعناية لتلبية احتياجات هذه النماذج التجارية الحديثة، مما يوفر الكفاءة والاتساق دون التنازل عن الجودة.
يعد مختبر الخبرة التابع لنوفا سيمونيللي وفيكتوريا أردوينو شهادة على هذا النهج، وهو مكان يتم فيه رعاية الابتكار، حيث يتم تصور مستقبل القهوة وإحيائه. هنا، يتم تبني كل اتجاه جديد كفرصة لتحسين الحرفة، ويتم استقبال كل طلب كفرصة للارتقاء بمستوى القهوة. التكنولوجيا مثل PBtech وEasyCream وPureBrew ليست مجرد استجابات، بل هي مساهماتنا في عالم القهوة الذي يتطور باستمرار، وكل واحدة منها مصممة لتحسين الرحلة الحسية من حبة البن إلى الكوب.
كمدير عام لمجموعة سيمونيللي في الشرق الأوسط، ما هي التحولات الأكثر أهمية في سوق القهوة في الإمارات، وكيف أثرت هذه التحولات على تخطيطك الاستراتيجي ورؤيتك للشركة في المنطقة؟
الإمارات، التي تُعد ملتقى للثقافات والتجارة، شهدت ازدهار مشهد القهوة ليصبح فسيفساء ديناميكية، حيث يمثل كل جزء تأثيرًا عالميًا، فكرة جديدة، منظورًا حديثًا. أبرز تحول شهدناه هو ارتفاع وعي المستهلك، حيث لم يعد يرضى بالمعتاد، بل يسعى نحو الاستثنائي، والحرفية، والقصة وراء كل كوب. هذا التحول جعل من الإمارات أرضًا خصبة للإبداع، حيث أصبحت القهوة ليست مجرد مشروب بل تجربة، رحلة.
تطورت رؤيتنا الاستراتيجية في مجموعة سيمونيللي بالتوافق مع هذا المشهد. تبنينا روح الابتكار وجعلنا التعليم حجر الزاوية في نهجنا، مما يمنح الباريستا ومالكي المقاهي وعشاق القهوة فرصة لاستكشاف أعماق هذه الحرفة. مختبر تجربة نوفا سيمونيللي وفيكتوريا أردوينو في دبي يجسد هذه الرؤية، وهو مكان تتدفق فيه المعرفة بحرية مثل تدفق القهوة، حيث يتم تخمير المستقبل يوميًا في كل كوب وكل تفاعل.
القيادة في سوق متنوع ثقافيًا مثل الإمارات تشكل تحديات فريدة. كيف تتكيف مع نهجك القيادي لتلبية التوقعات المتنوعة لفريقك وعملائك في هذا البيئة متعددة الثقافات؟
القيادة في الإمارات هي فن دقيق، توازن بين احترام التقاليد واحتضان الجديد، بين فهم وجهات النظر المتنوعة وتوحيدها تحت رؤية مشتركة. أؤمن بخلق بيئة شاملة، حيث يتم سماع كل صوت وتقدير كل منظور. يمتد هذا الشمول ليشمل عملاءنا أيضًا؛ تم تصميم آلاتنا ومطاحننا لتتجاوز الحدود الثقافية، لتقدم التميز في كل بيئة، من شوارع دبي الصاخبة إلى زوايا المقاهي الحرفية الهادئة.
نهجنا يعتمد على التكيف والتعاطف، مما يضمن تلبية التوقعات المتنوعة في سوق متعدد الثقافات مع الحفاظ على أعلى معايير الجودة والابتكار. من خلال احتضان التنوع وتعزيز ثقافة الاحترام والتعاون، بنينا فريقًا ديناميكيًا ومرنًا مثل السوق الذي نخدمه.
بالنظر إلى التأثير العالمي للأحداث مثل معرض القهوة العالمي في دبي، كيف تؤثر هذه التجمعات على ممارسات الأعمال المحلية وتوقعات المستهلكين في سوق القهوة في الإمارات؟
الأحداث العالمية مثل معرض القهوة العالمي في دبي هي شريان حياة الصناعة، تضخ أفكارًا جديدة وتقنيات جديدة ومعايير محسنة في الأسواق المحلية. ليست هذه التجمعات مجرد لقاءات، بل هي بوتقات للإبداع، حيث يجتمع أفضل العقول في عالم القهوة لدفع حدود الممكن. في الإمارات، كانت هذه الأحداث تحولاتية، وضعت معايير جديدة للجودة والخدمة ورفعت توقعات المستهلكين إلى مستويات جديدة.
الشباب في الإمارات، دائمًا متصلون رقميًا ومركّزون على الاتجاهات، يقودون المسيرة في تبني هذه الابتكارات، مما يدفع نحو تحول في اتجاه التوصيل عبر الإنترنت، والمطابخ السحابية، والمتاجر المظلمة. كانت استجابتنا هي مواءمة منتجاتنا وخدماتنا مع هذه الاتجاهات الناشئة، مما يضمن بقاء مجموعة سيمونيللي في طليعة الصناعة، ليس فقط من خلال تلبية توقعات السوق المتطور بسرعة، بل تجاوزها.
كيف تؤثر اتجاهات سلوك المستهلك في الإمارات على استراتيجيات التسويق وتطوير المنتجات لدى مجموعة سيمونيللي؟ هل هناك تفضيلات محددة للمستهلكين استهدفتها مؤخرًا بابتكارات منتجاتك؟
الإمارات سوق مليء بالتناقضات، حيث تتعايش التقاليد والحداثة، حيث يطلب المستهلكون كلاً من الراحة في إسبرسو محضر بشكل جيد والإثارة لتجربة جديدة ومبتكرة. لقد لاحظنا تحولًا ملحوظًا نحو الخيارات الصحية، مع زيادة الاهتمام بالبدائل النباتية وطرق التحضير المبتكرة. ابتكارات منتجاتنا، مثل تقنيات E-Milk وC-Automation، هي استجابات مباشرة لهذه الاتجاهات، مصممة لتحسين جودة وراحة تجربة القهوة.
في مجموعة سيمونيللي، استراتيجيتنا هي البقاء في المقدمة، لتوقع هذه التحولات وتلبيتها بمنتجات تتماشى مع التفضيلات المتطورة للمستهلكين المميزين في الإمارات. تسويقنا لا يتعلق فقط ببيع منتج؛ بل يتعلق بسرد قصة، قصة تتصل بجمهورنا على مستوى أعمق، تعزز إحساس المجتمع والشغف المشترك.
الاستدامة أصبحت ذات أهمية متزايدة في الأعمال العالمية. كيف قامت مجموعة سيمونيللي بدمج الممارسات المستدامة في عملياتها، وما التحديات التي تواجهونها في تحقيق التوازن بين الأهداف الاقتصادية والاعتبارات الأخلاقية في الإمارات؟
الاستدامة ليست مجرد كلمة رنانة؛ إنها مسؤولية نتعامل معها بجدية كبيرة في مجموعة سيمونيللي. في الإمارات، حيث يلتقي الصحراء بالبحر، نحن ندرك تمامًا الحاجة إلى تحقيق التوازن بين التقدم والحفاظ على البيئة. نهجنا كان دمج الاستدامة في كل جانب من جوانب عملياتنا، من إجراء تقييمات دورة الحياة إلى استخدام المواد المعاد تدويرها في التغليف. تم تصميم آلاتنا لتقليل التأثير البيئي، وتقليل استهلاك الطاقة بينما نحسن الاستدامة الاقتصادية للمقاهي.
التحدي، بالطبع، يكمن في تحقيق التوازن بين هذه الاعتبارات الأخلاقية ومتطلبات السوق التنافسية. لكننا نؤمن بأن الاستدامة والربحية ليستا متعارضتين؛ بل هما وجهان لعملة واحدة. من خلال التركيز على الممارسات المستدامة، لا نساهم فقط في مستقبل أفضل بل نبني أيضًا علامة تجارية يثق بها المستهلكون ويحترمونها.
ماذا ترى من اتجاهات جديدة ناشئة في صناعة القهوة عالميًا وفي الإمارات بشكل خاص؟ وكيف تستعد مجموعة سيمونيللي للتعامل مع هذه الاتجاهات؟
مستقبل القهوة هو لوحة لا حدود لها، مرسومة بضربات جريئة من الابتكار والإبداع. على الصعيد العالمي، نشهد ارتفاعًا في الطلب على البدائل النباتية وتجارب القهوة الفريدة، وهي اتجاهات تجد صدى خاص في الإمارات، بسكانها المتنوعين وسوقها الديناميكي.
مجموعة سيمونيللي في طليعة هذا التطور، تستعد للتعامل مع هذه الاتجاهات من خلال الابتكار المستمر، وتحسين الجودة، والاستدامة. مختبر تجربة نوفا سيمونيللي وفيكتوريا أردوينو ليس مجرد مركز للتعليم والتعاون؛ إنه مختبر يتم فيه تشكيل مستقبل القهوة، حيث يتم اختبار الأفكار الجديدة وصقلها، وحيث تولد الجيل القادم من تجارب القهوة.
في هذا المشهد المتغير باستمرار، يبقى التزامنا ثابتًا: رفع ثقافة القهوة في الإمارات وما وراءها، والإلهام والقيادة، والاستمرار في تشكيل مستقبل هذه الصناعة بنفس الشغف والتفاني الذي أوصلنا إلى هنا.
من واقع خبرتك الواسعة، ما هي النصيحة التي تقدمها للجيل القادم من القادة الذين يطمحون لدخول صناعة القهوة، خاصة في سوق نابضة بالحياة مثل الإمارات؟
لجيل المستقبل في عالم القهوة، نصيحتي بسيطة ولكنها عميقة: ركز على الجودة، احتضن الابتكار، ولا تفقد شغفك. في سوق نابضة بالحياة ومتنوعة مثل الإمارات، التميز يتطلب التزامًا عميقًا بالتميز، والاستعداد لتحمل المخاطر، والسعي المستمر للتعلم. حدد جمهورك المستهدف بوضوح، وقدم لهم شيئًا فريدًا وذا قيمة.
ولكن ربما الأهم من ذلك، تذكر أن النجاح في هذه الصناعة هو رحلة، وليس وجهة. يبنى يومًا بعد يوم، من خلال خطوات صغيرة ومستمرة، بالصبر والمثابرة. أحط نفسك بأشخاص يشاركونك شغفك، وخلق ثقافة التعاون والاحترام، ولا تتوقف عن السعي وراء المعرفة الجديدة. ولدت مختبر تجربة نوفا سيمونيللي وفيكتوريا أردوينو من هذه الفلسفة، وآمل أن يستمر في إلهام وتمكين الجيل القادم من قادة القهوة للوصول إلى آفاق جديدة.
ما هي الفلسفة التي ساعدتك على التنقل بين النجاحات والنكسات في صناعة القهوة الديناميكية طوال مسيرتك؟
فلسفتي الموجهة كانت دائمًا متجذرة في المجتمع—مجتمع القهوة بالتحديد. النجاح في هذه الصناعة الديناميكية ليس حول القمم أو القيعان؛ إنه حول الرحلة، حول الخطوات الصغيرة والمستمرة التي تبني شيئًا أعظم على مدار الوقت. تعلمت أن أبقى ثابتًا، أن لا أدع الأوقات الجيدة تذهب إلى رأسي أو الأوقات السيئة تحبطني.
تحفيزي يأتي من رغبة عميقة في المساهمة في هذا المجتمع، لمشاركة المعرفة، ولربط الثقافات من خلال اللغة العالمية للقهوة. هذه الفلسفة ساعدتني على التنقل بين النجاحات والنكسات، دائمًا بهدف رفع مستوى الصناعة وإثراء حياة من حولي.