من روسيا إلى دبي.. رحلة ألبينا خاميدولينا إلى عالم القهوة
في عالم القهوة المتغير باستمرار، حيث يلتقي التقليد بالابتكار، نلتقي بألبينا خاميدولينا – شخصية ديناميكية تجمع بين فن التسويق وجوهر القهوة العميق. بصفتها رئيسة قسم التسويق في شركة درينكيت دبي، التابعة لمجموعة دودو براندز الشهيرة، تقدم ألبينا رؤية جديدة لصناعة القهوة التي تتميز بالثقافة والتعقيد. رحلتها من عالم السلع الاستهلاكية سريعة التداول والتجزئة إلى هذا العالم العطري الغني بالقهوة تُلهمنا بشدة.
من خلال هذا الحوار، تأخذنا ألبينا في جولة داخل عالمها، حيث تساهم التكنولوجيا في تعزيز تجربة القهوة، وتتحول الاستدامة إلى ضرورة حقيقية، وتصبح القهوة المتخصصة متاحة للجميع. دعونا نبحر معها في هذه الرحلة الملهمة، ونتعرف على شخص يساهم في تشكيل مستقبل صناعة القهوة وإعادة تعريف طريقة الاستمتاع بكل فنجان.
انتقلتِ من مجالات مثل السلع الاستهلاكية والتجزئة إلى عالم القهوة. ما الذي ألهمكِ لاستكشاف هذه الصناعة؟ وكيف كانت رحلتكِ حتى الآن؟
قبل العمل في السلع الاستهلاكية والتجزئة، كنت أعمل في ثاني أكبر شركة اتصالات في روسيا كمديرة مشروع لتطوير قناة مبيعات جديدة عبر الإنترنت. عندما انتقلت إلى دبي، تواصلت معي شركة درينكيت (دودو براندز). في البداية، لم أفكر في العمل في صناعة القهوة، لكنني كنت مهتمة بالعمل مع دودو براندز بسبب ثقافتها المؤسسية المميزة وابتكاراتها. وعندما انضممت إلى فريق درينكيت، اكتشفت عالماً جديداً تماماً مليئاً بالثراء والتعقيد. خلال 1.5 سنة الماضية، كانت رحلتي مليئة بالتعلم المستمر وفهم تعقيدات القهوة ودور الخدمة في تعزيز التجربة.
العمل مع شركة درينكيت، وهي شركة قهوة رقمية، يبدو كأنه تجربة فريدة. كيف عمّق هذا الدور فهمكِ لصناعة القهوة وديناميكياتها؟
في درينكيت، أتحمل مسؤولية التسويق وبناء العلامة التجارية بالإضافة إلى تجربة العملاء. وتشمل تجربة العملاء كل ما يتفاعل معه الضيوف، بدءًا من تصميم المكان وملابس الباريستا، وصولًا إلى ملمس الكوب الدافئ وجودة المشروب. تعلمتُ أن تقديم قهوة ممتازة مع تجربة استثنائية يتطلب متابعة مستمرة لتوجهات الصناعة وتوقعات الضيوف المتزايدة.
تعمل درينكيت عند تقاطع القهوة والتكنولوجيا. كيف تسعى الشركة لإعادة تعريف تجربة القهوة لعملائها؟
هدفنا هو جعل تجربة القهوة سلسة، بحيث يركز الضيوف على الاستمتاع بمشروباتهم. باستخدام التكنولوجيا مثل الأكشاك ذاتية الخدمة، والتطبيق المخصص، وأنظمة تتبع الباريستا، نتجنب الأخطاء في الطلبات ونقلل أوقات الانتظار. هذه الابتكارات تسمح للعملاء بتخصيص مشروباتهم وطلبها بسهولة، وتساعدنا على تقليل تكاليف العمالة، مما يجعل قهوتنا عالية الجودة بأسعار معقولة.
ما هي الرؤى التي اكتسبتها حول تفضيلات العملاء من خلال النهج الرقمي لدرينكيت؟ وكيف تعكس هذه الرؤى توجهات أوسع في صناعة القهوة؟
يوفر لنا تطبيق درينكيت رؤى مذهلة حول تفضيلات العملاء. على سبيل المثال، أكثر من 45% من مشروباتنا مخصصة، وهناك تزايد في الطلب على الخيارات الصحية. ومع ذلك، تبقى المشروبات الكلاسيكية مثل الكابتشينو الأكثر شعبية، مما يؤكد أن الجودة في المشروبات الكلاسيكية لا يمكن الاستغناء عنها، وهو اتجاه يظهر في صناعة القهوة المتخصصة.
اكتسبت القهوة المتخصصة زخمًا كبيرًا على مستوى العالم. كيف ترين تطورها عالميًا في السنوات القادمة؟
أعتقد أن المستهلكين يبحثون بشكل متزايد عن الجودة، وأصبحت القهوة المتخصصة أكثر سهولة. ولكي تنمو، تحتاج المقاهي المتخصصة إلى استهداف جمهور أوسع مع الحفاظ على معاييرها العالية – وهذا ما تجسده درينكيت من خلال تقديم قهوة عالية الجودة بأسعار معقولة. ومع تحول القهوة المتخصصة إلى اتجاه رئيسي، ستضطر السلاسل التجارية أيضًا إلى التكيف ورفع مستوى الجودة للبقاء في المنافسة.
أصبحت دول الخليج مركزًا للقهوة المتخصصة. ما الذي يجعل هذه المنطقة متقبلة لتجارب القهوة الفاخرة؟
تقدّر منطقة الخليج الضيافة ونمط الحياة الهادئ، وهذا يتماشى تمامًا مع تقديرهم للقهوة عالية الجودة. الثقافة هنا تركز على الوقت المستغرق مع الأحباء والتفاصيل الدقيقة، مما يجعل القهوة الفاخرة جزءًا لا يتجزأ من التجربة.
روسيا، موطنكِ الأصلي، بدأت تظهر كلاعب في مشهد القهوة المتخصصة. كيف تقارنين ثقافة القهوة في روسيا بما لاحظته في الخليج أو مناطق أخرى؟
في المدن الكبرى في روسيا، أصبحت القهوة المتخصصة هي القاعدة، حيث حلت العلامات التجارية المحلية المتخصصة محل السلاسل العالمية. المستهلكون هناك على دراية جيدة بالقهوة، وأتوقع تحولًا مشابهًا في الخليج مع تزايد انتشار القهوة المتخصصة بأسعار معقولة ومواقع أكثر سهولة.
التكنولوجيا تغير صناعة القهوة، من المنصات الرقمية إلى الابتكارات في سلسلة التوريد. كيف ترين تأثير هذه التطورات على مستقبل القهوة؟
التكنولوجيا تسهل تشغيل المقاهي، مما يتيح للباريستا التركيز على إعداد المشروبات والتفاعل مع العملاء. في درينكيت، تساعد أنظمتنا على إدارة المخزون، التنبؤ بساعات الذروة، وتتبع أوقات التحضير، مما يوفر تجربة أفضل للعملاء بأسعار معقولة وجودة أعلى.
كيف يمكن للشركات مثل درينكيت استخدام الأدوات الرقمية لتعزيز العلاقة بين المنتجين والمستهلكين وتعزيز الاستدامة والشفافية؟
يوفر تطبيقنا وسيلة رائعة للتواصل مع ضيوفنا. نحن نقدم قصصًا تحت كل منتج توضح مكوناته، وكيف تم الحصول عليها وتحضيرها. الشفافية وكسب ثقة العملاء أمران حيويان بالنسبة لنا. ومع ذلك، ما زال أمامنا الكثير لنفعله في مجال الاستدامة، مثل تقليل البلاستيك واستخدام مواد معاد تدويرها.
كيف يمكن لصناعة القهوة التعامل مع تأثير التغير المناخي والتحديات الأخرى؟
أفضل طريقة هي دعم المنتجين المحليين الصغار واختيار الحبوب التي تم الحصول عليها بطرق أخلاقية. إذا تحركت الصناعة بأكملها نحو التعامل مع موردين مسؤولين، فسيحدث فرق كبير.
ما مدى أهمية أن تروج الشركات في مجال القهوة للممارسات الأخلاقية والاستدامة؟
يتعلق الأمر ليس فقط بخدمة العملاء، ولكن بتعليمهم أيضًا. نحن نثقف العملاء حول جودة القهوة ومصادرها وأقل الطرق ضررًا على البيئة. عندما يصبح الاستدامة معيارًا، سيصبح من السهل دمجها في حياتنا اليومية وحياة عملائنا.
القهوة أصبحت أكثر من مجرد مشروب – إنها جزء من أسلوب الحياة. كيف ترين تأثير اتجاهات المستهلكين على مستقبل صناعة القهوة؟
أحب أن القهوة أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية، حيث يمكن للجميع تخصيصها لتناسب أسلوب حياتهم. أعتقد أن تخصيص المشروبات والمساحات سيصبح أكثر شيوعًا، مع بقاء الصناعة شاملة للجميع.
في مدن مثل دبي وموسكو، تزدهر ثقافة القهوة. ما هي الاتجاهات أو التفضيلات الفريدة التي لاحظتها في هذه الأسواق؟
يُظهر كلا السوقين تزايدًا في الطلب على القهوة المتخصصة وخيارات التخصيص. القهوة أصبحت وسيلة للتعبير عن الذات، مع اتجاهات مثل “حفلات القهوة” التي تدمج الشغف بالقهوة في أنماط الحياة المتنوعة.
بصفتكِ شخصية منخرطة بعمق في صناعة القهوة الآن، ما الذي يثير حماسكِ أكثر بشأن مستقبل هذه الصناعة؟
مجتمع القهوة لا مثيل له في الترابط والدعم. في دبي، وجدت دعمًا كبيرًا من الزملاء، وأنا متحمسة للمساهمة في نمو هذا المجتمع السريع.
إذا كان بإمكانكِ تغيير شيء واحد في كيفية عمل صناعة القهوة العالمية، ما الذي سيكون ولماذا؟
أتمنى أن تصبح الممارسات الأخلاقية والاستدامة معيارًا وليس استراتيجية تسويقية. ينبغي أن تكون ظروف العمل العادلة والممارسات الصديقة للبيئة أمرًا مسلمًا به.